وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

غاندي والبرغوثي وحنا: النضال الشعبي الفلسطيني عادل وسينتصر

نشر بتاريخ: 05/04/2010 ( آخر تحديث: 05/04/2010 الساعة: 21:31 )
رام الله -معا- عقد راجموهان غاندي حفيد المناضل الزعيم الهندي الراحل المهاتما غاندي، والنائب الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية والاب عطا الله حنا مؤتمرا صحفيا في مركز وطن الاعلامي في رام الله.

وقال غاندي ان المستوطنات والجدران والطرق الاستيطانية غير الشرعية مذلة واكبر مما كنت اعتقد وادركت ان الشعب الفلسطيني يواجه قمعا واضطهادا كبيرين وهذه تجربة مؤلمة لي".

واضاف غاندي ان تلك المستوطنات والجدران تلغي كل حديث حول رغبة اسرائيل في قيام دولة فلسطينية مستقلة.

واكد غاندي ان زيارته الى الخليل وبيت لحم ورام الله ونعلين وبلعين ومخيمات فلسطينية جعلته يكتشف ان المقاومة الشعبية السلمية اقوى واوسع مما كان يعتقد وهذا الهام عظيم .

واشار غاندي الى اهمية دعم التعليم والصحة وتوفيرها للمواطنين الفلسطينيين في تعزيز صمود الناس وانه فوجئ من حجم الابداع في مجال الرعاية الصحية الاولية في فلسطين وان ذلك هو جزء مهم في النضال الفلسطيني، مؤكدا على الدور المتميز لمؤسسات المجتمع المدني في اسناد صمود الناس.

واعرب غاندي عن ذهوله من قوة تحمل وصبر الفلسطينيين رغم كل تلك الشدائد والقهر والاضطهاد مما يعكس قوة ارادتهم لنيل حقوقهم.

واضاف غاندي في رده على سؤال لاحد الصحفيين حول فاعلية النضال الشعبي في فلسطين وفي مواجهة قوة عسكرية هائلة كاسرائيل بانه يؤمن بارادة وقوة الشعوب وحتمية انتصارها وبان الله عادل ولايمكن ان يسمح باستمرار الاضطهاد، معربا عن شكره للنائب البرغوثي والمبادرة الوطنية على اتاحة الفرصة له للالتقاء بشرائح واسعة من الشعب الفلسطيني.

من جانبه قال البرغوثي ان غاندي يحل ضيفا على فلسطين وعلى حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ليس فقط لانه حفيد الزعيم الانساني المهاتما غاندي بل ايضا بصفته رئيسا للمبادرة الدولية من اجل التغيير وهي منظمة دولية لها نشاط وتاثير واسعين في بلدان عديدة.

واضاف البرغوثي ان المهاتما غاندي يمثل رمزا عظيما للنضال الانساني والتحرري وقوة العدالة والحق في وجه القوة العسكرية والمادية للمستعمرين والمحتلين وان زيارة حفيده لفلسطين هي دعم للمقاومة الشعبية الواسعة التي تنتشر وتتعزز في القدس والخليل وبيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور ونعلين وبلعين والنبي صالح والمعصرة ويطا وسوسيا وبدرس وصفا ودير استيا والزاوية وكفل حارس واسكاكا وقفين وشوفا وطولكرم وجيوس وعراق بورين وعورتا واللبن ويتما وغيرها الكثير من المناطق التي تهب اليوم دفاعا عن حقها في الحياة الكريمة والحرية والاستقلال.

واكد النائب مصطفى البرغوثي ان قضية فلسطين هي قضية العدالة والحرية للانسانية جمعاء وهذا ما قاله المناضل نلسون مانديلا والذي سار على هدى تعاليم غاندي في نضاله واكد عندما تحررت جنوب افريقيا من نظام التمييز العنصري ان حرية جنوب افريقيا لن تكتمل حتى ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله.

واوضح البرغوثي انه منذ عام 1938 حذر القائد العظيم المهاتما غاندي من مخاطر الوضع في فلسطين وساند نضال الشعب الفلسطيني ووقف بقوة ضد محاولات مصادرة حقوقه واقامة كيان اسرائيلي على حساب ارضه وحقوقه وانتمائه العربي.

