|
بلير من بيت لحم- يتحدث عن مشروع لتقوية وتطوير السياحة الفلسطينية
نشر بتاريخ: 15/04/2010 ( آخر تحديث: 15/04/2010 الساعة: 17:04 )
بيت لحم - معا - زار مبعوث اللجنة الرباعية ورئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير مدينة بيت لحم بهدف الاطلاع على ما تم انجازه في القطاع الاقتصادي بشكل عام والسياحي بشكل خاص في اطار جهود الرباعية الدولية للنهوض بالاثقتصاد الفلسطيني.
واكد بلير الذي التقى في بداية جولته محافظ بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل، ومن ثم التقى وزيرة السياحة الفلسطينية الدكتورة خلود دعيبس على اهمية تقوية وتعزيز الاقتصاد الفلسطيني، مشيرا الى ان قطاع السياحة الفلسطيني جزء اساسي من الاقتصاد الفلسطني وبالتالي فان الرباعية الدولية والمجتمع الدولي يولي هذا القطاع اهتماما كبير واساسيا في عملية التنمية وتقوية الاقتصاد الفلسطيني. واوضح بلير ان الرباعية الدولية تعمل على تطوير برنامج ومشروع سياحي ضخم تتعاون في الاطراف الدولية مع طرفي الصراع الفلسطيني والاسرائيلي مشددا على ان الرباعية الدولية تحاول ان تكون السياحة عاملا مهما في حل القضايا السياسية. واضاف بلير كما ورد في تقرير مدير دائرة الاعلام في محافظة بيت لحم منجد جادو، ان تقوية السياحة وتعزيزها مصلحة مشتركة بين الاسرائيليين والفلسطينين وبالتالي فان هناك جهودا تبذل من كافة الاطراف حتى الاسرائيلية للضغط على الحكومة الاسرائيلية لفتح افاق جديدة مع الجانب الفلسطيني حيث تقوم هذه الجهات بالمطالبة بتسهيل دخول الباصات الى بيت لحم هذا بالاضافة الى موضوع مطالبتهم بادخال الادلاء السياحيين الاسرائيليين الى المناطق الفلسطينية وبالعكس. كما اوضح بلير ان نسبة السياح الذين يدخلون الى بيت لحم ويبيتون فيها بلغت 11% من الذين يزورون اسرائيل وهو ارتفاع جيد رغم انه غير كافي مضيفا ان الرباعية تريد العمل على تسهيل دخول السياح من اكثر من معبر موضحا ان احد بنود المشروع الجاري الاعداد له يتعلق بتسهيل الحركة وزيادة عدد السياح القادمين لفلسطين للاقامة فيها. واكد بلير على اهمية التجربة في العمل بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بالتعاون مع المجتمع الدولي مشددا على ان الجهد الدولي في هذا الاطار ينصب على التعامل بين الجانبين بشكل متساو بحيث يكون الطرفان في هذه المعادلة رابحين لان هناك جهات اسرائيلية لها مصلحة الان في التعامل بهذا المنطق رغم وجود جهات اسرائيلية متطرفة تعرقل اي محاولة للتقدم والتطور مشيرا الى وجود خلال داخل اسرائيل بين الذين يريدون اسرائيل دولة ديمقراطية علمانية وبين الذين يريدون اسرائيل متينة متطرفة. واضاف بلير ان المجتمع الدولي ينتظر الى اين ستتجه الامور داخل اسرائيل مشيرا الى ان اسرائيل لا تستطيع العيش بمفردها في المنطقة موضحا ان اسرائيل لا تستطيع تقوية واستثمار السياحة لديها بدون الجانب الفلسطيني وهو الاكر الذي طرحته بعض التوجهات الفردية والرسمية داخل اسرائيل عند مناقشة ملف تعزيز السياحة. واوضح بلير ان الجانب الامريكي يدعم فكرة مشروع تعزيز السياحة على مستويات مختلفة سياسية واقتصادية وسياحية داعيا اسرائيل الى اتخاذ خطوات وتحديد موقفها فيما دعا الجانب الفلسطيني الى تقديم كل مقومات النجاح لاظهار هذه الخطة في مؤتمر الاستثمار الفلسطيني المقرر عقده في بداية شهر حزيران القادم حيث عملت الرباعية على دعوة وكالات ومؤسسات فندية وسياحية عالمية من اجل الاستثمار في القطاع السياحي الفلسطيني. كما دعا بلير الجهات الفلسطينية الى وضع اليات مهنية للتوضيح لهذه المؤسسات ما تم انجازه في مختلف الاوضاع الفلسطينية من حيث التنمية والتطور الاقتصادي واستتباب الامن