وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خلال يومي دراسي: مشاركون يوصون بحظر بيع الترامال الا بوصفة طبية

نشر بتاريخ: 19/04/2010 ( آخر تحديث: 19/04/2010 الساعة: 12:27 )
غزة - معا - نظم قسم المهن الصحية في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية يوما علميا بعنوان "العقاقير الطبية بين الإيجابيات والسلبيات"، بحضور كلا من الدكتور خضر الجمالي نائب العميد للشؤون الأكاديمية وعلي الخطيب مساعد النائب الأكاديمي ومحمد أبو جبر رئيس قسم المهن الصحية في الكلية والدكتور هشام غراب رئيس وحدة البحث العلمي والدكتور ماهر عجور رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي، بالإضافة إلى عدد من المدرسين والعاملين والعشرات من طلبة الكلية.

وافتتح الدكتور ماهر عجور رئيس اللجنة التحضيرية اللقاء مرحبا بالحضور وبجميع المشاركين بأوراق العمل، مؤكدا على أن هذا اليوم يأتي في إطار حرص الكلية الجامعية وقسم المهن الصحية على صحة الفرد والمجتمع وبيان الأثر السلبي للعقاقير الطبية التي تأخذ دون وصفة طبية ودون أي سبب، مضيفا أن هناك فئة من المجتمع تتعاطى العقاقير من منطلق الإدمان، لذا كانت الحاجة الماسة إلى عقد هذا اللقاء العلمي المهم.

ودعا عجور كافة المسؤولين وأصحاب القرار إلى اتخاذ كافة الاحتياطات والإجراءات اللازمة بوضع هذه الأدوية تحت الرقابة الصحية وتحديد الكميات المنتجة والمباعة للصيدليات، معتبرا أن الصيدلي هو المسؤول الأول والمباشر عن صرف أي نوع من الأدوية والعلاجات والعقاقير الطبية.

وأوضح علي الخطيب أن الكلية الجامعية تحرص على عقد وتنظيم هذه الأيام العلمية لمناقشة المشكلات المختلفة التي تواجه المجتمع على مختلف الأصعدة والاتجاهات وتسعى من خلال دعوة المتخصصين والباحثين وصناع القرار إلى إيجاد حلول ناجعة لهذه المشكلات والعمل على الحد من الظواهر الخطيرة التي تهدد أمن وسلامة المجتمع وأفراده، مضيفا: "إن الكلية الجامعية تقف اليوم على هذا الموضوع لما له من أهمية بالغة للفرد والمجتمع على حد سواء".

من جانب آخر ذكر الدكتور هشام غراب أن الأيام الدراسية التي تنظمها الكلية الجامعية وتناقش خلالها العديد من الظواهر والقضايا المجتمعية المختلفة تعطي إضاءة حول بعض المشكلات الاجتماعية وذلك من أجل العمل الجاد لإيجاد أفضل الحلول الممكنة لها، مطالبا في ذات الوقت كافة الباحثين والمشاركين بأوراق العمل باستثمار هذه الندوات والأيام الدراسية لتنفيذ أبحاث علمية مختصة للكشف الأسباب التي تكمن وراء هذه المشكلات، مؤكدا على أن وحدة البحث العلمي في الكلية ستعمل على دعم هذه الأبحاث ورفعها إلى الجهات المسئولة في المجتمع للعمل على تطبيقها.

وفي كلمة رئيس قسم المهن الصحية، أفاد محمد أبو جبر أن الإنسان الفلسطيني هو رأس مال المجتمع وصحته وسلامته من الأسس المهمة في التنمية المجتمعية والصمود والتحرير، مضيفا أن الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني من حصار خانق دفع بعض الشباب والمراهقين إلى تعاطي المخدرات والعقاقير المهلوسة هروبا من هذا الواقع المؤلم.

وأضاف أبو جبر: لقد شعرت الهيئة التدريسية بخطورة تفشي هذه الظاهرة بين الشباب وأفراد المجتمع، لذا حرصنا على تنظيم هذا اليوم العلمي من أجل توعية فئة الشباب من طلبة الكلية بخطورة هذه الأدوية وآثارها السلبية المدمرة على حياتهم ومستقبلهم.

وتحدثت الدكتورة شيرين أيوب من دائرة التخطيط والمعلومات الدوائية في وزارة الصحة في ورقتها التي حملت عنوان المخاطر الصحية لسوء استخدام العقاقير الطبية أن الدواء سلاح ذو حدين، فبالرغم من أهميته في علاج الأمراض وتشخيصها والوقاية منها، إلا أنه قد يشكل خطراً داهماً على حياة الإنسان، فقد يكون مسبباً لحدوث الأمراض والمضاعفات المرضية، أو في تفاقم بعض الأمراض وفي ظهور أمراض كانت كامنة وتمكنت من صحة المريض بعد استعمال الدواء، وتنجم هذه الأخطار في أغلب الحالات عن الاستخدام غير الأمثل للدواء.

