وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في لقاء نظمه نادي الصحافة بالقدس-مازن سنقرط: التنمية في القدس أولوية

نشر بتاريخ: 18/04/2010 ( آخر تحديث: 18/04/2010 الساعة: 18:35 )
القدس-معا- دعا مازن سنقرط رئيس مجموعة شركات سنقرط العالمية ووزير الاقتصاد الاسبق المواطنين المقدسيين إلى اخذ زمام المبادرة بأنفسهم في ظل ما أسماه غياب الإرادة السياسية الفلسطينية واختطاف الاقتصاد الفلسطيني من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وأعلن في لقاء الطاولة المستديرة الذي يعقد في فندق ليغاسي بتنظيم من نادي الصحافة في القدس ورعاية مركز نانسي للثقافة والعلوم أن الاقتصاد الفلسطيني وخاصة في القدس يمر بمنعطفات خطيرة من حيث السلع المصدرة إلى الخارج والتجارة الخارجية الحرة وعدد كبير من المعيقات التي تضعها سلطات الاحتلال بهدف تكبيل الاقتصاد الفلسطيني وإبقائه مرتبطا وتابعا وملحقا بالاقتصاد الإسرائيلي.

وأشار إلى أن حالة الانقسام بين الضفة وغزة وما يرافقها من إغلاق وحصار شامل تنعكس بصورة قاسية وسلبية وان تشرذم وتفتت الجغرافيا السياسية الفلسطينية التي يعيش تحت كنفها أربعة ملايين فلسطيني يجب أن تعود واحدة متكاملة إذا أريد لها التعافي والصمود والانطلاق إلى الأمام نحو تحقيق الأهداف السياسية الكبرى في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة على التراب الوطني.

وأحصى سنقرط خسائر انسلاخ غزة عن نموذج الضفة الغربية والمتمثل في فقد مليون ونصف نسمة هم سكان قطاع غزة ومليار ونصف دولار عائدات قطاع غزة مستخدما مقولة الرئيس الفرنسي ساركوزي بأنه لن تقوم للاقتصاد الفلسطيني قائمة دون القدس. إلا انه مقابل الشلل الحاصل في القطاع أشار إلى بعض التحولات الايجابية في مناطق السلطة الفلسطينية من مؤشرات نمو واضحة تعود لثلاثة أسباب هي الاستقرار ودعم المانحين بحوالي 3 مليار دولار لعامي 2008 و 2009 و مليار وثلث لعام 2010 مما عمل على استقرار المؤسسة الرسمية العامة إضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية الجارية وتسهيل وتمكين الاستثمار والأمن والآمان النسبي المتحقق .

لجنة القدس الاستثمارية ومؤتمر بيت لحم

وكشف سنقرط عن انه تم تكليفه من قبل وزير الاقتصاد الحالي د. حسن أبو لبدة والرئيس التنفيذي لهيئة تشجيع الاستثمار جعفر هديب برئاسة لجنة القدس لتحديد الأولويات الاستثمارية بما فيها موقع المدينة على الخارطة الفلسطينية والإقليمية والدولية من حيث الاستثمار والتنمية وكيفية التعاطي مع المؤتمر الاستثماري الفلسطيني في بيت لحم أوائل شهر حزيران القادم .

وطالب بمزيد من تضافر الجهود لإعطاء القدس أولوية في العملية التنموية الفلسطينية ، فالقدس حاضرة في الوجدان ويجب أن تحضر بمشاريعها لأنه يصعب الفصل بين الاقتصاد والسياسة في الحالة الفلسطينية. فالاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة

وأكد على أن هناك استحقاقات لهذا التمكين يتمثل بوضع برامج كفيلة لانجاز هذا التمكين على مختلف الأصعدة . وذكر أن الدراسات والإحصاءات تشير إلى حاجة القدس الفورية ل 40 ألف وحدة سكنية خلال عشر سنوات قادمة بسبب وجود نمو سكاني يبلغ 5،3% و 20% بطالة بين أبناء وبنات القدس وفرص ضائعة للخريجين والخريجات من جامعات الداخل والخارج وركز على قضايا التعليم المحورية والهامة في مدينة القدس التي تحتاج إلى 2000 غرفة صفية في الحال وبناء المزيد من المدارس الخاصة أو المجتمع المدني او التابعة للسلطة الفلسطينية كما أن المشهد الثقافي في القدس بحاجة الى المزيد من الرعاية والاهتمام والاحتضان . إضافة إلى قضايا اقتصادية مختلفة من قطاع السياحة التى تشكل رأس الهرم او المثلث السياحي الفلسطيني القدس بيت لحم واريحا هي ايضا بحاجة الى عمل كبير خاصة وان القدس هي العاصمة والحضارة والثقافة والديانات السماوية والاماكن المقدسة والتاريخ العريق ويجب ان تسّوق القدس بما تملكه من ملامح واولويات اصيلة .

