|
مشعل: استفتاء أبو مازن قفز على الانتخابات الأخيرة
نشر بتاريخ: 01/06/2006 ( آخر تحديث: 01/06/2006 الساعة: 11:33 )
معا- قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، ان الاستفتاء الذي لوح به الرئيس محمود عباس هو محاولة للقفز على الحقائق التي رسختها الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير الماضي وأسفرت عن فوز ساحق للحركة.
وابدى مشعل في حوار نشرته له صحيفة البيان الاماراتية استعداد حماس لدخول منظمة التحرير الفلسطينية بلا شروط، لكن وفق الآلية التي تم التوافق عليها في حوار القاهرة، وفيها بند يشير الى التوافق على اعادة بناء وتفعيل وتطوير منظمة التحرير على اسس سياسية وتنظيمية جديدة. ونفى مشعل اي وجود لتنظيم "القاعدة" في الاراضي الفلسطينية، مشيرا الى انه يستغرب استسهال البعض للحديث عن وجود "القاعدة" في الساحة الفلسطينية. وفيما يلي نص الحوار كما نشرته صحيفة البيان: * ربما ينبغي ان ينطلق الحديث من جلسات الحوار الوطني، وتحديدا من اقتراح الرئيس ابو مازن بطرح وثيقة الاسرى للاستفتاء الشعبي في حال فشل الحوار، كيف تنظرون الى هذه الفكرة؟ وهل تعتبرونها خطوة قانونية لإيجاد مخرج للازمة الداخلية؟ ام انها مجرد مناورة سياسية لفرض برنامج سياسي معين يتعارض مع برنامجكم الوطني؟ ام انها لعبة شطرنج يريد ان يلعبها ابومازن مع حماس لإجهاض مشروعكم الحكومي؟ ـ بداية نحن دائما مع الحوار لاننا مع الوحدة الوطنية ومع تعزيز الصف الوطني الفلسطيني، ولأن اي خلافات في البيت الواحد تعالج بالطرق السلمية عبر الحوار وليس عبر الصراع والاقتتال، والحوار بالنسبة لنا هو اللغة التي ينبغي ان تسود في الساحة الفلسطينية، والحوار كما تعلم نبع من مؤسسة المجلس التشريعي وقد شهدت الساحة الفلسطينية خلال السنوات الماضية محطات عدة من الحوار كان ابرزها حوار العام الماضي في مارس 2005 في القاهرة. بالنسبة لموضوع الاستفتاء فقد اعترضنا عليه كما تعلمون فالقفز مرة واحدة الى الاستفتاء هو بمثابة إلغاء للمؤسسة التشريعية وإلغاء لنتائج الانتخابات التي مضى على عقدها أكثر من اربعة شهور، ومن يريد ان يقرأ مزاج الناس ومزاج الشارع الفلسطيني ويقرأ الموقف السياسي لدى الشعب الفلسطيني فهو حديث عهد. نحن لسنا أمام محطة انتخابية مضى عليها سنوات كما كان يحصل في الماضي، فنحن امام محطة انتخابات تمت بطريقة نزيهة وشهد عليها العالم قبل 4 شهور وبالتالي لا معنى للحديث عن العودة للشارع مادام الشارع عبر عن رأيه قبل شهور قليلة. كذلك من اصول الحوار الا يكون مشروطا والا توضع في مقدمته شروط استباقية فقد بدت جلسة الحوار الافتتاحية كما تابع الجميع وكأنها تلويح بورقة تهديد. هذا نوع من فرض الشروط المسبقة على الحوار، واستعمال اداة ضغط على حوار الاصل فيه ان يتم في جو ديمقراطي وحر، هناك بالطبع مؤسسات يرجع إليها عند الخلاف فالناس يتحاورون كفصائل وكشخصيات قوى وهناك مؤسسة تشريعية، ونحن منذ أكثر من عام ونحن ندعو إلى بناء منظمة التحرير الفلسطينية ولو التزم الجميع بهذا الاتفاق في القاهرة لكنا اليوم أمام مجلس وطني فلسطيني منتخب وحر وجديد، ولكان هذا المجلس مع المؤسسة التشريعية في الداخل مرجعا لبحث الخلافات وللاحتكام إلى القضايا المختلفة التي نرجع إليها كل هذه الملاحظات تجعلنا نعتقد ان الدعوة إلى الاستفتاء جاءت نشازا. وثمة نقطة بالغة الاهمية بالنسبة لنا وهي ان القضايا التي اصبحت في عرف الشعب الفلسطيني أقرب إلى الثوابت الوطنية فلا حاجة إلى