وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرئيس:دعوتي للمصالحة ليست مناورة وساجري تغييرات على حكومة فياض

نشر بتاريخ: 29/04/2010 ( آخر تحديث: 30/04/2010 الساعة: 10:13 )
عمان - معا- أكد الرئيس محمود عباس، اليوم، على دور الصين 'المهم جدا' الذي تلعبه كطرف محايد في دفع عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، مشددا على سعيه الحثيث لتطوير وتمتين العلاقة التاريخية التي تربط الشعبين الصيني والفلسطيني.

وشدد سيادته في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء 'شينخوا' قبيل بدء زيارته للصين، حيث يشارك في معرض 'اكسبو شانغهاي'العالمي 2010، على مكانة الصين كـ'دولة عظمى' لها ثقلها العالمي وتتمتع بمواقف 'متوازنة وليست منحازة لهذا الطرف أو ذاك وإنما تؤمن بالعدالة وبالشرعية الدولية وبخطة خارطة الطريق'.

ووصف العلاقات الثنائية مع الصين بالشاملة والإستراتيجية، قائلا 'إننا نعرف الصين حزبا وحكومة وشعبا يقفون دائما وأبدا وفي كل المجالات إلى جانب الشعب الفلسطيني'، مشيرا إلى أنه سيبحث مع الرئيس الصيني هو جين تاو، خلال اجتماعه الرسمي به على هامش المعرض مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وأبرزها قضية الشرق الأوسط وعملية السلام.

وفي إشارته لقيام العلاقات التاريخية بين فلسطين والصين منذ عقود من الزمن، قال الرئيس: 'إن علاقتنا مع القيادة والحزب والشعب الصيني بدأت قبل قيام منظمة التحرير الفلسطينية، وبالتالي هذه العلاقة حريصون عليها ونريد أن نمتنها'.

وأضاف أن الحرص الفلسطيني نابع من كون الصين 'دولة عظمى ومهمة وصاحبة رأي محترم في العالم فضلا عن أنها عضو دائم العضوية في مجلس الأمن الدولي وبالتالي يحسب حساب لرأيها ومواقفها المتوازنة'.

وبخصوص عملية السلام، كشف السيد الرئيس عن تلقيه 'تعهدا' أميركيا بوقف أي 'نشاطات استفزازية' من قبل إسرائيل بما يمهد لاستئناف مفاوضات السلام المتعثرة بين الجانبين منذ 18 شهرا، محذرا في الوقت ذاته من انهيار حل الدولتين.

وحمل، إسرائيل مسؤولية تعثر المفاوضات، لاستمرارها في الأنشطة الاستيطانية، مشيرا إلى أن الجانب الفلسطيني لا يطلب سوى تنفيذ بنود خطة خارطة الطريق.

وقال سيادته 'نحن لا نضع أي شروط على استئناف المفاوضات وإنما نضع مبادئ وهذه المبادئ على إسرائيل أن تنفذها (..) الآن أميركا تبذل جهودا كبيرة، ومؤخرا أبلغنا المبعوث الأميركي جورج ميتشيل أن الإدارة الأميركية تتعهد لنا بان إسرائيل لن تقوم بأية أعمال استفزازية'.

وحذر الرئيس بشدة من خطر تقويض حل الدولتين الذي ينادى به المجتمع الدولي وقال 'إذا استمرت إسرائيل في العمل الاستيطاني فهذا سيثير إحباط ويأس الناس فكيف ستقام الدولتين والدولة الفلسطينية تأكل بالاستيطان'.

وتابع 'لذلك أنبه الرأي العام الإسرائيلي أولا بأن الأفعال الاستفزازية تدفع الشعب الفلسطيني لليأس وبدأ الكثيرون الآن يتحدثون عن الدولة الواحدة'.

