وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لقاء آخر و وداع آخر وبكاء من نفارق الفراق الابدي *بقلم : جورج غطاس

نشر بتاريخ: 17/04/2010 ( آخر تحديث: 18/04/2010 الساعة: 00:23 )
مخدوع هو الموت الذي يظن ان انتقاءه لاصلح الجياد يفرغ الحلبة من متسابقيها وينزع عنها مسماها ، راحلنا تيسير جابر فارس هوى ولم يترجل لان العمر في مقتبله وعطاء الفارس في قمته واقتداره مثالا وعلى كل لسان .

ركض تيسير ، كتب تيسير ، قفز تيسير وكانت قفزة سريعة واخيرة لانها الى لقاء الاحبة ، لقاء الماجدين في حضن الباري، لقاء الوافيين في امجاد السماء لقاء الرفاق عند الرفيق الاعلى وتسارع اللقاء كانهم على موعد راسم يسبق تيسير ولكنهما التقيا في النهاية وتعانقا من صفحة الاطلالة الازلية على دنيا الفناء .

عظيم انت ايها الراحل ، فهل يغيب عنا من كان مشروع الفوز ومن تعقد على قدراتهم الامال ، هل يغيب من كان الرجل الرجل ، مثله لا يغيب ومثلنا يفاخر انه عرف الراحل عن قرب ولازمه في ساحات العمل وعايشه خلال نهوض وتطور رابطة الصحفيين الرياضيين والتي انتمى اليها جسدا وعطاء .
عايشنا تيسير حيا نعايشه الان راحلا.

راحلنا هو ذلك النسر الذي حلق في سماء وطن الامة مرخيا بظلاله على ساح فلسطين فكرا ونضالا ومنهج حياة وما كانت حياته الا تطبيقا لما آمن به ، الانسان والحرية و الوطن العربي الفلسطيني ، منفردة هذه الاهداف او مجتمعة .

فالانسان من فكر راحلنا يشكل القيمة المثلى فهو الاب والاخ والقريب وابن العشيرة والمدينة والوطن .

اما الحرية فهي للوطن والقرار والانسان العربي الفلسطيني والوطن هو فلسطين بترابها وانسانها بمائها وهوائها بماضيها ومستقبلها .

وانت يا فلسطين يا اغنية عشق راحلنا اليك نقول، لك الله من بعد محبيك عزاؤنا اننا نعيش عشقك وحبك فانت الام بقدر الوفاء للامومة وانت الحبيبة بقدر الوفاء للحب .

واليكم يا ذوي الفقيد الغالي ورفاقه وزملائه في الاعلام الرياضي نقول نحن مع جرحكم لاننا جزء منه ومع المكم لان المصاب مصابنا وانتم ونحن مع حب الوطن الاحلى .

ذكراك يا تيسير شموع خالدة وغصن اخضر يحف قلوبنا ورائحة العنبر تنبعث من مرقدك تنير لنا مشاعر الوفاء والمحبة والاخلاص لجميع الناس .
لقد لبست يا ابا حمزة ثوب الخلود فالارض فراشك والسماء غطاؤك نم في جنات الخلد بين الربيع والزهور والرياحين فوطنك هو عنوانك وقلوبنا هي مسكنك.

جورج غطاس البد
ابو اسامة
نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم السابق