وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جامعة بيرزيت تختتم اعمال المؤتمر الثاني لطلبة الدراسات العليا

نشر بتاريخ: 17/04/2010 ( آخر تحديث: 17/04/2010 الساعة: 19:47 )
رام الله -معا- عقدت وحدة المساندة الاكاديمية في كلية الدراسات العليا في جامعة بيرزيت المؤتمر الثاني لطلبة الدراسات العليا في حرمها الجامعي صباح اليوم، تحت عنوان"التفكير النقدي وفضاء الجامعة في التجربة الفلسطينية".

وافتتح نائب رئيس جامعة بيرزيت للشؤون الاكاديميةد.عدنان يحيى المؤتمر بكلمة له عبر من خلالها عن سعادته بعقد هذا المؤتمر في جامعة بيرزيت، بعد عام من انعقاد المؤتمر الاول ، والذي يأتي لتأكيد اهتمام الجامعة بالبحث العلمي كأحد الركائز الاساسية في عملها التعليمي وخططها المستقبلية.

واضاف يحيى في كلمة له امام حشد كبير من طلبة الدراسات العليا ، والاكاديميين من مختلف الجامعات الفلسطينية ان الجامعه عملت وستعمل على دعم البحث العلمي وتقويته، داعيا الى مأسسة هذا المجال وتقوية اساساته العلمية وايصالها الى مختلف الطلبة في كافة الجامعات الفلسطينية.

واشار يحيى الى وجود ضعف في عناصر البحث العلمي لدى طلبة الدراسات العليا ، كغياب اجزء البحث العلمي ومكوناته عن وعي الطلبة ، اضافة الى عدم التمسك بأصول البحث العلمي، ومحاولة اختصار مراحله.

ونصح يحيى المهتمين بالبحث العلمي والعاملين في هذا المجال الى عدم استخدام الاختصار والقفز عن مراحله العلمية، نافيا وجود طريقة سهلة لانجازه، مؤكدا ان التميز في هذا المجال غير مستحيل اذا ما رافقه جهد واساليب علمية ورغبة في ذلك الامر.

وفي كلمة لها قالت عميدة الدراسات العليا د.ليزا تراكي ان الجامعة وكلية الدراسات العليا تطمحان لأن تجعلا هذا المؤتمر حدثاً سنويا هاما لطلبة الدراسات العليا الفلسطينيين سواء المغتربين او الملتحقين في الجامعات الفلسطينية على حد سواء.

واوضحت ليزا ان الجامعة هي المكان الطبيعي لطرح الرؤى النقدية ومناقشتها، لما لها من دور في اثراء التجربة العلمية والبحثية لطلبة الجامعات، شاكرة في الوقت ذاته جميع القائمين والمهتمين على هذا المؤتمر.

بدورها اعربت مديرة وحدة المساندة الاكاديمية في جامعة بيرزيت د. رنا بركات والتي غيبت قصرا عن المؤتمر من قبل قوات الاحتلال عن سعادتها بعقد المؤتمر الثاني لطلبة الدراسات العليا في جامعة بيرزيت وذلك خلال مكالمة هاتفية من الولايات المتحدة الامريكية .

واوضحت رنا ان هذا المؤتمر هو نتيجة للمؤتمر الاول الذي عقد العام الماضي ، والذي رافقه حوار مستمر من طلبة الدراسات العليا الذين هم جزء من عملية الحوار والفكر لخلق التغيير في المنظومة الفاعلة.

وابرزت بركات اهمية الاوراق والافكار النقديةالمقدمة للمؤتمر، ومساهمتها في اثراء الفكر وكيفية تحليله وتطبيقه على واقعنا الفلسطيني القائم، والمتمثل في مقاومة الحالة الاستعمارية وتغيير الواقع.

وعن تغيبها عن المؤتمر، بينت رنا ان سلطات الاحتلال منعتها من الحضور والمشاركة في المؤتمر، وان فلسطين باتت اليوم سجن كبير تتحكم به سلطات الاحتلال، مؤكدة في الوقت ذاته استمرارها في دعم وخلق الافكار التي تقاوم الاستعمار ، داعية الى دعم المؤسسات الاكاديمية لتطوير هذه الافكار.

كما دعت رنا المثقفين والمفكرين الى تحمل مسؤولياتهم السياسية والمقاومة، لتطوير الافكار الاكاديمية العلمية المقاومة للاستعمار، والتي يجب ان تتعداه .

وافتتح المؤتمر اعماله بالجلسة الاولى التي ناقش فيها الباحثين مجموعه من الاوراق والدراسات النقدية والفكرية، حيث عرض مازن عويس دراسة بحثية بعنوان "نحو علم اثار ما بعد حداثي في الجامعات الفلسطينية"سلط الضوء من خلالها على برنامجي الاثار في جامعتي بيرزيت وابو ديس على المستويين النظري والتطبيقي، وكذلك مستويي الاحتراف والتخصص.

