وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في اريحا سباق ثقافي اميريكي- روسي

نشر بتاريخ: 04/05/2010 ( آخر تحديث: 04/05/2010 الساعة: 14:02 )
اريحا- معا- في طريقك نحو اي من مدننا وقرانا ومنها اريحا يلفت نظرك يافطات اعلانية تحمل شعارات وصور شتى حول دور الوكالة الاميريكية للتنمية الدولية في توفير الدعم للمشاريع الخدماتية للشعب الفلسطيني، فيما تحتضن مكتبة بلدية اريحا زاوية مخصصة للاصدرات والنشرات الثقافية والعلمية الاميريكية، ويستذكر اهالي اريحا صراعا خفيا حول ملكية احد الاديرة وسط المدينة بين الكنيستين الارثودكسية الحمراء ونظيرتها البيضاء واللتين تنتميان للحكومتين الاميريكية والروسية، وما نجم عن دلك من تدخلات سياسة لدى الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 1997، وتوجة الحكومة الروسية للدوائر الفلسطينية لاستصدار اثباتات ملكية لاملاك الارسالية الروحية الروسية في المدينة والتي تعود لبدايات القرن الثامن عشر.

وتعمل الحكومة الروسية مند بداية العام الحالي على انشاء متحف للحياة الثقافية في اقدم مدن العالم في مسعى منها وبحسب تصريح لممثل روسيا لدى السلطة الوطنية سيرجي كوزولوف العودة للشرق من بوابة التعاون الثقافي، اد سبق دلك اقامة مباراة ودية بين منتخب فلسطين الوطني وفريق دينمو موسكو على استاد اريحا يوم الثالث والعشرين من كانون ثاني الماضي، وحظيت المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لكلا الفريقين باهتمام اعلامي غير مسبوق، وما صاحب دلك من تدكير بعمق العلاقات الروسية/ الفلسطينية.

وتسعى الوكالة الامريكية الوصول بالصورة المشرقة للمجتمع الاميريكي وحكومة بلادها لادهان الفلسطينين عبر برامج الدعم المخصصة للتعليم والطفولة كخطوة نحو تعويضهم عن غياب الدعم الواضح لخطتهم الرامية لاقامة دولة فلسطينية على الاراضي المحتلة عام 1967 بسبب التعنت الاسرائيلي، والتاكيد على ان كافة برامج الدعم دات بعد انساني وليس سياسي، في حين اكد الروس وعلى لسان موفديهم لاريحا بان روسيا كانت ولا زالت الداعم الحقيقي للنضال الفلسطيني لاقامة الدولة المستقلة جنبا الى جنب مع اسرائيل.

ففي زاوية قطعة الارض الواقعة وسط مدينة اريحا والتي بوشر تنفيد مشروع المتحف الروسي عليها والتي تعود ملكيتها للكنيسة الروسية مند القرن الثامن عشر تقع شجرة الجميزة ( شجرة الاب زكا العشار ) المقدسة لدى مختلف اتباع الكنائس المسيحية الشرقية والغربية والتي يتوافد اليها الاف الزائرين والحجاج المسيحيين، والتي تقول الرواية التاريخية والدينية ان سيدنا عيسى المسيح قد اشفى عددا من سكان المدينة ممن فقدوا بصرهم، وتحاول الحكومة الروسية استثمار مكانة وقيمة الشجرة في تحقيق انبعاث ثقافي روسي في المدينة، وقد سبق الامريكان الروس في تبني ورعاية المواقع الحضارية والتراثية والدينية من خلال تمويل مشروع ترميم قصر هشام الاثري ومحيطة قبل عامين، الى جانب اقامة احتفال لاحياء يوم البيئة العالمي بالتعاون مابين بلدية اريحا والقنصلية الاميريكية الاربعاء الماضي، واكد من خلالة القنصل الاميريكي العام دانيال روبنستين على تواصل الجهد الثقافي والتعاون المشترك وان الثقافة تفتح الابواب لكل البدور الطيبة لتنبت بين الشعوب.

وقد ساهمت دعوات وجهود بلدية اريحا المتواصلة للاحتفال بالالفية العاشرة لاكتشاف الحياة الانسانية في المدينة الاقدم والاعرق بين مدن العالم بان تقدمت عشرات المدن والمؤسسات الدولية للمشاركة في فعاليات الالفية العاشرة والتي اعلن عن انطلاقتها يوم العاشر من شهر تشرين اول ( اكتوبر ) من العام الحالي الساعة العاشرة صباحا، وسيكون حفل افتتاح المتحف الروسي احد الفقرات المميزة في برنامج الافتتاح.

ويقول المحامي حسن صالح رئيس بلدية اريحا لقد فاجأنا حجم الاتصالات التي تلقيناها من مختلف الدول والمنظمات الثقافية في العالم للمشاركة في فعاليات اريحا عشرة الاف، واضاف اننا نسعى من خلال الاحتفالية تحقيق العديد من الفوائد والمكتسبات على الصعد الوطنية والتنموية والدولية ويعزز من رؤيتنا وتوجهاتنا في استقطاب الالاف الحجاج والزائرين، عبر اشتثمار المزايا الحضارية والبيئية والدينية لمدينة اريحا.

وأفاد أن بلدية اريحا تسعى الى توفير موازنة لثلاث سنوات لتنفيد خطتها المعلنة بكلفة تتجاوز الاربعين مليون دولار بهدف تنفيذ حلمها في تنمية وتطوير المدينة العريقة، بعدما حظيت خطة البلدية بموافقة الرئيس محمود عباس ودعم رئيس مجلس الوزراء الدكتور سلام فياض.

ان السباق الثقافي الروسي/ الاميريكي في اريحا يعيد للادهان صورة الحرب الثقافية الباردة بين الدولتين وصراعهما من اجل توظيف الادوات الثقافية كالندوات والسينما والمسرح والمطبوعات لتحسين صورة سياستهما في العالم، حيث خصصت كل من الدولتين في حقبة السبعينيات ومطلع الثمانينات ماكينات اعلامية وطواقم فنية وثقافية كبيرة لترويج افكارهما وسياستهما، وعلينا كفلسطينيين ان نفتح النوافد والابواب لاستثمار الرياح الثقافية القادمة شرقا وغربا للتأكيد على عراقة انتمائنا لارضنا وحقنا في اقامة دولتنا عليها عبر الترويج لحكايات الاب زكا العشار الريحاوي الاصل والكنعاني الهوية وان اريحا باقية بقاء الكون والانسان.