أما الدكتور زياد مقداد أستاذ أصول الفقه المساعد بكلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية فقد أوضح في ورقته " استخدام العقاقير الطبية نظرة دينية وأخلاقية " بأن الأصل في تناول العقاقير الطبية إذا لم يكن بقصد العلاج والاستشفاء من مرض معين فإن تناولها يكون ممنوعاً في الشريعة الإسلامية لما يترتب عليها من سلبيات وأضرار خطيرة على صحة الإنسان والأصل المحافظة على الصحة وعدم تعريض النفس لأي ضرر يصيبها، وأما في حالة تناول هذه العقاقير للعلاج فهي مشروعة وتشريعها مبني على فلسفة ترجيح المصالح على المفاسد وقاعدة الأخذ بأهون الشرين وأخف الضررين.

وحول الآثار النفسية والاجتماعية لسوء استخدام العقاقير، فقد أوضح باسل مهدي الخضري المحاضر في قسم علم النفس بالجامعة الإسلامية أن سوء استخدام الأدوية والعقاقير الطبية يؤدي إلى تغيرات أساسية في الشخصية من جميع الجوانب الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية، إذ تجعل الإنسان معرضا للإصابة بالاضطرابات النفسية والاجتماعية، مضيفا أن مآل سوء استخدام الأدوية يجعل من الإدمان احتمالا أكبر بل مؤكدا بالنسبة للمخدرات القوية أو النفّاذة، خاصة أن هذا التكرار يوثّق الارتباط بالمخدر.

وذكر الخضري أن عدم استقرار النوم لدى مستخدم الأدوية، والإسراف في أحلام اليقظة من قبله وتداعي الأفكار وتلاشيها بعد عملية الاستخدام، والارتياح النفسي أثناء استخدام هذه الأدوية وضموره بعد استخدامها، بالإضافة إلى ظهور علامات عدم الاستقرار النفسي والجسمي بعد عملية استخدام العقاقير والتحيز للأفكار الذاتية وعدم إعطاء فرصة للآخرين أو قبول أفكارهم، إلى جانب ظهور علامات الهستيريا السمعية والبصرية على بعض المستخدمين بعد نهاية عملية الاستخدام تعد من أبرز الآثار النفسية السلبية لسوء استخدام الأدوية.

وعن توعية الشباب من سوء استخدام العقاقير الطبية فقد ذكر إبراهيم شامية المحاضر في قسم المهن الصحية بالكلية الجامعية أنه نتيجة للمفاهيم الخاطئة يدخل بعض الطلاب في استعمال مواد خطرة على الصحة النفسية والعقلية والجسدية بحجة أنها تساعدهم على السهر وتجعلهم يؤدون مهامهم بصورة أفضل، لأنها في مفهومهم تزيل عنهم التعب وتساعدهم على التركيز وترفع مزاجهم ولا ينامون فيحصلون أكبر فائدة ووقتاً للمذاكرة، وأن أشهر هذه المواد هو ما يطلق عليه العامة المسهرات، ويلجأ إليها الطلبة لمساعدتهم على تحصيل دروسهم، ولا يعلمون أنهم يلقون بأنفسهم في براثن الإدمان على هذه الحبوب.

وأضاف شامية أن التغذية الجيدة والنوم السليم وممارسة الأنشطة الرياضية لدى الطلبة خلال فترة الامتحانات تساهم بشكل فعال في تنشيط الذاكرة والحفظ لديهم وتنمي الوعي والإدراك بالمواد التعليمية والمساقات الدراسية، خاصة وأن التمارين الرياضية البسيطة تساهم في زيادة تدفق الدم إلى جميع الأعضاء وخاصة تدفق الدم إلى المخ وبالتالي سوف يساهم إمداد المخ بالأوكسجين وكذلك في إمداده بالعناصر الغذائية المهمة والأساسية التي تزيد في زيادة نشاط وقدرة وعمل المخ.

وخرج الباحثون والمشاركون بمجموعة من التوصيات المهمة، في مقدمتها تصنيف عقار الترمال كعقار يحظر بيعه إلا من خلال وصفة طبية معتمدة الطبيب المعالج، والعمل على زيادة الوعي الديني لدى فئة الشباب عن حرمة العقاقير الطبية الضارة بالصحة والجسم، وكذلك رفع مستوى الإدراك والتوعية لديهم بمخاطر استخدام هذه العقاقير وكذلك العمل على ربط الشباب بمشاريع مهمة وبناءة في حياتهم

وأوصى المشاركون بضرورة تنفيذ ورش عمل لتصنيف الأدوية والعقاقير الطبية خاصة المهرب منها والضار على الصحة النفسية والجسمية للأفراد، بالإضافة إلى عمل دراسات بحثية لمعرفة تركيب الأدوية المنتشرة والتي تحمل اسم الترامال، والعمل على نشر الوعي وتثقيف المجتمع بخطورة الإدمان وآثاره السلبية على ترابط المجتمع وتماسكه، مؤكدين في ذات الوقت على أهمية دور الأسرة في توعية الأبناء وتنحيتهم عن المخاطر المترتبة على استخدام الأدوية والعقاقير الطبية.

واختتم اللقاء العلمي بتوزيع شهادات الشكر والتقدير على أعضاء اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي وعلى الباحثين والمشاركين بأوراق العمل.