فيما ستقوم الرباعية الدولية والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بتوفير كل الدعم السياسي من اجل النهوض بالقطاع السياحي الفلسطيني مشددا على ان المجتمع الدولي موحد الان في دعم الجانب الفلسطيني الذي بذل جهودا في تنفيذ دوره بخارطة الطريق. من جهته رحب المحافظ حمايل خلال استقباله بلير في مقر المحافظة بالضيف والوفد المرافق له مشيرا الى ان مبعوث الرباعية الدولية يعمل منذ ثلاث سنوات بشكل حثيث من اجل النهوض بالواقع الاقتصادي حيث كان هناك خطوات ايجابية يشكره الشعب الفلسطيني عليها الا ان المهم بالنسبة للفلسطيني هو الاوضاع السياسية الصعبة التي وصلت اليها القضية الفلسطينية نتيجة التعنت الاسرائيلي. واكد المحافظ على تقدير القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني للجهود التي تبذل في كافة المجالات الاقتصادية والسياحية تحديدا الى انه وللاسف ما زالت النتائج متواضعة في الجانب الاقتصادي ومتدنية ان لم تكن معدومة في الجانب السياسي حيث ما زالت اسرائيل تعطل اي فرصة للتقدم نحو الامام في اي من مجالات الحياة الفلسطينية ومع ذلك ما يزال الجانب الفلسطيني ملتزما بعملية السلام ويامل بان يقوم المجتمع الدولي بواجباته. وحول هدف زيارة بلير الخاصة بتطوير السياحة، اشار المحافظ حمايل الى حدوث تطور في المجال السياحي لكن اسرائيل ما زالت تعرقل هذا التقدم بوسائل عدة ومنها الحواجز طارحا موضوع المعابر والمضايقات الاسرائيلية عليها حيث اوضح المحافظ لبلير انه طرح القضية على الجانب الاسرائيلي من خلال طرح اقامة معبر خاص بالسياح والبضائع في ثلاث مناطق على حدود الخط الاخضر الا ان الجانب الاسرائيلي لن يرد ولم يتعاون في هذا المجال مما يعكس نيته على تخريب اي جهد فلسطيني ودولي للنهوض بالواقع السياسي والاقتصادي. كما قدم المحافظ حمايل لمبعوث الرباعية شرحا مفصلا عن الممارسات القمعية الاسرائيلية والتي كان اخرها عمليات القمع والهدم التي جرت في الخضر وبيت ساحور يوم امس هذا بالاضافة الى المخططات الاسرائيلية الضخمة في قرية الولجة داعيا الى اتخاذ الرباعية الدولية موقفا حازما من هذا الموقف الاسرائيلي الذي يضرب بعرض الحائط جهود المجتمع الدولي لاحياء عملية السلام بالشرق الاوسط. بعد ذلك توجه بلير يرافقه المحافظ الى مقر وزارة السياحة والاثار حيث التقى هناك بوزيرة السياحة والاثار الدكتورة خلود دعيبس وعدد من مدراء الوزارة حيث قدمت الوزيرة لبلير شرحا تفصيليا على الواقع السياحي في فلسطيني مشيرة الى ان الاجراءات الاسرائيلية ما زالت العائق الاكبر امام اي تطور في قطاع السياحة. وفي بداية حديثها اكدت الوزير دعيبس ضرورة انتهاز هذه الفرصة لشكر السيد بلير على ما يبذله من جهود من اجل تحسين الاوضاع الفلسطينية في كافة المجالات مشيرة الى ان الوضع السياحي افضل بكثير ما كانت عليه قبل سنوات عندما التقته لاول مرة حيث تزايدت الاعداد يوما بعد يوم وعاما بعد عام. واوضحت الوزير ان وزارة السياحة لها خطة عمل وهدف في كل عام مشيرة الى ان الوزارة في هذا العام تحاول مراقبة سلوك السياح عندما يدخول الاراضي الفلسطينية وهل يقومون بالبقاء فيها وهل يقومون بانفاق النقود وغيرها من قضايا تساهم في تقوية وتطوير القطاع السياحي وهل يساهم ذلك في زيادة فرص العمل في القطاع السياحي وتعزيز الاستثمارات ام لا. واضافت الوزير انه وبعد المتابعة يتضح ان هناك اشكالية ما زالت قائمة وهي تتعلق بحرية الحركة مشيرة الى انها شاهدت صباح اليوم كيف يتعامل جنود الاحتلال مع الحافلات السياحية حيث شاهدت سبع حافلات تتنظر الدخول على الحاجز و 8 اخرى تنتظر المغادرة، بالاضافة الى المركبات الخاصة. واوضحت الوزير ان اسرائيل تريد القول