|
عمال القدس يحتفلون بيومهم العالمي ويطالبون بانصافهم
نشر بتاريخ: 30/04/2010 ( آخر تحديث: 30/04/2010 الساعة: 18:30 )
القدس-معا-وجه المئات من العمال والعاملات المقدسيين اليوم الجمعة صرخة من فوق جبل "المكبر" بالقدس المحتلة إلى المسؤولين في السلطة والمنظمات الدولية والنقابات العمالية مطالبين بضرورة التحرك العاجل لإنصافهم، وإخراجهم من الأوضاع المأساوية التي يعيشونها في ظل استمرار الاحتلال، وسياسة الحصار الخانق من بناء الجدار وإغلاق كافة الطرق والمسالك المؤدية من والى المدينة، وتشديد الإجراءات الأمنية عليها، الأمر الذي جعل آلاف العمال والعاملات في القدس يعيشون ظروف اقتصادية صعبة وفي فقر مدقع وافقدهم مصدر رزقهم وعملهم.
جاء ذلك خلال مهرجان عمالي نظمه الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين شرف الأول من أيار " يوم العمال العالمي" الذي يصادف غدا السبت، بمشاركة حشد كبير من العمال والنقابيين اليوم في العاصمة المحتلة- القدس، بحضور الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين شاهر سعد، والمفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنا عميره ، ومسؤول ملف القدس في حركة فتح وعضو مجلسها الثوري حاتم عبد القادر، إلى جانب رئيس وحدة القدس في مكتب الرئاسة الفلسطينية احمد الرويدي، وعبد اللطيف غيث ممثل القوى والفعاليات الوطنية في القدس وعدد من أعضاء الأمانة العامة اللجنة التنفيذية للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين. وقد بدأ الاحتفال العمالي بآيات عطرة من القران الكريم وعزف النشيد الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت إجلالا وإكبارا لأرواح الشهداء والشهداء العمال الذين ضحوا بأغلى ما يملكون فداء للوطن وللحصول على لقمة العيش الكريمة التي حرمهم الاحتلال إياها فوق أرضهم ووطنهم، تلاها عددا من الكلمات ألقاها الضيوف أمام الحضور. الأمين العام شاهر سعد وفي بيان أصدره الاتحاد في هذه المناسبة، أكد على وقوف الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين إلى جانب جميع العمال بالقدس المحتلة وفي مختلف محافظات الوطن بشقيه غزة والضفة، لافتا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون المتطرفون يشنون في هذه الفترة حملة شرسة ضد أبناء شعبنا ويصعدون من هجماتهم العدوانية بحق عمالنا وأراضيهم وممتلكاتهم في مختلف محافظات الضفة الغربية وغزة، مشيرا إلى عمليات الهدم التي طالت مساكن البدو في الأغوار والاعتداءات التي شنت على الأهالي قرب نابلس، إضافة إلى حملات التوغل في القطاع والاعتقالات بالعشرات للمواطنين والشبان التي تنفذ يوميا في مدن وبلدات الضفة. وقال سعد " ان الأول من أيار هذا العام يأتي في خضم ظروف وتفاعلات وانعكاسات جذرية وفي منعطف تاريخي حاسم وتراكمات احتلالية تحدث مع استمرار سياسة نهب الأراضي لبناء المزيد من المستعمرات وإقامة جدار الفصل العنصري وفرض الحواجز والإغلاق والعزل واقتراف الجرائم ضد أبناء شعبنا"، واعتبر أن مجيء حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل بزعامة نتنياهو وليبرمان قد أضاف سلسلة من التعقيدات التي التحرك الدبلوماسي ، وأن تمسك الحكومة "الفاشية" حسب تعبيره بسياسة الاستيطان رغم وجود موقف دولي موحد ضد هذه السياسة حتى من الحلف الاستراتيجي الأمريكي، يثبت عدوانية هذه الحكومة وعدم رغبتها في تنفيذ التزاماتها الدولية والاعتراف بحق الدولتين . وجاء في بيان الاتحاد" ان انعكاس هذه المعطيات على أبناء شعبنا وعمالنا في الأراضي المحتلة كان كارثيا وصدمة كبرى، إذا ارتفعت نسبة البطالة والفقر إلى مستويات عاليه ، وتفاقمت المشاكل التي