|
خلال حديثه الإذاعي-فياض: القدس قبلة مشروعنا الوطني
نشر بتاريخ: 28/04/2010 ( آخر تحديث: 28/04/2010 الساعة: 19:22 )
رام الله-معا- استهل رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض حديثه الإذاعي الإسبوعي الذي أفرده هذه المرة للقدس وما تتعرض له من هجمة استيطانية غير مسبوقة، بتحية أهالي القدس على صمودهم بقوله: " صباح الخير لكم جميعا.. لأهلنا في القدس، ولأبناء شعبنا حيثما تواجدوا وهم يلتفون حول مشروعنا الوطني ويتوحدون خلفكم دفاعا عن القدس وعروبتها، صباح الخير لكم في البلدة القديمة وباب العامود وباب الخليل، وخان الزيت وسوق العطارين واللحامين وكل أحياء وحارات البلدة القديمة، وأشد على أياديكم فرداً فرداً.. في الشيخ جراح وسلوان.. في جبل المكبر وصور باهر وبيت حنينا، وواد الجوز، والرام والضاحية، والعيزرية، والعيسوية، وأبو ديس، وبيت صفافا، وفي قلنديا وشعفاط وفي كل حي وقرية في المدينة الصامدة وريفها، وفي أزقتها وناسها كما في كل مدينة وقرية ومضرب بدو في ربوع بلادنا".
وأكد رئيس الوزراء أنه يعي حجم المعاناة التي يعيشها المقدسيون بسبب الممارسات الإسرائيلية المستمرة لتغيير معالم مدينة القدس ومحاولة نزعها من محيطها الفلسطيني، وإخراجها من جغرافيا دولة فلسطين وقال: " أخصص حديثي اليوم عن القدس وما تتعرض له من حملة استيطانية غير مسبوقة، تهدف الى تغيير معالمها، ومصادرة عروبتها، ومحاولة نزعها من محيطها الفلسطيني، ومن جغرافيا دولة فلسطين. وأضاف: " بالقدر الذي أدرك فيه حجم المعاناة التي تتعرضون لها، وأنتم تخوضون الصراع على كل شارع وبيت ... على كل حجر وموطىء قدم.. بالقدر الذي أرى فيه الأمل والثقة الأكيدة بأن القدس الشرقية.. بصمودكم، وبإصرار شعبنا وإلتفافه حول القدس، ومعه كل قوى الخير والعدل والسلام.. ستنال حريتها، وتستعيد مكانتها، ليس فقط عاصمة لدولة فلسطين .. بل ورمزاً للسلام والعدل والتعايش بين البشر كما كانت دوماً". وشدد فياض على أن القدس هي قبلة المشروع الوطني الفلسطيني، وعنوان السلام بالمنطقة، وقال:"إن استمرار إسرائيل في فرض سياسة الأمر الواقع، وإمعانها في تصعيد وتيرة الاستيطان وتنكرها لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، لن يغير في حقيقة أن القدس الشرقية جزء لا يتجزء من الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 67". وأكد ان الصمود البطولي لأبناء القدس واصرار شعبنا على الدفاع عن عروبة القدس، وعن كل شبر من أرضنا المحتلة يجد صداه الواضح في المواقف الدولية التي تؤكد رفضها لكل محاولات اسرائيل في فرض الأمر الواقع على المدينة وعدم الاعتراف بضمها. وقال: "العالم كله يقف معنا بفضل صمودكم، ويؤكد أن القدس هي قضية أساسية من قضايا الوضع النهائي، ويجب حلها وفق مرجعية واضحة تقوم على القانون الدولي والشرعية الدولية وعلى أساس حدود الرابع من حزيران" وأشاد رئيس الوزراء بصمود أهل القدس الذي يعطي الأمل بتغيير الموقف الدولي والبناء عليه، وقال: " إن صمودكم ورغم المعاناة بات يعطي الأمل في إمكانية تغيير الواقع الدولي وبمواقفٍ أكثر وضوحاً، كان آخرها بيان الرباعية بموسكو في الشهر الماضي، وسبقه الاعلان الأوروبي في ديسمبر نهاية العام الماضي". وأضاف: " إن واجبنا ومسؤوليتنا الوطنية ، ونحن نقاوم السياسة الاسرائيلية في القدس، وفي إطار هذا الموقف الدولي، بأن نوحد جهودنا، ونعمل معاً من أجل بناء وتكريس الحقائق الايجابية على الأرض، الأمر