إجراء استفتاء بشأنها. فالثوابت الوطنية باتت راسخة في وجدان الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج بدليل أننا في حوار القاهرة اتفقنا عليها في البند الأول، هذه المسائل لا تحتاج أن نعود إلى الاستفتاء لأنها موضع اجماع فلسطيني، والقصة هنا ليست خوفا أو شجاعة في الاحتكام إلى الشارع، فنحن في حماس كنا أول من دعا إلى الاحتكام إلى الشارع الفلسطيني ونحن نثق في التوجه العام والسياسي للشارع الفلسطيني، ولكن ينبغي ان تتم الأمور على اصولها الصحيحة والا فلماذا هذه الدعوة اليوم؟! هذا سؤال كبير. لقد اجريت عملية أوسلو وحصل الكثير قبلها وبعدها ولم يفكر احد في العودة إلى الشارع، فلماذا اليوم العودة إلى الشارع؟ وما الذي تغير في المشهد الفلسطيني؟ الواضح ان الذي تغير هو ان حماس هي التي فازت في الانتخابات فهل يراد بالدعوة إلى الاستفتاء القفز على ما حققته الحركة من رصيد شعبي وانتخابي عبر صناديق الاقتراع؟ هذا سؤال مشروع خاصة وأنه لم يكن يجري الحديث في الماضي على قصة الاستفتاء. * إذن انت تعتبر مسألة الاستفتاء مجرد محاولة لإجهاض مشروع حماس الوطني؟ - بتعبير أدق هي قفز على الحقائق التي افرزتها صناديق الاقتراع قبل 4 أشهر ومحاولة لتشكيل أداة ضغط على حماس وعلى الحكومة الفلسطينية الجديدة وهي الحكومة الشرعية المنتخبة. * هل انتم ضد فكرة الاستفتاء أم ضد فكرة تحديد السقف الزمني للحوار او المهلة التي حددها محمود عباس بعشرة ايام؟ - لقد تم الاتفاق في لجنة الصياغة التي صاغت البيان الختامي على رفض اي تحديد زمني وكأنه عصا ضغط على المتحاورين إذن هذا الامر تم التوافق على رفضه اما بالنسبة لموضوع الاستفتاء فأحب ان اشير الى مسألة مهمة وهي انه لا يوجد اي سند قانوني متوافر الآن لهذا الاستفتاء. لا بد ان يكون هناك سند قانوني للحديث عن الاستفاء والاحتكام الى الاستفتاء وبالتالي فهو مفتقر الى سند قانوني مما يضيف عوامل اخرى لاستبعاده كآلية احتكام رغم اننا نثق في الشعب الفلسطيني وفي اختياره واحتكمنا إليه قبل 4 أشهر. * ماذا سيكون موقفكم في حال إصرار الرئيس على طرح الاستفتاء على الشارع الفلسطيني؟ - ما دام أنه ليس هناك مستند قانوني يرجع اليه رئيس السلطة فالمسائل تتم بالتوافق، ثم لماذا القفز وعندنا آليات اخرى يمكن ان نلجأ إليها؟ حتى في الدول الغربية التي تحتكم الى الاستفتاء فإن هذا الامر منصوص عليه في دساتيرها ثم يجري توافق عام حين الاقدام على خطوة كبيرة مثل الانضمام الى السوق الاوروبية المشتركة او التعامل مع اليورو وذلك بعد جولات عدة في بحث القضايا المستفتى عليها في المؤسسات الدستورية والتشريعية في تلك الدول. اما القفز مرة واحدة فإنه يلقي ألف علامة استفهام على هذه الفكرة بصرف النظر عن النوايا، فأنا اتكلم عن القراءة السياسية لهذه الفكرة. * يكثر الحديث هذه الأيام عن دور جديد لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد سنوات طويلة من تجاهل هذا الدور وتهميشه هل المقصود باحياء المنظمة تحجيم دور حماس؟ - منذ حوار القاهرة في مارس 2005 جرى الاتفاق على اعادة بناء وتفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية على أسس سياسية وتنظيمية جديدة ووضعت آلية لذلك والأصل كان أن يتم هذا الأمر في وقت قصير وكان الأصل أن نلتقي بعد حوار القاهرة بشهر وفق الآلية التي حددها إعلان القاهرة، لكن للأسف لم تتم الدعوة لهذا اللقاء ومضى أكثر من عام دون خطوات حقيقية جادة باتجاه اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية. لذلك هناك أطراف معروفة في الساحة الفلسطينية تهرب من هذا الاستحقاق، اليوم ترفع قصة المنظمة بطريقة خاطئة فهم يقولون المنظمة موجودة ولا تحتاج الى إعادة بناء وندعو الآخرين الى الالتحاق بها، هذا الخلاف مرفوض فنحن مع إعادة الاعتبار للمنظمة وإعادة بنائها وتطويرها بما يناسب المرحلة الجديدة وتعزيز الديمقراطية فيها بدلا من أن مجلسها الوطني بلا تشكيل منذ سنوات طويلة وعدد افراده 750 شخصا تقريبا ولا بد من إعادة تشكيله وفق الحوارات الأولية التي جرت في شهور سابقة بحيث يكون عدد اعضائه معقولا مثل المجالس التشريعية في الدول العربية أو في باقي دول العالم، بحيث تصبح منظمة التحرير مستوعبة للجميع. اليوم حركتا حماس والجهاد الإسلامي ليستا في المنظمة ونحن قلنا نريد ان نكون في المنظمة، افسحوا لنا المجال لندخل المنظمة بعد ان نتوافق على اعادة البناء واعادة الاعتبار إليها، ولكن منذ سنة ونيف وهذا الأمر يضرب به عرض الحائط. لكن اليوم ترفع ورقة المنظمة في وجهنا كأداة ضغط وهذا مرفوض والحمد لله في البيان الختامي للحوار في رام الله وغزة اتفق على ضرورة تفعيل الآلية التي نص عليها اعلان القاهرة بحيث تنعقد هذه الآلية قبل نهاية يوليو القادم وهذا محك اختبار للجميع ودعونا ننظر من الذي يتجاوب مع هذا ومن الذي يعطله ويخالفه. * تقول انكم تريدون اعادة بناء المنظمة واعادة الاعتبار إليها لكنكم ترفضون الاعتراف بها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني. - لا بد هنا من التفريق بين مسألتين، هناك القيمة الاعتبارية والمعنوية للمنظمة وهذه لا نختلف عليها فالمنظمة كيان فلسطيني، له كل التقدير والاحترام، له تاريخه وله دوره في احياء الهوية الفلسطينية، هذه القيمة المعنوية الاعتبارية والسياسية لمنظمة نقر بها، رغم اننا لم نكن فيها نحن نقر بالمنظمة. * كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني؟!! - لا لا.. دعني أكمل، نحن نتعامل مع المنظمة بكل هذه الاعتبارات لكن الذي نتوقف عنده هو مطالبتنا ان نسلم بالبعد السياسي والقانوني للمنظمة كممثل شرعي ووحيد ونحن لسنا فيها. ان المشكلة تكمن في انهم يطلبون منا ان تكون المنظمة هي الإطار الشرعي والوحيد وبالتالي صاحبة الأمر والنهي ونحن لسنا فيها، وانا اقول لهم ادخلونا فيها حتى تكرس المنظمة ممثلا شرعيا ووحيدا كما نص عليه البيان الختامي. المفارقة ان البعض يحاول رفع ورقة المنظمة في وجهي ويقول انها الممثل الشرعي والوحيد وأنا لست فيها، وانا منذ عام اطالب ان ادخلها ولا يسمح لي بذلك. * اذن الجدل الآن ايهما يسبق؟ دخولكم إلى المنظمة أم اعترافكم بها؟ - هل تعرف معنى هذا، كأنما تسلم رقبتك لإطار انت لست فيه، اذا اعترفت حماس التي فازت بالانتخابات التشريعية الأخيرة، ان المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني رغم انها ليست في داخلها فان معنى ذلك انها لو ألزمتني بشيء وانا لست فيها فلا بد ان التزم به، ولكنني اقول لهم ادخلونا فيها نحن والجهاد، فحماس والجهاد عنوانان مهمان في الساحة الفلسطينية سياسيا وعسكريا وأقول لهم تعالوا نتوافق على إعادة الاعتبار إلى المنظمة واعادة بنائها كما اتفقنا في القاهرة ليدخلها الجميع وعندها نكرس دور المنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني. * بصراحة هل تعتقدون أن حركة فتح تخشى دخولكم إلى المنظمة خوفا من هيمنتكم عليها كما هيمنتم على الساحة الفلسطينية عبر الانتخابات الأخيرة؟ - هذا السؤال يُسأل للآخرين، ولكنني أرد على السؤال بسؤال: إذن بماذا نفسر تعطيل البند المتعلق بإعادة بناء المنظمة في إعلان القاهرة منذ عام؟ هذا سؤال مشروع، اتفقنا على اعادة بناء المنظمة وتطويرها وتفعيلها ووضعنا آلية لذلك ومضى أكثر من عام ولم ينفذ هذا.. لماذا؟ ان في هذا ظلالا على السؤال الذي طرحتموه. نحن نريد أن ندخل المنظمة ونعيد بناءها وفق معايير الديمقراطية التي احتكمنا إليها في الداخل في الانتخابات التشريعية، فلنحتكم إلى معايير الديمقراطية والانتخابات في التعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية. * لكن المنظمة الآن تعترف بإسرائيل.. لو دخلتم في المنظمة هل تعترفون بإسرائيل؟ - عندما نتحدث عن إعادة بناء منظمة التحرير وتعزيز وضعها الديمقراطي وحين تدخل جميع القوى إلى المنظمة، يتفق الجميع على الآليات التي يحسمون فيها القرار، فالسلطة مثلا من نتاج أوسلو لكن ذلك لم يمنع حماس ان تدخل السلطة عبر الانتخابات التشريعية وعبر تشكيل الحكومة، بمعنى اننا مستعدون لدخول المنظمة شرط ان تكون هناك جدية في اعادة البناء وبعد ذلك نتفق داخل إطار المنظمة، وطنيا كقوى فلسطينية على المواقف والسياسات التي تعبر عن الشعب الفلسطيني. * وهل ستلتزمون بجميع التعهدات والاتفاقيات التي تعترف بها المنظمة؟ - نحن حين ندخل إطارا نحتكم إلى مؤسساته، ونتوافق فلسطينيا عبر مؤسسات هذا الإطار بشأن كيفية التعبير عن الموقف الفلسطيني، ونحن عندما ندخل إطارا نحتكم إلى مرجعياته لكن لا تلزمني بمرجعيات هذا الإطار قبل ان تسمح لي بدخوله، هذا هو السؤال الأساسي، وبالمناسبة فإن البيان الوزاري الذي ألقاه الأخ اسماعيل هنية تحدث عن المنظمة حديثا كله تقدير واحترام. لكن السلطة القانونية السياسية لهذا الإطار تبقى منتقصة طالما لا يسمح لي بدخولها وطالما ان هناك قوة اساسية ليست داخل هذا الاطار، فمن يريد احترام شرعية تمثيل المنظمة فعليه ان يسمح لجميع القوى بدخولها فلا يعقل ان يضع البعض مفتاح المنظمة في جيبه ويهربه. فإبعاد حماس عن المنظمة ثم رفع ورقة المنظمة كتهديد لحماس ليس بالامر العادل وليس فيه أي منطق سياسي، فنحن قلنا للجميع اننا مستعدون لدخول المنظمة... * بلا شروط؟ - بلا شروط طبعا لكن وفق الآلية التي توافقنا عليها، فهناك بند في حوار القاهرة، يقول بالتوافق على اعادة بناء وتفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية على اسس سياسية وتنظيمية جديدة وبالتالي حين نعيد المنظمة سندخلها جميعاً لكننا نريد ان ندخل هذا البناء بعد أن نرتبه. وأنا اريد ان أسال هنا، من الذي هجر المنظمة؟ ومن الذي همشها؟ فالملاحظ أنه لم يعد البعض للحديث عن أهمية بالمنظمة إلا بعد الانتخابات التشريعية، ففي الماضي كانت المنظمة مهملة لكن بعد أن وصلت حماس إلى التشريعي والحكومة بدأ البعض يتحدث عن أهمية المنظمة وكأنها سلاح يراد رفعه في وجه حماس، وبالتالي نحن نريد تفعيل ما اتفقنا عليه في القاهرة. * أعلن بيان لتنظيم القاعدة مسؤوليته عن محاولة اغتيال رئيس المخابرات الفلسطينيةطارق ابورجب .. هل تعتقدون ان هذا التنظيم موجود في غزة؟ وهل يمكن ان تتعاونوا معه ضد اسرائيل؟ - لا شيء في الواقع الفلسطيني يشير الى وجود القاعدة في الساحة الفلسطينية ونحن منذ اسابيع استغربنا وانتقدنا استسهال البعض للحديث عن وجود القاعدة في الساحة الفلسطينية. * إذن لا وجود لتنظيم القاعدة في الساحة الفلسطينية؟ - ليس هناك ما يشير الى وجود القاعدة في الساحة الفلسطينية. |