|
قل للجزيرة بالشريط الاحمر
نشر بتاريخ: 28/05/2006 ( آخر تحديث: 28/05/2006 الساعة: 12:06 )
كتب رئيس التحرير - فاجأني ما نشرته صحيفة معاريف على صفحتها التاسعة يوم الجمعة تحت عنوان "بث الجزيرة قاد الجيش للمطاردين في رام الله" .
فقد كان العنوان مدروسا ليطعن ثقة اهل رام الله والمطاردين بقناة الجزيرة وبصحافييها المعروفين وسط ظروف صعبة وحين كانت رام الله تشيع شهداءها وتبلسم جراح مصابيها. وفي ذلك اليوم , حيث كان الاخ الفلسطيني يحمل السلاح في وجه اخيه ويضع اصعبه على الزناد, وكان الجمهور الفلسطيني يضع يده على قلبه , قامت قناة الجزيرة ومعها القنوات الاخرى ببث المواجهات الشعبية وبطولات جنرالات الحجارة في رام الله على الهواء مباشرة ، فارتفعت معنويات الشعب الصغير, وخرج الالاف من سكان المدينة يطردون الاحتلال بايديهم الغضة , وهرع مئات الصحافيين- على خلفية البث المباشر- لتغطية الحدث وكتبنا في وكالة "معا" حينها تحت عنوان " اكبيرة يا رام الله" نمتدح دفاع سكان المدينة عن حياضها . الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ومنذ بداية القرن الماضي, لم يرق لها ارتفاع معنويات الجمهور الفلسطيني - كما لم يرق لها قبل ايام وعودة انتفاضة الحجارة, فقررت على ما يبدو ان ترمي بقناة الجزيرة في فرن الصراع الداخلي وهي تعلم ان مجهولين او جاهلين كانوا احرقوا سيارات الجزيرة ومنها البث المباشر قبل أيام. ولفت انتباهي ان مواقع للدردشة, اخذت خبر معاريف الذي كتبه فليكس فريش , واستندت اليه باعتباره حقيقة ثابتة. والحق يقال, ان قناة الجزيرة, وقنوات البث العربية الاخرى التي نقلت صور مواجهات رام الله احسنت صنعا حينها, لانها قامت بواجبها المهني وهي نفس القنوات التي كانت تبث اعتداءات الاحتلال مباشرة على غزة وجنين ونابلس وبيت لحم وطولكرم. لن ندافع عن الجزيرة, لانها ليست في موقع المتهم ، ولن ندافع عن صحافييها لاننا نعرفهم جيدا ونعرف جهودهم منذ عشر سنوات. اما من ناحية امنية فالاستخبارات العسكرية الاسرائيلية- تراقبنا, وتراقب صحفنا- فهل نوقف اصدار الصحف؟ وتراقب محطات التلفزة الخاصة- فهل نغلقها؟ وتستخدم مواقع الانترنت لجمع المعلومات والصور- فهل نكسر كمبيوتراتنا؟ ويصعد القناصون الاسرائيليون على اسطح المباني العالية- فهل نهدم المباني العالية حتى لا يستخدمها الاحتلال ؟ والاستخبارات الاسرائيلية تشاهد بث الفضائيات العربية - فهل نسارع لاطفائها؟. رام الله في ذلك اليوم, انتصرت على المستعربين وعلى الدبابات المصفحة وعلى الاباتشي, وجيش الاحتلال الذي قتل 4 متظاهرين في رام الله لم يكن يحتاج الى مسوغات تلفزيونية ليمارس قتله, فمن قبل ايام ومن دون بث مباشر اغتال نشطاء الانتفاضة في غزة واغتال احمد مصلح ودانييال حمامة وجبر الاخرس ورائد عبيات في بيت لحم ومن دون بث مباشر. ان الهجوم على الجزيرة وفي هذه اللحظة, يأتي في اطار محاولة كسر رأس الاعلام الفلسطيني الحر، فلا يطلق احدنا النار على رجليه حين يصدق ان المستعربين كانوا بحاجة للبث المباشر لتنفيذ جرائهم, وانما هم بحاجة لطرد الصحافيين حتى يذبحوا المطاردين دون ان يراهم اي احد، ولا يحاسبهم احد، ولا يفضحهم احد ، فهم يقومون بتنفيذ احكام الاعدام بالمطاردين دون تقديمهم للمحاكمة وهذه جريمة حرب، وهنا جذر الموضوع، وليس ان نعود عشر سنين للوراء ونناقش اذا كان مسموح البث المباشر ام لا ؟؟ فامريكا احتلت بغداد وكابول وكوسوفو على البث المباشر، واسرائيل اعادت احتلال الضفة على البث المباشر، وليش شريط الاخبار الاحمر او سيارة البث المباشر هي المشكلة ؟؟ |