يواجهها العمال الفلسطينيين وتدنت شروط وظروف العمل والمعيشة"، مبينا انه وبغياب قانون للحماية الاجتماعية يحمي العمال وعائلاتهم تعمقت هذه المشاكل وأصبح مستقبل عمالنا في مهب الريح. ومشددا على ان هذه الاستحقاقات تتطلب من شعبنا وعمالنا ونقاباتهم مزيدا من الوحدة ومزيدا من الإصرار وتحمل المسؤولية العالية لخدمة الجماهير من العمال ، ومؤكدا على مسيرة الوفاء للحركة النقابية التي بذلت من اجل ديمومتها العرق والجهد والنضال للوصول إلى ما وصلت إليه من الانجازات المتتالية، في إشارة إلى وقوف الاتحاد العام إلى جانب عمال وعاملات القدس رغم الاغلاقات والحصار من خلال وجود مكتب خاص للنقابات العمالية واتحادها يتم من خلاله متابعة قضايا هؤلاء العمال والدفاع عنها وتقديم الدعم والمساعدة لهم في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة. بدوره وجه مفتي عام القدس التحية لكل عمال فلسطين ونقاباتهم، ووجه الدعوى لكافة العمال مطالبا إياهم الوقوف إلى جانب الرئاسة الفلسطينية واتحاد نقاباتهم في مواجهة مخططات التهويد الإسرائيلية من خلال العمل بالتوجيهات والقرارات التي صدرت مؤخرا وتم فيها المطالبة بوقف العمل في المستوطنات الإسرائيلية او التعامل مع بضائعها ومنتجاتها في الأسواق الفلسطينية في ظل تواصل الاعتداءات والممارسات البشعة بحق أبناء شعبنا ومقدساتنا، واعتبر الشيخ حسين اختيار اتحاد نقابات العمال للقدس في هذا اليوم وإقامة هذه الفعالية بالضرورة والخطوة الايجابية التي يجب تثمينها لتوجيه الأنظار لما يعانيه الأهالي والعمال المقدسيين يوميا جراء الممارسات العدوانية الإسرائيلية ، وما يحيط بالمسجد الأقصى من مخاطر جراء عمليات الحفر والتهويد للمقدسات والتراث الإسلامي. هذا وتوجه كل من الرويدي وعبد القادر في كلماتهم لجميع العمال الفلسطينيين مباركين لهم في هذه المناسبة الوطنية والاحتفال بيومهم العالمي في الأراضي المحتلة، ومن قلب العاصمة القدس، مؤكدين ان الاحتفال وإقامة الفعاليات من قلب القدس يعد بمثابة تحد حقيقي وكسر لكل إجراءات الاحتلال لثني الفلسطينيين عن الوصول إلى مقدساتهم وعاصمتهم، كما شددوا على ضرورة الوحدة والتكاتف في الشارع الفلسطيني مع القيادة لمجابهة كل التحديات والمخططات الاحتلالية الرامية لتهجير أبناء شعبنا من أرضهم ووطنهم، وعبروا عن الإصرار الفلسطيني في البقاء ومواجهة الاحتلال بكل الإمكانيات والسبل المتاحة. من جهتهم أكد عضو اللجنة التنفيذية عميره وممثل القوى الوطنية غيث على ضرورة حشد التأييد والدعم العربي والدولي للقضية الفلسطينية، والعمل على فضح كل الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية التي تمارس بحق عمالنا ومقدساتنا بشكل يومي، في إشارة منهم إلى ان الفترة الحالية تشهد مرحلة حرجة وخطرة على كافة الصعد والتحركات الدولية بخصوص الشأن الفلسطيني الإسرائيلي وسبل إحلال السلام في المنطقة ، في إشارة إلى ان إسرائيل وحكومتها الحالية غير معنية بالسلام او التهدئة مع الفلسطينيين وإنها ماضية في أعمال النهب والقرصنة لأرضنا ومقدساتنا وإمعانها كذلك في قتل واستهداف أبناء شعبنا وخيرة شبابنا. كما تضمن مهرجان الأول من أيار بالقدس العديد من الفقرات الفنية التراثية والوطنية والدبكة الشعبية قدمتها عدة فرق مقدسية ، وفي نهاية الفعاليات كرم الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين كل من مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين ومحافظ القدس وقدم لهم دروعا تقديرية لجهودهم وتعاونهم في إنجاح الفعالية والدفاع عن القدس والمقدسات، إضافة لعشرات العمال والنقابيين حيث تم توزيع الدروع عليهم تقديرا لصمودهم وعطائهم. |