وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مؤتمر "العمل الجماهيري من أجل القدس" يختتم أعماله بجملة من التوصيات

نشر بتاريخ: 21/04/2010 ( آخر تحديث: 21/04/2010 الساعة: 09:52 )
رام الله- معا- إختتم أمس الثلاثاء في قاعة جمعية إنعاش الأسرة بمدينة البيرة، المؤتمرون (إتحاد لجان العمل الصحي، مركز بيسان للبحوث والإنماء، مركز ابحاث الأراضي، إتحاد لجان المرأة الفلسطينية، الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، والعديد من المراكز المجتمعية في مدينة القدس) مؤتمرهم حول "العمل الجماهير بمدينة القدس" وخرجوا بجملة من التوصيات التي تصب في محاولة تطوير الفعل الجماهيري والمؤسسي والتنموي في المدينة، في ظل الهجمة الاسرائيلية عليها.

وأجمع المؤتمرون، على أن الإحتلال ومختلف سياساته التهويدية والتهجيرية والإستيطانية، تشكل الهم الأول بوجه المقدسيين مثلما هو بوجه الشعب الفلسطيني وحقوقه، وعليه لا بد من أن توظف مختلف الإمكانات الجماهيرية والمؤسسية، لمواجهة هذه الهجمة المخططة، وقطع الطريق على مشاريع الإحتلال، ومواجهة فخ التطبيع الذي يسعى المحتل لفرضه، وبالتالي فالشكل التنموي المطلوب هو العمل المجتمعي والجماهيري القاضي بالتوعية وتفعيل الحراك لمواجهة الإحتلال وتعزيز صمود الناس وتقوية أدوات الفعل الجماهيري، لإنتزاع حقوق الشعب الفلسطيني منه، وإعتبار أن النضال الفلسطيني ليس مطلبا من المحتل بل هو جزء من النضال العام المرتبط بتحقيق الأهداف والحقوق الفلسطينية الكبرى في التحرر والإستقلال الناجزين.

وإرتأى المؤتمرون، أن خصوصية وواقع القدس، لا يحتمل ما يتم من إنقسام وشرذمة في الواقع الفلسطيني، وعليه فالمرجعية العامة التي يطمح لها المقدسيون هي مرجعية عامة ترتبط بـ" م.ت.ف" لتكن معبرة عن حالة من الوحدة الوطنية، وببرنامج يرقى لحجم التحديات المطروحة، ومواجهة تلك الإستحقاقات من خلال توظيف مختلف الجهود.

وفي هذا الساق شدد المؤتمرون على ضرورة خلق وتعزيز دور تمثيلي جامع للمؤسسات والمراكز والإئتلافات العاملة بالقدس، بهدف تقوية وتعزيز العملية التنسيقية والتكاملية ما بين المجتمع الأهلي والصفة الرسمية، والخروج من دوائر العمل المفتت والمكرر والقاصر عن أداء الدور وتحقيق الأهداف.

من خلال تجارب المؤسسات والمراكز المنظمة للمؤتمر، وتلك الخبرة المتراكمة لديهم، أجمع المؤتمرون على ضرورة إشتقاق وتطوير نماذج تنموية قادرة على المواءمة ما بين العمل المجتمعي وتعزيز صمود الناس بوجه المحتل، وهذا بحاجة إلى ركائز متعددة، مثل إيلاء الإهتمام لتطوير الممكنات والموارد الذاتية، والإعتماد على المؤسسات والإلتفاف الجماهير حولها في التخطيط والعمل ومواجه التحديات والأولويات، وتفعيل روح العمل التطوعي وقوة الإنتماء وتعزيز التنسيق وعمليات التشبيك على مستوى المنظمات الأهلية فيما بينها، وعلى مستوى آخر ما بين المنظمات الأهلية والمراكز المجتمعية، وتطوير أدوات الضغط والمناصرة الهادفة لتحقيق جملة من الأهداف الوطنية والتنموية، فهذه العوامل هي من شأنها إدامة الحراك الإجتماعي والسياسي، وتوفر كادرا قادرا على مواجهة الأولويات، وإستعادة الدور الشعبي والجماهيري للمؤسسات، كمفعل ومساهم في العملية المتداخلة المهام، وإيجاد الوسائل الناجعة في هذه العملية.

وأجمع المؤتمرون، أن المرأة الفلسطينية مناط بها دور كبير، والإنطلاق يكون من مساواتها مع الرجل وإزالة التمييز بحقها ومختلف الأشكال النمطية التي تحد من شأن مشاركتها، كما ان تفعيل المجتمع وتقوية دوره لن يتم إذا أغفلنا نصفه المتمثل بالمرأة، وعليه لا بد من إشتقاق مختلف الأدوات والتوجهات القاضية بتوسيع دور ومشاركة المرأة في القضايا الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية لتكن معبرة عن ذاتها تماما ومشاركا في تحمل الأعباء ومراكمة الإنجازات.

وناقش المؤتمرون قضية الإعلام، وإعتبروها مسألة هامة، تقع على عاتق المؤسسات ومختلف الجهات العاملة بالقدس من حيث ضرورات تطوير الأداء الإعلامي، وشدد المشاركون على ضرورة تطوير ملكات إعلامية محلية، تعبر عن ذاتها، وتغطي أحداثها، وتكون جزء أساسي من ضرورات بناء قدرة المؤسسات المختلفة وتأهيلها لذلك، كما تم إستعراض أمثلة وتجارب وتوقعات عملية ملموسة في هذا الإتجاه، لإنجاز هذه المهمة وتحسين الأداء فيها.

لقد كانت أعمال اليوم الثالث للمؤتمر، مكرسة لنقاش مشروع التوصيات، وكيفية تحويلها إلى برامج عمل أو خطوات إستراتيجية تستند إليها المؤسسات بمختلف مستويات عملها، وفي مختلف المحاور أعلاه، وفي هذا الشق ناقش المشاركون بعمق وتفاصيل الكيفية المرتبطة بالفعل وترجمة هذه التوجهات.

وفيما يخص مشروع "كنعان" الذي تقوده هذه المؤسسات الشريكة، سيكون لهذه الآليات والتوصيات حيزا لمباشرة التطويرات المطلوبة فيه، وبشكل عام سيتم الإستناد لجملة التوصيات في عمل المؤسسات المشاركة والعاملة بالقدس.