مؤسسة أفكار تطلق فعاليات مسلسل مسابقة منتدى الحوار الفلسطيني

رام الله- معا- انطلقت مساء امس السبت في قاعة مدرسة راهبات مار يوسف اولى فعاليات برنامج منتدى الحوار الفلسطيني لطلبة المدارس الخاصة في منطقة رام الله والتي تنظمها مؤسسة افكار للتطوير التربوي والثقافي تحت رعاية وكيل وزارة التربية والتعليم العالي الاستاذ محمد ابو زيد، وبدعم من مركز بانوراما ومؤسسة البعثة البابوية في القدس.

وقد اعلن المدير العام لمؤسسة افكار الاستاذ عودة زهران عن افتتاح الفعاليات بمشاركة رسمية من وزارة التربية والتعليم وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني ومدراء ومنسقي المدارس المشاركة وكذلك جميع الطلبة المشاركين في المسابقات الثمانية.

وفي كلمته الترحيبية، اشار زهران الى الاهتمام الكبير التي توليه مؤسسة افكار الى موضوع التنمية البشرية حيث شدد على الحاجة الماسة الى تنمية بشرية بمفهومها الشامل وبالتالي حتمية التعرض لتنمية قدرات ومهارات القيادات الشابة وتمكينهم ليكونوا ادوات لتغيير الانماط السلوكية السلبية في حياتهم وخاصة ثقافة الحوار. فالمعاييرالسائدة لهذه الثقافة هو مقدار تهميش واقصاء الاخر عن طريق المماحكة والمناكفة والصوت العالي والشخصنة في طرح الافكار وعدم اللجوء الى الموضوعية العلمية.

واشاد زهران بالاهتمام الكبير الذي ابدته وزارة التربية لفكرة برنامج الحوار وكذلك التعاون الكبير الذي ابداه مدراء المدارس. ومن جهة ثانية، اثنى زهران على الجهود الكبيرة التي بذلها الطلبة في التحضير والبحث والتدريب للمسابقة. وشكر كل الذين ساهموا في الهام المؤسسة بتيني التجربة وعلى راسهم الاستاذ اميل عشراوي انجاح التجربة الفريدة والاولى من نوعها في اوساط المدراس الفلسطينية. وشكر ايضا مدراء المدارس ولجنة الحكام والضيوف الكرام.

وقد تنافس كل من طلبة مدرسة راهبات مار يوسف مقابل طلبة مدرسة الروم الكاثوليك على موضوع ان المنهاج الفلسطيني علمي وانساني حيث ايدت طالبات مدرسة الراهبات الوضع القائم للمنهاج في حين عارضه طلبة الروم الكاثوليك داعما كل طرف مداخلاته بالحجة والبراهين والمصادر وقوة المنطق ومراعين اسس الحوار التي تعلموها طيلة شهر من التدريب.

وفي كلمتها، اشادت الاستاذة رائدة الشعيبي، رئيسة مجلس ادارة مؤسسة افكار بالتوجهات الايجابية لطلبة المدارس في التعاطي مع مغهوم الحوار وابدت اعجابها بالاستعدادية الكبيرة للطلبة المتنافسين وعمق حججهم وردهم الذي ينم عن قدرات كبيرة يتمتع بها طلبتنا، وشددت الشعيبي على تعميم التجربة في مختلف المدارس وصولا الى الجامعات الفلسطينية. وشكرت كل الذين دعموا وتعاونوا مع المؤسسة.

من جانبها، اثنت وزارة التربية والتعليم على هكذا مبادرات حيث رحب الاستاذ جميل ابو سعدى، المدير العام للمناهج العلمية في وزارة التربية والتعليم العالي ومستشار الوزير للمناهج التقنية، بالمبادرات التي تحمل في طياتها الاثر الكبير في صفوف الطلبة واثنى على عمق المداخلات التي تم طرحها من المتنافسين ووعد بان يتم تدارس جميع المداخلات والردود عليها في اللجان المختصة في الوزارة.

وشهدت المسابقة تفاعلا كبيرا تمثل بمداخلات وأسئلة عبرت عن جاهزية التحضير رغم حداثة التجربة وعبرت هذه التجربة عن رغبة وإصرار تلك الفئة من الشباب إلى الانخراط في برامج تحمل في طياتها نوعية في العطاء وإعطاء الفرص في التعبير والتأثير بشكل ايجابي عليهم.

يقوم البرنامج في المرحلة الأولى على فكرة استهداف طلبة الصف العاشر في المدارس المختلفة حيث يتم تمثيلهم بمشاركة (6) طلبة موزعين على مجموعتين (أ) و(ب). تتبنى كل مدرسة موضوعين تدعم (المجموعة أ) احدهما بالدلائل والبراهين وتحاور المدرسة المتنافسة التي تبنت موقفا معارضا بالأدلة والبراهين أيضا. وفي الموضوع الثاني، تلعب المدرسة (المجموعة ب) الدور المعارض مدعمة نفسها بالأدلة والبراهين وتقف أمامها المدرسة المتنافسة بالتأييد. وهكذا يتم الأمر مع بقية المدارس.

يهدف البرنامج إلى تعريض القيادات الشابة في المدارس والمؤسسات المجتمعية لثقافة مختلفة في الحوار مبنية على أسس علمية ومستندة إلى معلومات محكمة واحترام القيم الإنسانية والقواعد الأساسية للحوار في التعامل مع الإنسان الأخر مما ينعكس حتما بشكل ايجابي في السياسات التنموية مع الأخذ بعين الاعتبار بان إحداث التغير لا يمكن له أن يتحقق دون العمل في تنمية تلك القيادات باعتبارها مشروع الغد.

وقد ادارت الجلسة الاستاذة رائدة الشعيبي في حين حكم اللقاء كل من الدكتور عبد الجابر الهودلي المستشار التربوي للوزارة والاستاذ مامون عتيلي، مدير البرامج في مركز تطوير المؤسسات غير الحكومية والاستاذ معمر عرابي، مدير عام تلفزيون وطن. يذكر ان المسابقة التالية ستجرى بين مدرسة الفرندز ومدرسة سان جورج بتاريخ 15/4 الخميس القادم وسيدور الحوار حول موضوع ان المدارس يجب الا تكون مختلطة.