وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاتحاد يكشف- قصص وشهادات حية لعمال تعرضوا لاعتداءات اسرائيلية

نشر بتاريخ: 13/04/2010 ( آخر تحديث: 13/04/2010 الساعة: 19:35 )
الاتحاد يكشف- قصص وشهادات حية لعمال تعرضوا لاعتداءات اسرائيلية
سلفيت-معا- كشف الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين اليوم الثلاثاء، عددا من الحقائق والقضايا العمالية المؤثرة والمأساوية لعمال فلسطينيين تعرضوا لاعتداءات وانتهاكات من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين وهم في طريقهم إلى أماكن عملهم داخل إسرائيل وفي المستوطنات، والتي تمثلت في الضرب المبرح والاعتقال والتعذيب وخلع الملابس كاملة والمكوث في العراء والتغريم بمبالغ طائلة وغيرها من أشكال الإذلال والمعاملة غير الإنسانية.

وقدم اتحاد نقابات عمال فلسطين لبعثة منظمة العمل الدولية لتقصي الحقائق حول أوضاع العمال في الأراضي الفلسطينية والجولان المحتل، عددا من العمال الفلسطينيين حضروا من محافظات نابلس وقلقيلية وطوباس بالضفة إلى مقر الاتحاد بمدينة نابلس للقاء البعثة الدولية والكشف عن معاناتهم وظروف عملهم والانتهاكات البشعة التي مورست بحقهم من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين والمشغلين الإسرائيليين داخل إسرائيل وفي المناطق الحدودية.

جرى ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في مقره المركزي بمحافظة نابلس تزامنا مع زيارة وفد منظمة العمل الدولية ILO)) وبعثة تقصي الحقائق الذي ضم رئيس البعثة " فريدريك باتلر" والمستشار القانوني لمنظمة جنيفا " مارتن أولن" وممثل منظمة العمل في الأراضي المحتلة منير قليبو ومسؤولة المشاريع والبرامج في مكتب القدس رشا الشرفا، وخبير التشغيل بالمنظمة طارق حق، بحضور الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين شاهر سعد والمستشار القانوني للاتحاد المحامي فتحي ناصر وأعضاء الامانة العامة واللجنة التنفيذية للاتحاد ناصر يونس وإبراهيم دراغمة ومحمود أبو عودة، ورئيس فرع الاتحاد في قلقيلية ، ومسؤول الإعلام النقابي بالاتحاد العام معين ريان إلى جانب عدد من العمال والنقابيين ووسائل الإعلام والصحافة .

وأكد سعد في بداية المؤتمر ان الاتحاد العام يتابع مجمل القضايا العمالية والانتهاكات الإسرائيلية التي تمارس يوميا بحق عمالنا وعاملاتنا على مرأى العالم دون أن يحرك احد أي ساكن، مشيرا إلى أن هناك مئات العمال يتعرضون للاستغلال والسرقة من قبل الإسرائيليين وأبشع طرق العذاب والإذلال والاهانات على المعابر الحدودية والطرق من قبل ما يعرف" بحرس الحدود " حيث يتم ابتزاز عمالنا وعاملاتنا من قبل الجهات الإسرائيلية من خلال الطلب منهم التعاون والتخابر مع الاحتلال مقابل الحصول على التسهيلات اللازمة للعمل في إسرائيل والمستوطنات، مبينا ان إسرائيل بهذه الأساليب الخبيثة تنتهك كافة المواثيق والأعراف الدولية واتفاقية جنيف الرابعة، وتعمد لاستغلال ظروف الفقر والبطالة التي يمر بها أبناء شعبنا الفلسطيني في ظل الحصار والاغلاقات واستمرار الاحتلال لأرضنا.

وتحدث سعد عن متابعة الاتحاد العام لنقابات العمال لقضية العامل منجد بشارات 26 عاما من طمون قضاء طوباس، والذي تم الاعتداء عليه قبل أسبوعان من قبل ثلاثة إسرائيليين، أثناء تواجده في مستوطنة "كريات شمونة" حيث تعرض للضرب المبرح والحرق بالماء الساخن وسرقة مبلغ 10 آلاف شيكل منه وإلقائه في الطريق، وطالب سعد منظمة العمل الدولية ولجنة تقصي الحقائق بالتحرك العاجل والجاد لملاحقة إسرائيل ومقاضاتها دوليا على جرائمها بحق عمالنا وأبناء شعبنا في الضفة وغزة، في إشارة منه إلى أن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي تقترف يوميا بحق عمالنا تعد انتهاكا صارخا ومخالفا لكل المعايير الإنسانية والنقابية والعمالية الدولية .

وتعهد سعد بان يستمر الاتحاد العام في متابعته لقضايا العمال الفلسطينيين ورصد الانتهاكات والجرائم التي يتعرضون لها من الإسرائيليين، وفضحها على جميع المستويات العربية والدولية ولدى منظمات حقوق الإنسان بالعالم بالتعاون مع منظمة العمل الدولية التي طالبها ببذل جهودها للضغط على إسرائيل لوقف كافة أشكال التمييز والاستغلال والممارسات العدوانية التي تمارس بحق عمالنا وعاملاتنا.

