وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مؤسسات نابلس وأهالي قريوت يزرعون الاشجار تحديا للاستيطان

نشر بتاريخ: 05/04/2010 ( آخر تحديث: 05/04/2010 الساعة: 18:33 )
نابلس- معا- نظمت قوى ومؤسسات محافظة نابلس نشاطا تطوعيا لزراعة أشجار الزيتون في بلدة قريوت اليوم الاثنين وذلك بالتعاون مع المجلس القروي لبلدة قريوت وعدد من مؤسسات وفعاليات البلدة.

كما وشارك في العمل حشد كبير من المزارعين من أصحاب الأراضي المهددة بالمصادرة وعدد من ممثلي وكوادر فصائل العمل الوطني في المحافظة ومن الناشطين في العمل الشعبي لمقاومة الاستيطان وفي مقدمتهم مسؤول العمل الجماهيري في الاغاثة الزراعية خالد منصور ومسؤول ملف الاستيطان في محافظات الشمال غسان دغلس ومنسق لجنة التنسيق الفصائلي نصر ابو جيش وعدد من رؤساء واعضاء المجالس القروية والبلدية في محافظة نابلس.

وكانت الإغاثة الزراعية قد قدمت 400 شجرة زيتون لأهالي البلدة ليقوموا بزراعتها في الأراضي المحاذية للمستوطنات، من اجل حماية الأرض ومنع تمدد الاستيطان إلى أراض جديدة.. علما أن بلدة قريوت قد خسرت آلاف الدونمات من أراضيها التي نهبها المحتلون وأقاموا عليها ثلاث مستوطنات هي شيلو وعيلي وشفوت راحيل وعدد من البؤر الاستيطانية اهمها هيوفال ورحاليم وعادي عاد، التي يقطنها مستوطنون متطرفون يمارسون الإرهاب والتنكيل بشكل دائم ضد سكان بلدة قريوت والقرى المجاورة ويمنعوهم من فلاحة أرضهم وتطويرها.

يذكر أن الإغاثة الزراعية قد قدمت آلاف أشجار الزيتون لعدد كبير من القرى في محافظة نابلس، وساهمت بدور كبير في إنجاح عدد من أنشطة العمل التطوعي، التي نظمتها القوى الوطنية والمؤسسات الرسمية والأهلية في المحافظة وقد أثمر التعاون بين القوى والمؤسسات زيادة في الاهتمام بمصالح السكان، وشعور المواطن وخصوصا الذي يتعرض صبحا ومساء لاعتداءات وتهديدات المستوطنين-- انه ليس وحيدا في محنته، بل أن شعبه وقواه الحية يقفون إلى جانبه، الأمر الذي يعزز من صموده، ويرفع روح التحدي لديه ضد المستوطنين، الذين يخططون لتجريده من أرضه وكل حقوقه الوطنية المشروعة تمهيدا لتشريده كما وكان للأنشطة دورا كبيرا في تسليط الضوء على احتياجات السكان ومشاكلهم، وخصوصا أن هذه الأنشطة جذبت العديد من القيادات الرسمية وممثلي المؤسسات الأهلية، الذين رأوا بأعينهم المشاكل، وسمعوا بآذانهم المطالب من أصحاب القضايا أنفسهم.

وقد تبين أن عددا كبيرا من القرى مازال يعاني من ضعف شديد في البنى التحتية-- وخاصة الطرق المعبدة التي توصل بين القرى -- وكذلك الطرق التي توصل إلى الأراضي البعيدة والتي يتهددها خطر المصادرة.. كما ويعاني السكان من نقص بالغرف التدريسية في المدارس. ومن عدم توسيع المخططات الهيكلية للقرى حيث انه في بلدة قريوت هناك 13 منزلا اصدرت سلطات الاحتلال قرارات بهدمها وقد اقدمت بالفعل على هدم واحد منها.

وصرح يحيى الجمال ممثلا عن لجنة التنسيق الفصائلي أن فصائل العمل الوطني وقد اختارت المقاومة الشعبية كنهج للكفاح الوطني ستكثف أنشطتها خلال الأيام والشهور القادمة لمواجهة تصاعد وتائر اعتداءات المستوطنين وستقوم لجنة التنسيق الفصائلي وبروح العمل الجماعي بتوجيه كل طاقاتها لخدمة هدف تعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه ولخوض الكفاح الوطني الجماهيري دفاعا عن الارض والإنسان الفلسطيني من خلال تنظيم الفعاليات الكفاحية في مختلف نقاط الاحتكاك مع المحتلين والمستوطنين.

وقال خالد منصور مسؤول العمل الجماهيري في الإغاثة الزراعية أن الإغاثة الزراعية ستواصل عملها الجماهيري وأنشطتها التنموية لتعزيز صمود السكان، وستقدم ما تستطيع لتوفير مقومات الصمود وخاصة على صعيد مشاريع استصلاح الأراضي، وزراعة الأشجار، وحفر آبار مياه الجمع لري الأشجار، وكذلك على صعيد شق الطرق الزراعية وان الإغاثة تتكامل بعملها مع ما تقوم به الحكومة الفلسطينية، التي يقع عليها بل ومطلوب منها أن تفعل وتقدم أكثر لتعزيز صمود الشعب ..

من جانبه أشاد عبد الناصر القريوتي رئيس المجلس القروي بما تقوم به القوى الوطنية وبالدعم الذي قدمته الإغاثة الزراعية معتبرا أن ذلك سيعزز من صمود السكان، لكنه أضاف أن هناك احتياجات كبيرة للسكان في هذه المنطقة الحساسة التي يتهددها غول الاستيطان، ومطلوب تضافر وتوحيد الجهدين الرسمي والشعبي لتحقيقها.. وأثنى أصحاب الأراضي على القائمين على العمل، معتبرين غرس الأشجار خطوة هامة وذات مغزى أمام الحرب الشرسة التي يخوضها المحتلون ومستوطنيهم ضد شجرة الزيتون، وضد الوجود الفلسطيني بشكل عام.

وفي اثناء قيام المتطوعين بزراعة الاشجار تجمع عدد من المستوطنين وحراس المستوطنات في المنطقة وحاولوا ارهاب جموع المتطوعين وتقدموا نحو مكان العمل وحاولوا منع غرس الاشجار لكن المتطوعين تصدوا للمستوطنين ورفضوا الخروج من الارض واصروا على زراعة الاشجار.