|
المركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية "مدار"يصدر العدد المزدوج 18،17من مجلة قضايا اسرائيلية
نشر بتاريخ: 02/07/2005 ( آخر تحديث: 02/07/2005 الساعة: 22:39 )
رام الله -معا-صدر مؤخرا عن المركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية "مدار", العدد المزدوج 17 و18 من مجلة "قضايا اسرائيلية" .
جاء العدد في أكثر من 190 صفحة من القطع الكبير واشتمل على عدد من الدراسات الأكاديمية لباحثين اسرائيليين وفلسطينيين تناولت جوانب مختلفة من الواقع الاسرائيليي بينها الثقافة والاقتصاد والتيارات الفكرية والأزمات التي تعصف بهذا المجتمع القائم على التناقضات والتي تعمقت بعد أكتوبر 2000 وما زالت تتفاقم وهي تنتج مصطلحات صارت مميزة للاسرائيليين فقط، مثل الهيمنة والغطرسة.. الباحث الفلسطيني د. مسعود اغبارية يستعرض في دراسته عن تأثير الانتفاضة على المجتمع الاسرائيلي، متغيرات المواقف الاسرائيلية من الصراع الاسرائيلي الفلسطيني منذ بداية الانتفاضة وحتى منتصف العام الجاري، وبالذات تأثير العمليات العسكرية التي نفذها فلسطينيون في داخل اسرائيل، كما انعكس هذا التأثير في الصحف ووسائل الاعلام الاسرائيلية. ولا شك أنه كان لهذه العمليات تأثير كبير في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وعلى متخذي القرارات السياسية وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون. دانا ميرتنباوم هي محامية اسرائيلية ومديرة جمعية "ايتاخ" (معك) للدفاع عن حقوق النساء العاملات، وقد أعدت تقريرا للجنة التابعة لهيئة الأمم المتحدة والتي تعنى بمكانة المرأة في العالم. التقرير قدم باسم منظمة "ايشا لايشا" وهي منظمة نسوية ويتناول تأثير الاحتلال والعنف على أوضاع المرأة الفلسطينية والمرأة الاسرائيلية. الدكتور ليف غرينبرغ هو من السوسيولوجيين الاسرائيليين الأكثر جرأة في دراسة ونقد المجتمع الاسرائيلي وتثير مقالاته ودراساته نقاشات كبيرة ليس فقط في أوساط المثقفين والأكاديميين بل السياسين أيضا، وهو راديكالي في موقفه من الاحتلال فلا يقبل المساومات ولا التأتأة في المواقف أو الشروط المسبقة، وفي مقاله هذا يناقش الاسرائيليين الذين يزعمون انهم ضد الاحتلال ولكن في حقيقة الأمر هم ليسوا كذلك. و يتناول الدكتور جوني منصور في دراسته موضوع الأحزاب الصهيونية والأيديولوجيات، هل تتمسك بأيديولوجياتها التقليدية أم أنها أصبحت ككل الأحزاب في العالم الرأسمالي تلهث وراء المصوتين. في خلال خمسين عاما ونيف سقط العديد من الأحزاب الاسرائيلية وولد العديد وتداخلت الأحزاب ببعضها، ويشكل حزب المبام أحد أهم الأحزاب الاسرائيلية الصهيونية وأهم حزب اشتراكي أقيم قبل قيام اسرائيل، هذا الحزب الذي كان دائما في السلطة مع حزب المباي حتى العام 1977، تفكك وانحل في حزب ميرتس .. البروفيسور يهودا شنهاب هو أحد مؤسسي منظمة "القوس الشرقي" ويقود التيار الذي يؤكد على انتماء اليهود الشرقيين الى الثقافة العربية ويدعو الى تعزيز هذا الانتماء وفي مقاله صمت اليسار الاسرائيلي: استمرار الهيمنة الأشكنازية ينتقد المؤرخين الجدد ويتهمهم بأنهم يواصلون نهج المؤرخين التقليديين في نفي انتماء اليهود الشرقيين وتشويهه والتنكر لدورهم الثقافي استمرارا لنهج الهيمنة الأشكنازية. د. هنريت كاليب محاضرة في جامعة بئر السبع