وحاولت الدراسة خلخلة الاسس المؤسساتية لعلم الاثار الفلسطيني في الجامعات الفلسطينية، والتركيز على تجربة العالم الامريكي البرت جلوك الذي عمل على تأسيس اول برنامج لعلم الاثار في الجامعات الفلسطينية عام1976 في جامعة بيرزيت.

وناقشت الدراسة الثانية للباحث نشأت عبد الفتاح موضوع "الانتخابات والمعارضة في المغرب: بين التحول الديموقراطي والنظام السلطوي من العام 1997 الى العام 2007 " ، محللة السلوك السياسي لحزب العدالة والتنمية الاسلامي في المغرب، والذي شارك بالعملية السياسية في ظل بيئة معقدة ، فيظل قوانين النظام الصارمه، والاحزاب السياسية المنقسمة على ذاتها.

واستعرض الباحث محمد ابو شعر في دراسته التحولالخطابي لبعض المؤرخين الاسرائيليين الجدد، الذين اصبحوا يتحدثون بخطاب مغايرت ماما لما كانوا يتبنوه في فترة سابقة ، وذهاب بعضهم الى الاعتذار امام المحاكم الاسرائيلية لما كانوا يقولونه ، الامر الذي ادى الى طرد بعضهم خارج اسرائيل،وظهور تيارات متعددة بعد ذلك كتيار ما بعد الصهيونية.

وفي الجلسة الثانية استعرض مجموعه من الباحثين اوراقهم امام الجمهور، حيث ناقش الباحث بلال الشوبكي موضوع تقزيم مفهوم المقاومة ودوره في استبعاد المؤسسة الاكاديمية من الدائرة المناوئة للاحتلال،اما الباحث عمار جمهور فقد تحدث عن الاستشهادي في فكر المقاومة الفلسطينية، بدورها تساءلت الباحثة زين عسقلان في دراستها "هل الوحدة شرط لمواجهة الاحتلال ونيل الاستقلال، في حين استعرض الباحث اسلام حلايقة التوظيف الحزبي للاعلام الفلسطيني واثر ذلك على القضية الفلسطينية.

وفي الجلسة الثالثة، ناقشت الباحثة اميرة سرور في دراستها اثر اثراء وحدة الانترنت في منهج الحاسوب، بمهارات التفكير النقدي على التحصيل لدى طلبة الصف السابع الاساسي في غزة، في حين قدم الباحث سامر مصطفى قراءة نقدية في ممارسة مهنة العمارة والهندسة والتخطيط العمراني في الوضع الفلسطيني الراهن، بدورها استعرضت الباحثة ربا عواد استغلال سلطات الاحتلال لقوانين التخطيط للسيطرة على اراضي القدس الشرقية، ليناقش بعدها الباحث رشاد توام قضية الحركة الطلابية الفلسطينية بين الكاريزما المأزومة والمؤسساتية الضائعة، واختتم الباحث هاني عواد اعمال الجلسة الثالثة بقراءة في مشروع عزمي بشارة ،المفكر القومي العربيالجديد.

وفي الجلسة الختامية، اكد د.عبد الرحيم الشيخ انجميع الاوراق النقدية والبحثية المقدمة للمؤتمر تتقاطع جميعها مع العنوان العريضللمؤتمر وهو التفكير النقدي.

ونبه الشيخ الى ضرورة الاخذ بتوصيات واقتراحات المؤتمر لاهميتها، وكذلك البحث عن كيفية ايصالها للمسؤولين وصناع القرار ، بالاضافة الى معرفة كيف يمكن انتاج وعمل جماعات ضاغطة لتنفيذ هذه السياسات، مشددا ًعلى ضرورة تجميع هذه الافكار ومأسستها.

بدوره رأى المستشار الاكاديمي للمؤتمر د.خالد عودةالله ان المؤتمر هو مساهمة في التأكيد على دور الجامعة وقدرتها على بناء ادوات بناء الثقة في الذات، وكذلك وارتباطها الوثيق في المجتمع المحلي، وتحدي الثقافةالسائدة.

واعتبر عودة الله الاوراق والدراسات المقدمةللمؤتمر محاولات واعده بهذا الاتجاه ، رغم حاجتها الى الدعم والتعمق كي تصبح في المستقبل شيئا اكبر في مؤتمرات على مستوى جامعات الوطن.

وفي نهاية المؤتمر قال الاستاذ محمد محسن ان هدف المؤتمر كان اعطاء الفرصة لطلبة الدراسات العليا والاكاديميين الشباب لمناقشة تعقيدات واشكاليات عملية التطوير الفكري والارتباط السياسي بالواقع.

واعلن محسن عن بدء الاستعداد قريبا للتحضير لاعمال المؤتمر الثالث بالرغم من الظروف غير المستقرة التي التي تمر بها فلسطين، كي نستمر في الحوار والمناقشة .