|
دعوة واضحة أهدافها وضوح الشمس * بقلم : سامي مكاوي
نشر بتاريخ: 05/04/2010 ( آخر تحديث: 05/04/2010 الساعة: 18:15 )
الجدل الدائر في الشارع البحريني بين سياسيين ورياضيين مثاره موافقة الاتحاد البحريني لكرة القدم على تلبية دعوة نظيره الاتحاد الفلسطيني لإقامة مباراة ودية بين منتخبي البلدين في الثامن والعشرين من أيار القادم على ملعب ستاد الشهيد فيصل الحسيني في مدينة الرام إحدى ضواحي مدينة القدس.
وذلك الجدل الذي ترفع رايته معارضة بحرينية بحجة ان زيارة المنتخب البحريني هي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل ...! على عكس ما يراه العاملون في المرجعيات الرياضية والأندية والمؤسسات البحرينية الذين يرون انه لا داع لخلط القضايا الدينية والسياسية بالرياضة طالما ان الهدف من هذه الزيارة الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني والتعرف على معاناته اليومية التي يسببها الاحتلال الإسرائيلي . وتشهد التطورات السياسية الأخيرة في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية ارتفاعا ملحوظا في وتيرة أشكال المقاومة الشعبية التي تقوم بها الفصائل الفلسطينية والمتضررين من أصحاب الأراضي المصادرة لصالح المستوطنات والجدار الفاصل ورفض تسويق واستهلاك منتجات المستوطنات في الضفة الغربية وتشجيع المنتجات الوطنية وحملات التشبث بالأرض ورفض مصادرة أراضي المواطنين وتهجير المواطنين المقدسيين من بيوتهم وإحلال مستوطنين بدلا منهم ومقاومة الحملات الشرسة للاستيلاء على الأماكن الدينية المقدسة في المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي في الخليل ورفض التفاوض مع الحكومة الإسرائيلية بوجود مخططات استيطانية مجنونة وبناء وحدات استيطانية جديدة في القدس بالإضافة الى دعوة فرق عربية وصديقة لزيارة فلسطين ومؤازرة الشعب الفلسطيني , وكل هذه الأعمال صور من صور النضال من اجل التحرر والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية العتيدة وعاصمتها القدس . إذا كان الوضع بهذا الشكل فكيف يمكن تفسير دعوة البعثات الرياضية العربية الى بوابة التطبيع مع إسرائيل؟ وهل في هذا التوجه منطق واقعي يقبله العقل الواعي؟ ام ان الجدل الدائر في البحرين هو جزء من المناكفات السياسية بين طرف وآخر؟ ونقولها ثانية , وهي واضحة وضوح الشمس لذوي الفكر السديد ,ان دعوة أي منتخب او فريق رياضي عربي إنما هو دعم للشباب الرياضي في فلسطين كما انه اتجاه لكسر الحصار المفروض على شعبنا وتخفيف من قسوة معاناته اليومية وتعزيز مرابطته على أرضه وارض أجداده رغم الظلم والقهر والأسر والفقر والتشرد .ولو كان الامر تطبيعا لوضعنا حدا فاصلا بيننا وبين اخوتنا من عرب الداخل عام 48 وقاطعناهم بحجة انهم يعيشون في اسرائيل وانهم من المطبعين ! ولكن يبدو ان كلمة التطبيع سوقت اعلاميا في فترات سياسية سابقة, رغم ذلك فانها لا علاقة لها بالرياضة الفلسطينية . واخيرا نقول ان زيارة الأسير الفلسطيني في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ليس اعترافا بالسجان بل تضامنا مع الأسير وعائلته وشحن طاقاته النضالية وصموده ليوم الخلاص.... وهذا قول لأمير القدس الشهيد فيصل الحسيني تردده الألسن للمقارنة بين نتائج زيارة الأسير الفلسطيني في المعتقلات الإسرائيلية وبين نتائج زيارة الاخوة العرب للشعب الفلسطيني في دياره المحتلة . |