واعرب البرغوثي عن شكره لحفيد غاندي على هذه اللفتة وقدومه الى فلسطين في زيارة هدفت الى الاطلاع عن كثب على حقيقة ما يجري في فلسطين لان الواقع المرير وانعدام العدالة والجرائم اكبر من ان توصف بالكلمات والصور وان زيارته ستشكل خطوة مهمة في تعزيز حركة التضامن مع شعبنا الفلسطيني خاصة في بلدين مهمين يعمل فيهما غاندي وهما الهند وما تمثله من قوة اقتصادية صاعدة وثاني اكبر دولة من حيث عدد السكان وتميز شعبها بالتضامن مع الشعب الفلسطيني والولايات المتحدة الاميركية التي يعمل محاضرا في احدى جامعاتها.

واستعرض البرغوثي جولة غاندي في الاراضي المحتلة والتي بدات بوضع اكليل من الزهور على ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات وزيارة الخليل وبيت لحم ونعلين وبلعين.

وقال النائب مصطفى البرغوثي ان غاندي شاهد بعينيه مستوطنات غوش عتصيون وبسجوت وجبل ابوغنيم وحقل الرعاة وجيلو والجدار العنصري في نعلين وبلعين ونضالهما ضد الاستيطان والجداروكيف تغلق الشوارع في الخليل في وجه المواطنين وكيف يتم الاعتداء على السكان من قبل المستوطنين وكيف تصادر حياة وحرية 25 الف انسان لحساب 450 مستوطنا غير شرعي في المدينة فيما يمثل اسطع تجسيد لنظام الابارتهايد الاسرائيلي.

واشار البرغوثي الى الاستراتيجية التي تبنتها المبادرة الوطنية وهي انتزاع زمام المبادرة عبر استنهاض المقاومة الشعبية واوسع حركة تضامن دولي وفرض المقاطعة والعقوبات على اسرائيل ودعم صمود الناس واستعادة الوحدة الوطنية،وهي استراتيجية تجسد مبادئ ثلاثة من عظماء النضال الانساني في تاريخ البشرية وهم المهاتما غاندي الذي علمنا كيف يمكن للانسان الذي لا يملك اسلحة ان ينتصر على قوة الاحتلال ومارتن لوثر كنج الذي وضع معالم نضال مدني رائع ونلسون مانديلا الذي جسد تلك المبادئ في جنوب افريقيا.

واكد النائب مصطفى البرغوثي انه مثلما انتصر نضال هؤلاء القادة سينتصر نضال الشعب الفلسطيني ضد الابارتهايد ونظام الفصل العنصري.

واشار البرغوثي الى ما قاله غاندي امس خلال جولته في مناطق المستوطنات :" اتمنى لو ان الرئيس الاميركي باراك اوباما يخصص نصف نهار وياتي ليرى بام عينيه حقيقة ما يجري على ارض فلسطين ولربما عندها سنرى تغييرا في سياسة الحكومات مثلما يجري اليوم تغييرا على المستوى الشعبي في كل العالم".

وحيا البرغوثي اوشا غاندي عقيلة راجموهان غاندي على جرأتهما ورفض محاولات المستوطنين وقوات الاحتلال لمنعنا من سلوك بعض الشوارع في الخليل وزيارة الحرم الابراهيمي.

كما تحدث البرغوثي عن معاناة الاسرى في سجون الاحتلال خاصة دخول اقدم اسير في تاريخ البشرية المناضل نائل البرغوثي الذي دخل امس عامه الثالث والثلاثين وهي فترة اطول بكثير من الفترة التي قضاها المناضل مانديلا في سجنه كذلك الاسيرين اكرم الوحش وفخري البرغوثي اللذين امضيا اكثر من ثلاثين عاما في الاسر، مؤكدا انهم يعيشون في قلوبنا ووجداننا وقلوب كل الاحرار حول العالم.

من جهته اعرب الاب حنا عن ترحيبه بضيف فلسطين الكبير راجموهان غاندي الحامل معه قيما كثيرة تذكرنا بشعوب عدة ناضلت من اجل حريتها وكرامتها واستقلالها فكان لها ما ارادت معربا عن شكره للنائب مصطفى البرغوثي على تنظيمه لهذه الزيارة المهمة.

وقال حنا:" ان غاندي جاء الى هنا ليقول لشعبنا ان قضيتكم قضية حق ولا بد ان يعود الحق لاصحابه مخاطبا غاندي بالقول ان شعبنا يؤمن بالله وبعدالة قضيتنا التي ناضل واستشهد الالاف من اجلها" .

