وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وداعا أيها الزميل العزيز * بقلم :محمد جميل عبد القادر - الاردن

نشر بتاريخ: 18/04/2010 ( آخر تحديث: 18/04/2010 الساعة: 21:25 )
الموت حق وكلنا نؤمن بقضاء الله وقدره ومشيئته، لكن الألم يعتصرنا عندما نفقد عزيزاً غالياً كله حياة وعطاء.

تيسير جابر... زميل أقل ما يقال فيه إنه مناضل مكافح رجل عصامي حمل في قلبه وعقله وروحه بلده فلسطين بكل أمانة، وكانت تصرفاته عفوية صادقة كل الصدق.

لقد كان وفياً في زمن اللاوفاء ومخلصاً في زمن ندرة الإخلاص ورجل مواقف وجرأة عندما تكون الجرأة كنزاً مفقوداً وكان عزيز النفس عالي الهمة.

عمل المرحوم في الإعلام الرياضي الفلسطيني رئيساً للقسم الرياضي في الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني والصحافة الفلسطينية، فكان قلماً وصوتاً وفكراً ورأياً استقطب ألوف الأنصار داخل فلسطين وخارجها.

ترأس رابطة الصحافيين الرياضيين الفلسطينيين فكان المحور الذي التف حوله كل الإعلاميين الرياضيين الفلسطينيين حتى في أحلك الظروف ومنها ظروف الانقسام الحالية، فأبقى بقيادته وثقة زملائه به الاتحاد موحداً لا يفرق بين أبناء غزة والضفة.

لقد انتخب لثماني سنوات متتالية عضواً في اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي للصحافة الرياضية فكان عبارة عن "دينامو" عمل وعطاء ومسؤولية وعامل توافق ومحبة بين أعضاء أسرة الاتحاد كافة.

كان متواجداً في كل المنتديات والاجتماعات والملتقيات الإعلامية الرياضية العربية والقارية والدولية، يعبر بكل موضوعية وصدق عن القضية الفلسطينية وآمال وآلام أبناء وطنه وقضايا الإعلام الرياضي في فلسطين.

لقد مرت ظروف صعبة كان يقطع فيها المسافة بين بلده وعمان بـ 20 ساعة مشياً على الأقدام أحياناً كثيرة بسبب الحواجز ومنع التجول والقهر الذي يمارسه المحتل الغاصب على الشعب الفلسطيني، وكل ذلك من أجل أن تتواجد فلسطين ويرفع علمها، وكان ذلك في معظم الأحيان يتم على حسابه الخاص، وكان يؤدي عمله والابتسامة والرضا يملآن نفسه وقلبه وضميره.

رحل تيسير جابر في عز شبابه إلى جوار ربه راضياً مرضياً تاركاً في قلوب جميع من عرفوه الحزن والألم الشديد والمحبة والاحترام والإعجاب والتقدير بالإضافة إلى تراث من الإنجازات.

لقد أحب عمان كثيراً وعشقها وعشق أهلها وقيادتها الحكيمة وهو أسلم روحه الطاهرة في عمان ليسدل الستار على شخصية رحيلها خسارة كبيرة للجميع.

Mohammad.Jameel
*عن صحيفة الغد الاردنية