|
97% من الشباب الفلسطينيين لا يمارسون الرياضة !بقلم : صهيب زاهدة
نشر بتاريخ: 26/04/2010 ( آخر تحديث: 26/04/2010 الساعة: 21:14 )
واقع الشباب و الرياضة في فلسطين مؤلم جدا، والحقائق والأرقام الصادرة من دراسات ومن دوائر الإحصاء الفلسطينية تؤكد على هذا المؤشر الخطير، ولكن الحقيقة تبقى الحقيقة، وان كانت نابعة عن واقع مر، لكن يجب الوقوف والتأمل بهذا الواقع المؤسف !
نشر في بعض وسائل الإعلام مؤخرا لبعض الرياضيين، تصريحاتهم التي تصف التقدم الذي وصلت إليه الرياضة الفلسطينية، وذهب البعض بتشبيه الرياضة الفلسطينية بالرياضة في دول متقدمة، هذه المبالغات الصادرة من البعض تعكس ما يخالف الحقيقة، فقد تم عام 2007 إعداد دراسة لواقع الممارسة الرياضية في فلسطين فكانت النتيجة أن 97% من الشباب الفلسطينيين من كلا الجنسين لا يمارسون الرياضة ، والممارسة تعني القيام بالنشاط الرياضي بشكل منتظم مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا، و ما يقارب 95% منهم لا يعرفون ما هي ابسط أسس الرياضة خاصة من طلاب الجامعات ، و 20 % من الشباب يشاركون بعض الأحيان بأنشطة رياضية أي بواقع مرة أو مرتين بالشهر، كما تشير الإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 1999 – 2000 أن 25% من الشباب يشاركون في أنشطة رياضية، و 7.5 % منتسبون إلى نواد رياضية. و لمعرفة أين وصلت الوقائع في العام الحالي 2010، فقد تم إعادة الدراسة، فمازال ما يقارب 97% من الشباب الفلسطينيين لا يمارسون الرياضة و 17 % يشاركون أحيانا في أنشطة رياضية. تعود أسباب هذا التراجع في ممارسة الرياضية في المجتمع الفلسطيني إلى عدة عوامل أهمها، الواقع الثقافي و الاجتماعي و المؤسسات الرياضية التي تتبع منهج المنافسة الرياضية كأساس للعمل الرياضي ، حيث أن المجتمع الفلسطيني ينظر إلى الرياضة كشيء ثانوي غير أساسي بالحياة، وهو ما يدل أن الرياضة بفلسطين نظام اجتماعي ثانوي، علما أن الشعب الفلسطيني بأمس الحاجة إلى الرياضة والتربية البدنية خاصة في ظل الاحتلال الإسرائيلي، ولا اذكر هنا أن الاحتلال الإسرائيلي هو عامل للتراجع الرياضي لأن الرياضة تطورت من الشعوب التي تم احتلالها مثل الدنمارك التي تأسست فيها التربية البدنية والرياضة في ظل الاحتلال الألماني لها وفرنسا كذلك، و ما تقوم به المؤسسات الرياضية الفلسطينية عموما بالسير على مذهب المنافسة الرياضية التي نشأت في عهد الانتداب البريطاني لفلسطين من أهم العوامل للتأخر الرياضي . إن ما يحدث من فعل رياضي هذه الأيام يمكن وصفة بعملية ديكور رياضي، حيث يتم إعادة تغيير مواقع بعض الوجوه" الرياضية" – أغلبها شخصيات ليس لها أي خلفية منهجية أو علمية رياضية - من مكان إلى آخر، و تعشيب بعض أرضيات الملاعب أو بناء مدرجات للملاعب القديمة، او بناء صالة رياضية هنا وهناك، و في غالبه يأتي كدعم من طرف بعض الجهات الأجنبية، و يعتقد البعض أن هذه السياسة كفيلة بتطوير واقع الرياضة الفلسطيني، و إذا ما لاحظنا في بعض الدول العربية يوجد من أضخم و أكثر المنشآت الرياضية تطورا في العالم، ولكنها لم تصل إلى ربع التطور الرياضي التي وصلت إليه بعض الدول الفقيرة مثل كوريا الشمالية و كوبا، لان الرياضة ظاهرة اجتماعية وليس صرح أو بناء سيهتريء عاجلا أم آجلا. وعلى سبيل المثال: يوجد في احد المدن الفلسطينية صالة رياضية مجهزة، إلا أن هذه الصالة فارغة أغلب الوقت، ومليئة بالأوساخ، بالرغم من أنها تتوسط أحياء سكنية كبيرة. المجتمع الفلسطيني مليء بالشباب وتبلغ نسبة الشباب فيه أكثر من الثلثين، إلا أننا مجتمع " الشباب الهرم" هذا ما يمكن وصف مجتمعنا به، فغالبية الشباب لا يستطيع الركض لمسافة 1000 متر متواصلة، ناهيك عن انتشار آفة التدخين و الخمول. هنا يجب التركيز على المدارس والجامعات حيث يوجد اكبر عدد من الشباب، وهنا يمكن لنا العمل على التغيير والتطوير. لذلك على مؤسسات الرياضة الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية إعادة النظر بسياساتها في تطوير الرياضة و العمل على أساس الواقع الحقيقي، ووضع استراتيجيات لنشر الثقافة الرياضية وجعلها ممارسة حياة وليس اقتصارها على نشاط تنافسي بين فريق وآخر، ولا بد للمختصين في المجال الرياضي أن تكون لهم كلمة أساسية في رسم المستقبل الفلسطيني. |