|
توقيت مكة يزاحم "غرينتش" العالمي من أعلى برج بجوار الحرم
نشر بتاريخ: 14/04/2010 ( آخر تحديث: 15/04/2010 الساعة: 12:48 )
بيت لحم-معا- سيكون للمسلمين في كل أنحاء العالم ساعة خاصة بهم تعلو برجاً من بين الأكبر في العالم بجوار الحرم المكي، تهدف إلى جعل توقيت المدينة المقدسة مرجعاً عالمياً مقابل توقيت غرينيتش.
وقال نائب الرئيس والمدير العام لفندق "برج ساعة مكة الملكي" المطل على الحرم الشريف محمد الأركوبي إن "الجزء الأول من الفندق سيفتتح في نهاية حزيران (يونيو) المقبل". بينما ستبدأ الساعة دورانها في نهاية تموز (يوليو) المقبل، قبل شهر رمضان المقبل، الذي يبدأ في حدود العاشر من آب (أغسطس). والساعة هي المعلم الرئيسي لمجمع ضخم مكوّن من سبعة أبراج تطوره مجموعة بن لادن لحساب الحكومة السعودية وتتولى إدارته فندقياً مجموعة "فيرمونت" التي ستشغل فيه ثلاثة فنادق هي: "فيرمونت ورافلز وسويس هوتيل"، على أن يبلغ إجمالي عدد الغرف والشقق الفندقية في الأبراج حوالى 3000 غرفة وشقة. وتبلغ كلفة المشروع ثلاثة مليارات دولار، بحسب الأركوبي، الذي كشف في مؤتمر صحافي عقده في دبي، الثلاثاء 13-4-2010، أن "وضع توقيت مكة في مواجهة توقيت غرينيتش، هو الهدف". وبحسب الأركوبي يبلغ طول الهيكل الإسمنتي للبرج الرئيسي 662 متراً وطول الهيكل الحديدي الذي يعلوه 155 متراً، وبالتالي هو أعلى برج إسمنتي في العالم وثاني أطول برج على الإطلاق إذا ما احتسب الهيكلان معاً، أي 817 متراً مقابل 828 متراً لبرج خليفة في دبي، وهو الأعلى في العالم. وسيحوي برج ساعة مكة متحفاً إسلامياً ومرصداً فلكياً يستخدم لأغراض علمية ودينية. وسيبث فيلم وثائقي فور تركيب الساعة الألمانية الصنع على رأس البرج. وقد وصف الأركوبي أعمال تركيب الساعة بأنها "عملية ضخمة جداً". ويبلغ طول الساعة 45 متراً وعرضها 43 متراً، وهي، بحسب الأركوبي، الأكبر في العالم، إذ إنها أكبر بستة أضعاف من ساعة بيغ بن في لندن. وسيتم ربط ساعة مكة بأكبر مراكز التوقيت في العالم بما في ذلك لندن وباريس ونيويورك وطوكيو. وقال الأركوبي "يمكن مشاهدة الساعة ومعرفة التوقيت على مسافة 17 كيلومتراً من البرج في الليل عندما تكون إضاءة الساعة بيضاء وخضراء، فيما يمكن مشاهدة الساعة من مسافة 11 إلى 12 كيلومتراً خلال النهار عندما يكون لون الساعة أبيض". وسيعمل أكثر من 7000 شخص في مجموعة الأبراج التى ستكون غالبية غرفها مطلة على الحرم، إلا أن مشروع الأبراج يثير الكثير من الجدل، إذ يرى منتقدوه أنه يكرس الروح المادية في العاصمة المقدسة مع وجود كتلة عمرانية ضخمة بالقرب من الحرم المكي الشريف الذي قد يبدو أمامها صغير الحجم. ويشهد محيط الحرم عدة مشاريع عقارية ضخمة. كما يرى قسم آخر من منتقدي المشروع أن الفنادق الفخمة الملاصقة للحرم تبرز التناقض الصارخ بين ما ينعم به نزلاؤها الأثرياء الذين ستتاح لهم الصلاة في غرفهم وكأنهم في الحرم وبين المشقة التي يتحملها الفقراء الذين يبيت بعضهم أثناء الحج في أماكن متواضعة وأحياناً في الخلاء من دون سقف. ورداً على هذه الانتقادات قال الأركوبي إن "الرؤية الاستراتيجية للمملكة هي أن يتمكن 10 ملايين شخص من الإقامة في مكة في وقت واحد بحلول العام 2015، وهذا نظراً إلى ازدياد عدد المسلمين في العالم وازدياد الطلب على الحج والعمرة". وذكر الأركوبي أنه "لا يمكن تحقيق هذا الهدف من دون بناء عمارات طويلة تحوي عدداً ضخماً من الشقق والغرف، إذ أن مساحة المدينة صغيرة وتحيط بها الجبال، كما أن الحجاج والمعتمرين يودون الإقامة بالقرب من الحرم، وهناك أيضاً فنادق لكل الفئات". وأشار إلى أن التصاميم تراعي التقاليد الإسلامية وهي بكل الأحوال وقف للحرم، أي أن مردودها يعود للحرم. وسيكون مجمع ساعة مكة من الأكثر تطوراً في العالم على صعيد المعلوماتية، إذ فيه حوالى 100 ألف كيلومتر من أسلاك الألياف البصرية، كما سيضم 76 مصعداً بينها مصعد هو الأكبر حجماً في العالم. |