وهي من أصل مغربي، قدمت الى البلاد عام 1949 وعاشت كطفلة في المعبراة ثم انتقلت للعيش في المدينة وقد عرفت منذ طفولتها مظاهر العنصرية والاستعلاء عليها كيهودية شرقية في المدرسة والحي والمجتمع. في هذا العدد تقدم شهادة خاصة عن معاناتها كيهودية من أصل عربي. و يتناول الباحث د. اودي أديب موضوع مكانة اليهود الشرقيين في اسرائيل والتمييز ضدهم ليؤكد أن هذا التمييز ليس ناجما عن كون الدولة هي دولة قومية يهودية أشكنازية، بل لأنها دولة قوموية غير ديمقراطية، أي أنها دولة ترتكز على أصولية دينية، ولأن قيادتها اعتمدت الأصول الدينية المرجعية لوجود الدولة وطابعها، التمييز العنصري في اسرائيل لا يحكمه انتماء قادة الدولة الاثني بل توجههم اليهودي الغيبي القوموي العقائدي. في هذا العدد تواصل "قضايا اسرائيلية" تقديم وجهات نظر مثقفين اسرائيليين في موضوعي النكبة وحق العودة. د. دان ياهف في مقاله قانون العودة مقابل حق العودة ا ينتقد بشدة قانون العودة الاسرائيلي الذي يجيز لكل يهودي الحصول على المواطنة الاسرائيلية فقط لكونه يهوديا وفي الوقت نفسه يؤكد ياهف على ضرورة الاعتراف بحق العودة للشعب الفلسطيني ، هذا الحق المعترف به دوليا واسرائيل هي الوحيدة التي تتنكر له. وفي موضوع الثقافة الاسرائيلية ، تنشر المجلة محاضرة ألقاها الكاتب سلمان ناطور ، مدير تحرير مجلة "قضايا اسرائيلية" في مركز مدار برام الله، وفيها يتحدث عن طابع الثقافة اليهودية الاسرائيلية العبرية، التي بدأت تتبلور منذ بداية القرن العشرين، استعدادا لاقامة الدولة اليهودية في فلسطين ويؤكد الكاتب أن المشروع الثقافي الصهيوني مهد لتحقيق المشروع السياسي الصهيوني باقامة الدولة اليهودية في فلسطين، كذلك وبالرغم من تعدد الانتماءات والطوائف والقوميات في المجتمع اليهودي العبري الاسرائيلي، الا أن هذا لا ينسجم والتعريف الحداثي للتعددية الثقافية لأن مشهد الثقافة الاسرائيلية يتميز بهيمنة ثقافة القوي. وأما حوار العدد فقد أجراه فراس خطيب مع دكتور ايلان بابيه ، أحد أبرز الأكاديميين الاسرائيليين المناهضين للصهيونية ، فكرة وعقيدة وممارسة، كما تجسدها حكومات اسرائيل. ان اجراء حوار شامل معه يلقي أضواء ليس فقط على مواقفه التي تلقى معارضة وهجوما شديدين في الأوساط السياسية والأكاديمية الاسرائيلية، بل أيضا على طابع الدولة وماضيها ومستقبلها من وجهة نظر أكاديمي اسرائيلي خارج عن الاجماع العام. وفي زاوية مرجعات الكتب والتعريف بالمطبوعات الاسرائيلية يسهم الكاتب أنطوان شلحت بمراجعة كتابين اسرائيليين حول السلام بالمفهوم الاسرائيلي كما تنشر المجلة مقالا للأستاذ الجامعي والباحث في شؤون الاقتصاد والمجتمع، شلومو سبيرسكي، يكشف فيه النقاب عن الخسائر المادية والاجتماعية والإقتصادية التي حلّت بإسرائيل نتيجة احتلالها للضفة الغربية والقطاع. ففي العشرين عامًا الأوائل بعد الاحتلال في 1967 لم تكن الخسائر كبيرة ولكن الوضع انقلب بعد إندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 وإزدادت خسائر إسرائيل منذ العام 2000. وتقدر الخسائر خلال الإنتفاضة الثانية بحوالي 10-12 مليار دولار (40-55 مليار شيكل) بالإضافة إلى خسائر في الاستثمارات الداخلية والخارجية وإنخفاض في المستوى المعيشي للفرد وارتفاع في عدد العاطلين عن العمل على مستوى الدولة القطري. |