|
حنين اسرائيلي لعرفات
نشر بتاريخ: 02/07/2005 ( آخر تحديث: 02/07/2005 الساعة: 15:07 )
ترجمة : معا
عندما ينظر المرء منا الى ما هو حاصل الان في الضفة الغربية وقطاع غزة ، فانه لربما يتبادر الى ذهنه هذا السؤال ، هل سنبدأ بالحنين والشوق الى عرفات ؟؟ ... لا شك ان عدد الهجمات " الارهابية " قد انخفض منذ وفاته ، لكن المؤسسة العسكرية تجير ذلك كأحد انجازاتها ، وهي لا تعتبر ان للفلسطينيين اي دور في هذا الواقع ، الاستخبارات والمخابرات الاسرائيلية في تطور وتقدم ، وتم بناء الحائط ، الجدران ، واعتقال الآلاف من الفلسطينيين ، وبرغم ذلك فلقد ازدادت العمليات العسكرية خلال الاسابيع الاخيرة ، هذا بغض النظر عن النوايا الطيبة للسيد محمود عباس ، وعلى هذه الخلفية فان هنالك العديد من الاسرائيليين الذين سيقولون ، ما الذي يعنينا في النوايا الطيبة ؟؟ الرجل يريد استئصال الارهاب والقضاء عليه نهائياً ، لكن لا يستطيع ، بينما كان عرفات يستطيع ولديه القدرة على ذلك ، لكن لم تتوفر لديه الرغبة او النية ، وبالتالي فان النتيجة والمحصلة النهائية هي نفسها ، هناك " ارهاب " ، اذا ما الفرق ؟؟ يوم الجمعة الماضي ، قام رجال الشرطة الفلسطينيين بحملة مركزة وواسعة على مجموعة من المسلحين الذين كانوا قد هاجموا قبل ذلك بيومين مركز شرطة جنين وقتلوا احد رجال الشرطة هناك ولقد تم اعتقال عشرة من هؤلاء المسلحين ، نجاح رجال الشرطة لم يؤدي الى الكثير من التغيير في المزاج السيء الذي ساد الاراضي الفلسطينية لبعض الوقت ، هذا الاحباط الذي ساد واخذ سمة الاربعة احرف " ف" ، فساد ، فوضى ، فلتان ، فتنة ، هذه كلها لا شك كانت موجودة وسائدة خلال وجود عرفات على رأس السلطة ولكن ليس بنفس القدر الذي تنتشر فيه الان ..... لقد سادت هذه الحالة منذ اللحظة الاولى التي تم فيها اختيار عباس على رأس السلطة، الرجل ليس النموذج الامثل لشخصية عرفات وهو لا يرغب ان يكون على غراره ، فهو لم يكن ابداً بطلاً ولا مقاتلاً وهو لم يكن كذلك رجل مميز يبحث عن كرسي للرئاسة ، او نموذجاً للشعب وقائداً للامن ، لقد تم اختياره من اجل انجاز مهمة معينة ، لا تحقيق رؤيا ، ان قائداً بهذه المواصفات التي قد تبدو للبعض مواطن ضعف يمكن ان تترجم وتتحول الى نقاط قوة سياسية ، فهو بمكانه ان يكون " براغماثي " وعقلاني ، اما عرفات ، فعلى سبيل المثال لم يزر القدس ، اسرائيل لم ترغب برؤيته زائراً للقدس او موجودًا فيها وفي كل الاحوال ، وعلى كل حال فهو لم يكن يعتقد ان من الصواب ان يقوم بزيارة المدينة التي دائماً اشار اليها على انها عاصمة لدولتة بينما ترزح تحت الاحتلال . محمود عباس ، بالمقابل ، يعتقد او اعتقد ان مكان الاجتماع بينه وبين شارون ليس بذي اهمية، وان ما يهمه هو ما سيثار خلال الاجتماع ، لا المكان الذي سيعقد فيه ، وتم عقد الاجتماع في بيت شارون في القدس ، ولم تتأخر ردود الافعال والانتقادات سواء على لسان حركة حماس او غيرها من ان الاضرار التي الحقها هذا الاجتماع في القدس اكثر من الفوائد المتوفاه والحقيقة ان نتائج الاجتماع الغير مشجعة جعلت من بعض الانتقادات ما يبدو صحيحاً ، فلقد كانت النتائج مخيبة لا بل مذلة لابومازن ، الاعلام الفلسطيني قال ، انه وبيعداً عن ان الاجتماع ركّز في مجمله على موضوعات معظمها تتعلق " بالامن" الاسرائيلي ومحاربة "الارهاب" ، الا ان شارون كذلك لم يستجيب لاي من المطالب الفلسطينية ، ولقد قال ابومازن لزملائه في اللجنة التنفيذية ، انه طلب من شارون بعض الاجوبة مثل ، اعادة فتح مطار رفح في ظل الانسحاب الاسرائيلي من المنطقة فأجاب شارون او تنازل ليجيب ، (( جهزوا اوراقكم وخططكم وارسلوها الينا وسوف نرى الى اي حد يمكن ان نقبلها )) . عباس ورفاقه في رام الله سوف يذهبون للاجتماع في عمان مع بقية اعضاء اللجنة المركزية لفتح ، وسيناقش المجتمعون بتعيين القدومي كنائب لابومازن ، عرفات من جهته لم يقبل في لحظة من لحظات حياته ان يكون له نائباً ، لقد كان يمتلك من القوة السياسية مالم ولا يستطيع ابومازن امتلاكه ، وعندما يمتزج الضغط الاسرائيلي بقيادة فلسطينية ضعيفة ، فان النتيجة لابد ان تكون فوضى عارمة في الضفة والقطاع ........... داني روبنشتاين هآرتس |