البلدة القديمة..

واعلن سنقرط ان من بين المهام الجسيمة التي تعمل لجنة القطاع الاستثماري في القدس عليها هو التركيز على اهمية البلدة القديمة التي تشتمل على ثلاث مكونات رئيسية وهي الاماكن المقدسة الاقصى والقيامة والديمغرافيا العربية الفلسطينية زهاء 34 الف نسمة داخل الاسوار والحركة التجارية التي تشكل حوالي 1400 متجرا والتي تفتقر الى الدعم والتطوير من خلال رؤيا واضحة طموحة قابلة للتنفيذ. واشار الى قطاع مهم هو قطاع تكنولوجيا المعلومات لخريجبي الجامعات وكيفية تمكين حضور هذا الجيش من الخريجين الذي يمكن ان يفعل الافاعيل اذا اتيحت له الفرص
للعمل والانجاز والمشاركة في اقامة صروح القدس.

قصص نجاح في القدس..
ونوه الى قصص نجاح في مدينة القدس من ابرزها فندق قصر الحمرا والسان جورج وفندق الوطني وعمارة نسيبة وفندق الدار وريتس وابراج القدس وغيرها مما يمكن البناء عليه لعكس الوجه الاخر للقدس رغم كل المعيقات والعراقيل ولا بد من توفر نظرة اقتصادية شاملة وداعمة .

وانتقد مجددا الارادة السياسية الضعيفة او الغائبة تجاه القدس من جانب المستوى الرسمي الفلسطيني والعربي مطالبا بوضع اجندة القدس على طاولة كل المسؤولين واصحاب القرار من الحكام العرب واختيار الكفؤين من ابناء القدس للحديث عن آلامهم ومشاكلهم للنهوض بوضع المدينة المهددة بالاختطاف والالغاء. وحث على الاستفادة من المخططات الهيكلية للمدينة من خلال محاولة تجييرها وتوظيفها اذا امكن لمصلحة السكان العرب المقدسيين اصحاب المدينة الاصليين من خلال اسهام الخبراء من المهندسين والقانونين كل في مجاله للدفاع عن الحق العربي لاهل القدس وتحصيل حقوقهم التاريخية والسياسية والخدمية رغما عن ارادة الاخرين وخططهم الخبيثة.

واضاف ان هذا الامر يستلزم دليل استثمارات بما يحويه من قوانين وتراخيص ومطالبات ضريبية ورساميل وحوافز ضمن المنظومة الاقتصادية الاسرائيلية او برامج تمويل اجنبية وبنوك تصب في خدمة برامج التنمية المقدسية الشاملة . واوضح في اشارة الى الدعم العربي في القدس المتمثل برصد نصف مليار دولار، الى أنه لا بد ايضا من تشكيل صندوق القدس بطريقة قانونية صحيحة لتذليل بعض المعيقات لأنه لا بد من التفكير بأدوات التنفيذ من خلال دراسة مسئولة رغم أن المبلغ قليل تجاه مدينة بحجم ومكانة القدس مطالبا بمؤسسة قادرة على تنفيذ هذه الرؤيا حول القدس والالتزام العربي والجامعة العربية بتسييل الأموال عبر صندوقي القدس والأقصى بدون ضبابية وبحضور مقدسي فعال لبدء التنفيذ في قطاع الإسكان وضمان الرهان العقاري لمساعدة الأزواج الشابة في السكن وامتلاك شقق سكنية بقروض ميسرة وطويلة الأجل وتوفير صندوق استثمار لمساعدة المستثمرين واحتضان الشباب وإبعادهم عن الفراغ القاتل إذ أن هناك من 70- 75 ألف شاب وفتاة من المقدسيين يجب تحصينهم من الانحرافات والمخدرات والتسرب من المدارس والبطالة ضمن أولويات فورية لا تحتمل التأجيل والتسويف .
القدس هي الرأس..!

وأكد أن المقدسيين يجب أن يشكلوا ثقلا مهما في أية رؤى حول مدينتهم بالتعاون والتشاور مع القيادة الفلسطينية لوضع هذه الأجندة موضع التنفيذ في القطاعات المختلفة التي تستجيب للتحديات في القدس وتلمس الهم الفلسطيني العام وتتعامل معه بالروحية المطلوبة . ودعا إلى وقف التعامل مع القدس على استحياء مؤكدا أن عظمة فلسطين من عظمة القدس فهي بمثابة الرأس للجسم. وخلص إلى القول أن حصة القدس التي تشكل 10% من عدد السكان الفلسطينيين في الضفة وغزة لا تتجاوز ا%. وانه لا بد من عملية استنهاض وانتماء لكل فلسطيني أينما كان نحو القدس العزيزة على قلوبنا، فالقدس اكبر منا جميعا .