وأكد الرئيس أنه لا يوافق على إعلان أحادي الجانب للدولة الفلسطينية، قائلا 'نحن نرغب بإعلان دولتنا باتفاق دولي وإذا لم يحدث فهناك توجه عربي للذهاب إلى مجلس الأمن الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ورأى أن 'الكرة الآن في ملعب إسرائيل'، معتبرا أنه في حال أوقفت الاستيطان واعترفت بالشرعية الدولية بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 'يمكن التوصل لاتفاق ثنائي في أشهر قليلة'.

وأكد سيادته أن كافة قضايا الحل النهائي (الحدود والقدس واللاجئين والمياه والمستوطنات والأمن) ستطرح خلال المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، في حال استئنافها.

وشدد أن تحقيق السلام وحل الدولتين 'مصلحة إسرائيل أولا وفي مصلحة الفلسطينيين والشرق الأوسط والعالم '.

وعن الخطوة المقبلة في حال فشل المفاوضات، قال سيادته 'نحن نؤمن بالمفاوضات وبالسلام وليس لدينا أي فكرة أو موقف للعودة إلى العنف أو الانتفاضة المسلحة، إنما سنستمر في مساعينا السلمية، ولكن نستعمل حقنا في المقاومة الشعبية السلمية'.

وفيما يتعلق بالمصالحة الداخلية الفلسطينية، قال الرئيس 'إنه ما زال ينتظر توقيع حركة حماس على الورقة المصرية للمصالحة وفي حال تم ذلك عندها سيبدأ مباشرة في تطبيقها.

ودعا حركة حماس إلى الذهاب لانتخابات رئاسية وتشريعية شاملة لحسم الخلاف الداخلي الأمر الذي ترفضه الحركة قبل التوصل لمصالحة وطنية واتفاق على إنهاء الانقسام.

وأكد سيادته أنه يمكن الاتفاق على موعد جديد لعقد الانتخابات عوضا عن موعد 28يونيو الذي حددته الورقة المصرية للمصالحة، مشيرا إلى أن من يفوز فيها سيقود السلطة والحكومة والبلد.

وردا على الاتهامات التي وجهها مسؤولون في حركة حماس، نفى الرئيس أن تكون دعوته الأخيرة للمصالحة بأنها مناورة إعلامية، وقال 'إن الإخوة المصريين عملوا لمدة عامين في التحضير للورقة وتم عرضها على حركتي حماس وفتح وبعد ذلك وافقنا نحن في فتح، ووقعنا عليها، لكن حماس رفضت التوقيع إذن من الذي يناور ويتكتك؟'.

وأشار إلى استمرار الجهود العربية لتحقيق المصالحة الفلسطينية لكنه اتهم 'دولا إقليمية' لم يسميها بتعطيل المصالحة، مضيفا أن الكرة الآن في ملعب 'حماس' فعندما توقع على الورقة المصرية فنحن سنذهب فورا للمصالحة.

من جهة أخرى، أعلن الرئيس عزمه على إدخال تغييرات في تركيبة الحكومة الفلسطينية الحالية التي يترأسها د. سلام فياض، كاشفا عن أن هذه الرغبة موجودة قبل التوصية الأخيرة للمجلس الثوري لحركة فتح.

وجدد سيادته تأكيده على الدور المهم الذي تلعبه الصين في عملية السلام، متوقعا نجاح الصين، في تنظيم معرض 'اكسبو شانغهاي 2010' المقرر افتتاحه يوم السبت المقبل ويستمر حتى أواخر أكتوبر القادم.

ورأى أن معرض شانغهاي سيكون مناسبة للإطلاع على الفعاليات الصينية أولا والدولية ثانيا، معبرا عن الرغبة في إبراز قضية القدس في المعرض 'كونها معرضة لهجمة إسرائيلية تغييريه شاملة لمعالمها وآثارها ومعابدها ومساجدها من قبل الاحتلال الإسرائيلي'.

وأكد أنه سيلتقي مع الرئيس الصيني وعدد من المسؤولين الصينيين، مشيرا إلى أنه سيقوم باطلاع الزعيم الصيني هو جين تاو، على الجهود الدولية المبذولة لدعم عملية السلام واستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.