الذي يتطلب التغلب على عناصر الاحباط التي سببتها سنوات الاحتلال. فالصمود الفلسطيني في القدس، وفي كل خربة وقرية ومخيم ومدينة من بلادنا يتجدد يومياً عندما يشق طفل فلسطيني طريقه للمدرسة، وفي كل خطوة تعزز فيها قدرة عائلة فلسطينية في القدس وريفها في البقاء على أرضها. بل إن المشروع الوطني نفسه، وبفضل هذا الصمود، يتجدد ويفتح أمام شعبنا آفاقاً رحبة من الأمل والارداة بفعل اتساع حجم الالتفاف الشعبي الذي يتعاظم يومياً حول برنامج عمل السلطة الوطنية، وبما يعطي لشعبنا الثقة بالانجاز والقدرة على تحقيق أهداف مشروعه الوطني بكل مكوناته." وعن الدور الذي تقوم به السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني والأهلي إلى جانب أبناء شعبنا في التصدي لسياسة الاحتلال، قال: "إن عملنا في القدس الشرقية يستهدف التصدي لسياسة الاحتلال وممارساته، وتعزيز صمود المدينة وأهلها. إن الأساس للقيام بذلك يتمثل في النهوض بدور المؤسسات الفلسطينية فيها، وتقديم كل الدعم المطلوب لها لتمكينها من القيام بمسؤولياتها في مختلف المجالات". وأضاف: "أؤكد لكم أن هذا العمل يشهد تطوراً ملموساً في مدى الاستجابة العملية للعديد من المبادرات في مجالات التعليم والصحة والمرأة والشباب والرياضة والثقافة، والحقوق القانونية، والتصدي لسياسة هدم المنازل ومصادرة حق المواطنة، وغيرها، وأعتقد أنكم بدأتم تلمسون هذا، وستلمسونه أكثر في الفترة القادمة، فما نقوم به يستهدف أساساً الاستجابة لاحتياجاتكم المختلفة، وتعزيز قدرتكم على البقاء، والتغلب على ممارسات الاحتلال وإجراءاته". وأشار فياض إلى أن السلطة الوطنية قد رصدت في موازنتها لهذا العام ما يمكّن من تنفيذ العديد من المبادرات الحيوية. ودعا المؤسسات الفلسطينية في القدس لبلورة المبادرات الحيوية التي تمكن من دعم صمود المواطنين وقال:" حتى أكون أكثر تحديداً فإنني أدعو كافة المؤسسات الفلسطينية العاملة داخل القدس الشرقية لبلورة المزيد من هذه المبادرات والمشاريع القابلة للتنفيذ السريع والكفيلة بتلبية المزيد من احتياجات المواطنين وتعزيز صمودهم في مختلف المجالات". وأضاف: " إننا نعمل، ومن خلال المؤسسات المقدسية على بلورة العديد من التوجهات والمشاريع والمبادرات الخرى، لتوسيع مجالات عملنا، والنهوض بواقع المدينة ومؤسساتها التعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وعلى صعيد المرأة والشباب والرياضة، ومشاريع الاسكان.. وغيرها، وبما يساهم في التصدي لمحاولات مصادرة عروبة المدينة، وتثبيتكم فيها وحماية مقدساتها الاسلامية والمسيحية، والدفاع عن مكانتها الانسانية". وختم رئيس الوزراء حديثه بالتأكيد على قدرة شعبنا وسلطته الوطنية في الثبات للتغلب على معيقات الاحتلال، وشدد على أن القدس الشرقية لن تكون إلاّ عاصمة أبدية لدولة فلسطين، وقال: "أردد ما قاله الرئيس الراحل الخالد ابو عمار" ليس فينا وليس منا وليس فينا من يفرط بذرة من ترابك يا قدس" وسنواصل تنفيذ خطة عملنا لبناء مؤسات دولة فلسطين وتعزيز صمود شعبنا بالقدس وفي الاغوار ومناطق خلف الجدار والمناطق المتضررة من الاستيطان والجدار وهذه هي مسؤوليتنا وشعبنا مصمم على متابعة الطريق لانجاز مشروعنا الوطني لانهاء الاحتلال عن كامل اراضينا المحتلة وهذا يتطلب انهاء حالة الانقسام وتوحيد مؤسسات الوطن تمهيدا لاقامة دولة فلسطين المستقلة في قطاع غزة والضفة الغربية وفي القلب منها القدس الشرقية وستظل القدس اكبر من الجميع". |