هذا وروى العامل المصاب منجد بشارات الذي كان حاضرا خلال اللقاء ، لمنظمة العمل الدولية وبعثة تقصي الحقائق تفاصيل الجريمة التي ارتكبت بحقه كعامل فلسطيني أثناء عمله في إحدى المستوطنات الإسرائيلية، وأشار الى بشاعة وعدم إنسانية الاحتلال في التعامل معه حيث انه تعرض للضرب المبرح والحرق والسرقة بدم بارد ومن ثم القي في الشارع ليواجه مصيره في الحياة او الموت، مبينا أن شرطة الاحتلال لم تعر قضيته أي اهتمام بل اكتفت بنقله من مستشفى حيفا الذي تلقى فيه العلاج الأولي، إلى إحدى الطرق القريبة من الأراضي الفلسطينية حيث ألقته على الرصيف ليلتقطه المارة . وطالب بشارات منظمة العمل الدولية وبعثتها الاهتمام بمتابعة قضيته وملاحقة إسرائيل والجهات التي تقف وراء الحادث وتقديمها للمحاكمة ومطالبتها بالتعويض عن الخسائر التي تعرض لها، وان لا تتكرر مثل هذه الحوادث مع عمال فلسطينيي آخرين مستقبلا، كما قدم الشكر للاتحاد العام لنقابات العمال وأمينه العام سعد على الاهتمام الكبير والمتابعة لقضيته وتوصيلها للجهات الرسمية والدولية. مؤكدا أن ما دفعه للعمل في المستوطنات هو عدم توفر فرص عمل في مناطق السلطة ووضعه الاقتصادي الصعب في ظل أسرته الفقيرة والتي تعاني أوضاع مأساوية.

كما تحدث عدد من العمال الذي حضروا من محافظات نابلس وقلقيلية وطوباس عن معانياتهم أثناء ذهابهم الى أماكن عملهم في إسرائيل من خلال ملاحقتهم من قبل جنود الاحتلال والاعتداء عليكم بالضرب وإتباع سياسة تكسير العظام والتغريم وتمزيق تصاريح العمل التي يملكونها، في إشارة منهم إلى ان عددا منهم تعرض لإعاقات وتشوهات دائمة جراء التعذيب والضرب من جنود الاحتلال دون رقيب أو حسيب، مضيفين ان ما دفعهم لهذه المخاطر هو حاجتهم للعمل للإنفاق على أسرهم وأطفالهم في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشونها.

وكشف العامل (أ.ع.د) 28 عاما من قرية عورتا قضاء نابلس عن نوع جديد من الانتهاكات لحقوق الإنسان الفلسطيني التي تتبعها إسرائيل على الحواجز والمعابر الحدودية أثناء التفتيش للعمال والمتمثلة في الطلب من بعض العمال والعاملات الذهاب إلى غرف خاصة تطلق عليها إسرائيل اسم الغرف " الزرقاء" حيث يخلع فيها العمال ملابسهم بالكامل ويصبح كما ولدته أمه حسب تعبيره، موضحا ان كاميرات مراقبة تقوم بتصوير العمال والعاملات وهم عراة ويتم تعريضهم لأشعة الليزر المسرطنة للفحص وإنهم يمكثون في هذه الغرف لساعات. وأشار العامل (ه. ع) 32 عاما من بلدة كفر ثلث قضاء قلقيلية إلى عمليات السرقة التي يتعرض لها العمال من قبل السماسرة والمشغلين العرب والإسرائيليين، وبين انه تعرض لعدة عمليات نصب واحتيال وسرقة من قبل مشغلين إسرائيليين من خلال العمل لديهم لفترات طويلة، دون ان يتقاضى أي اجر بل ويمنع من الحصول على تصريح العمل ويرفض امنيا دون أي أسباب تذكر.

وخلال المؤتمر تحدث رئيس مجلس لوائي نقابي قلقيلية محمود ذياب عن معانيات وعذابات العمال والعاملات اللذين تتجاوز أعدادهم عشرات الآلاف يوميا على معبر " ايال " الحدودي شمال قلقيلية، موضحا أن طوابير العمال تمتد لأكثر من 2 كيلومتر في بعض الأحيان، ولفت إلى ان الاتحاد العام لنقابات العمال عمل على التخفيف من معاناة العمال نسبيا على المعبر المذكور لكن تبقى ممارسات الاحتلال هي العائق الأكبر .

وفي نهاية المؤتمر الصحفي الذي عقده الاتحاد العام لنقابات العمال شكر رئيس بعثة منظمة العمل لتقصي الحقائق " باتلر" الاتحاد العام والحضور على الإفصاح عن هذه القصص والحقائق التي وصفها بالخطيرة والإنسانية والمرعبة في ذات الوقت، لافتا ان بعثة منظمة العمل الدولية خلال الفترة الحالية بصدد كتابة تقرير وتوثيق جميع الانتهاكات والظروف التي يعيشها عمال الأراضي الفلسطينية، حيث سيتم رفع هذا التقرير للمنظمة في شهر6 من العام الجاري، وذلك خلال مؤتمر دولي يحضره ما يزيد على 180 دولة عضو في منظمة العمل يمثلها أطراف الإنتاج الثلاثة.

ووعد وفد المنظمة الاتحاد العام وكافة العمال الفلسطينيين أن يتم الأخذ بشهاداتهم الحية وتوثيقها ومتابعتها بالكامل دوليا، وصلا إلى قرارات دولية تدين إسرائيل وتوقف الاعتداءات والمعانيات التي يعيشها عمال وشعب فلسطين.

ووجه الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين والحضور الشكر لبعثة منظمة العمل الدولية على تلبية الدعوة والحضور للاستماع ومشاهدة قصص ومعانيات العمال على الأرض أملا في التوصل الى إجراءات فاعلة تخفف معاناة عمالنا وتوقف ممارسات الاحتلال.