بشكل غير مباشر لقطاع السياحة والسياح انكم معاقبون لانكم بقيتم داخل الاراضي الفلسطينية وعليكم البقاء في الفنادق الاسرائيلية في القدس حيث لا حواجز تعيق برامجكم السياحية مشيرة الى ان هذه الاوضاع في مدينة بيت لحم التي تحظى باهتمام كبير فكيف هو الحال في باقي المناطق السيياحية الفلسطينية الاخرى وكيف يمكن تطويرها في ظل هذا التعامل الاسرائيلي. كما اشارت الوزيرة دعيبس الى ما يواجهه الجانب الفلسطيني من اجراءات وطريقة تعامل اسرائيلية حيث لا تتعامل اسرائيل مع الجانب الفلسطيني كشريك بل تقوم بخطوات بسيطة وزائفة تجاه السياحة الفلسطينية من اجل مصلحة السياحة الاسرئيلية وبالتالي لا يمكن لهذه الخطوات ان تكون عاملا ايجابيا في تطوير القطاع السياحي الفلسطيني. كما طرحت الوزيرة العديد من القضايا التي تظهر كيفية التعامل الاسرائيلي مثل مشكلة الادلاء السياحيين حيث ترفض اسرائيل السماح للادلاء السياحيين الفلسطينيين بدخول اسرائيل والقدس كما تمنع دخول الادلاء الاسرائيليين للمناطق الفلسطينية لان الاتفاقية التي تسمح لهم بذلك تنص على ادخال الادلاء الفلسطينيين وبالتالي هم يريدون ان يركزوا على ما يسموه الجانب والطابع اليهودي للدولة وبالتالي لا يسمحون لغير اليهود بدخول مناطقهم. كما طرحت دعيبس موضوع ترويج اسرائيل في حملاتها الاعلانية والدعائية السياحية لمواقع فلسطينية سواء في القدس وبيت لحم داعية الرباعية الدولية الى مناقشة هذا الموضوع مع الجانب الاسرائيلي واجبار اسرائيل عن التوقف عن مثل هذه التصرفات التي تمثل تحديا للسياحة الفلسطينية مشيرة الى انها ستناقش الموضوع مع الجهات الدولية الاخرى حيث يمثل ذلك اعتداء واضحا على القطاع السياحي الاسرائيلي. واكدت الوزير ان الوضع جيد بالنسبة للاعداد والحجوزات لكن الوضع ليس جيدا فيما يتعلق بتعزيز وتطوير القطاع السياحي حيث يواجه الطرف الفلسطينية مشكلة كبيرة تتعلق بجذب المستثمرين في القطاع السياحي حيث ما يزال المستثمرون يتخوفون من الوضع السياسي وتعثر الامور في هذا المجال هذا بالاضافة الى حملات التشويه التي تشنها اسرائيل على القطاع السياحي الفلسطيني مما لا يحدث تغييرا جذريا يسهم في تطوير القطاع السياحي. وحول التعاون مع القطاع السياحي الخاص في اسرائيل اكدت الوزيرة ان هناك تعاونا مثمرا في هذا الاطار مع الجهات الخاصة الفلسطينية حيث توفر الوزارة كل مقومات النجاح لكن الاشكالية تتعلق بعدم قيام القطاع الخاص بالضغط الحقيقي على الجهات الحومية الاسرائيلية التي تعطل هذا التطور حتى الان. وحول مؤتمر الاستثمار رحبت الوزير دعيبس بمشروع الرباعية الدولية الرامي للنهوض بقطاع الاقتصاد مؤكدة انها ستعمل مع الجهات المختلفة على الاعداد لمشاريع ومخططات تساهم مساهمة حقيقية في تطوير القطاع السياحي الفلسطيني داعية الرباعية الدولية والمجتمع الدولي الى تقديم دعم سياسي لهذه الخطة مشيرة الى انها ستتواصل مع الرباعية الدولية لوضع الخطط ومناقشة الموضوع حتى يكون جاهزا بحيث يتم وضعه بشكل بارز في مؤتمر الاستثمار. وبعد ذلك توجه مبعوث الرباعية برفقة المحافظ حمايل الى حاجز بيت لحم الشمالي حيث قدم المحافظ حمايل لبلير شرحا عن واقع المنطقة التي ترفض اسرائيل السماح للسلطة ببذل جهود لترتيبها رغم اهميتا باعتبارها مدخلا رئيسيا لبيت لحم هذا بالاضافة الى تقديمه له شرحا عن ما يعانيه الفلسطينيون جراء الاجراءات الاسرائيلية المذلة التي تتبعها سلطات الاحتلال على هذا الحاجز العسكري بحق المواطنين الفلسطينين. كما زار بلير قصر المؤتمرات ببلدة الخضر واطلع على الجهود المبذولة لتطوير المنطقة هناك والاستعدادات لمؤتمر فلسطين للاستثمار الثاني المقرر في حزيران المقبل قبل ان يغادر بيت لحم. |