واضاف حنا انه مقابل الدعم الدولي المقدم لاسرائيل فان هناك صحوة في العالم خاصة ممن يزورون فلسطين ويشاهدون الجدار العنصري والمخيمات والمعاناة والمجازر في غزة والقدس حيث يكتشفون جسامة الظلم التاريخي الذي حل بشعبنا والذي يجب ان يزول وصولا الى حرية واستقلال شعبنا

واكد حنا قائلا:"جئتكم الان من القدس التي احيينا فيها امس عيد الفصح المجيد وقد تحولت الى ثكنة عسكرية ،وقد منع جنود الاحتلال ليس فقط الفلسطينيين بل الحجاج الاجانب من الوصول الى كنيسة القيامة لاداء الصلوات وهو مشهد ينجر على الاخوة المسلمين الذين يمنعون من اداء الصلاة في المسجد الاقصى المبارك واتخاذ المحاكم الاسرائيلية قرارات بمنع رجال دين مسلمين من دخول الاقصى في وقت تتحدث فيه اسرائيل عن الحريات وحقوق الانسان".

وقال حنا متسائلا:"هل الامن يعني منع الفلسطينيين من دخول القدس عاصمة فلسطين وقبلتهم وحاضنة مقدساتهم ؟وهل يعقل ان يكون هناك جيل فلسطيني لا يعرف القدس الا عبر وسائل الاعلام ولم يكتب لهم زيارة المدينة بفعل اجراءات الاحتلال؟".

واوضح الاب حنا ان القدس لنا وليست للعنصرية وهي مدينة فلسطينية ومدينة عربية واسلامية للمسلمين والمسيحيين وان محاولات مسحها من ذاكرتنا ستبوء بالفشل.

وقال حنا :"ان رسالتنا الى السيد غاندي اننا شعب نتوق الى الحرية والى اليوم الذي تزال فيه الجدران والحواجز والاضطهاد ورفع الحصار عن غزة الجريحة.

غاندي يزور نعلين وبلعين

والتقى غاندي والبرغوثي نشطاء لجان العمل الشعبي وممثلي المؤسسات المحلية في نعلين وزارا منطقة جدار الفصل العنصري المقام فوق اراضي القرية اضافة الى زيارة منزل الشهيد محمد الخواجا ومزرعة المواطن عيسى سرور الذي اقتلع الاحتلال اشجار الزيتون منها ،في حين اطلع غاندي على النشاطات الثقافية التي تقوم بها لجنة مقاومة الجدار في القرية .

وشرح صلاح الخواجا عضو لجنة مقاومة الجدار في نعلين للضيف غاندي المعاناة التي يواجهها سكان القرية جراء مصادرة اراضيهم وبناء جدار الفصل العنصري .

كما اطلعه على الفعاليات الشعبية المناهضة للاستيطان والجدار والعنف المستخدم ضد التظاهرات السلمية الاسبوعية مما ادى الى سقوط خمسة شهداء من ابناء القرية الى جانب حملة الاعتقالات ضد نشطاء المقاومة الشعبية والتي طالت العشرات منهم اضافة الى اعلان نعلين وبلعين منطقتين عسكريتين يحظر تنظيم التظاهرات الشعبية فيهما وتحدي القرار وكسره عبر الاستمرار في المقاومة الشعبية.

كما التقى غاندي والبرغوثي مع ممثلي الفعاليات ولجنة مقاومة الجدار في بلعين بينهم راتب ابو رحمه عضو اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان ومحمد ابو رحمة القائم باعمال المجلس البلدي في بلعين ومحمد الخطيب من نشطاء المقاومة الشعبية .

واستمع غاندي الى شرح عن الاثار الخطيرة التي خلفها بناء جدار الفصل فوق اراضي البلدة،وحملات الاعتقالات ضد نشطاء المقاومة الشعبية حيث شاهد شريطا مصورا يجسد شخصيات المهاتما غاندي ومارتن لوثر ومانديلا خلال تظاهرة شعبية على ارض بلعين.

ووعد غاندي بان يولي اهماما للعمل من اجل الافراج عن اسرى المقاومة الشعبية المعتقلين في سجون الاحتلال.