وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لماذا يبكي هذا الرجل.. من قطع راتبه وهو "فتحاوي أصيل"؟

نشر بتاريخ: 04/05/2010 ( آخر تحديث: 04/05/2010 الساعة: 16:19 )
غزة- خاص معا- هل يصدق أحد أن هذا الرجل الذي عمل لحركة فتح منذ تفتح وعيه على العمل الفصائلي أن يصل إلى مرحلة التفكير ببيع إحدى كليتيه ليوفر طعاماً لأطفاله؟.

كان يتقاضى راتبا مقطوعا ولكن راتبه قطع بأمر من السلطة برام الله هذا ما يقوله، لأعوام ثلاثة وهو يحاول أن يسترد هذا الراتب الذي لا يتجاوز مبلغ الألفي شيقل كثيرا، ولكنه كان يسد حاجته وأطفاله الخمسة وهو ما يرجوه أي رب اسرة في قطاع غزة، أن يجد أطفاله ما يأكلون ويشربون ومكانا يحميهم من برد الشتاء وقيظ الصيف، اليوم هو لا يجد كل هذا حتى أن الغرفة التي يقطنها بالإيجار منذ قرابة عام سيطرد منها، ويقسم ايمانا غليظاً أن طعامه طوال يوم أمس كان فقط " فلفل حار" لا يتعدى ثمنه شيقلا واحداً فقط، كلما شعر بالجوع هو وزوجته ومن عنده من الاطفال يقوم برش هذا الفلفل على قطعة من الخبز ويحمدون الله أنهم لا زالوا على قيد الحياة.

فمال الذي أوصل هذا الرجل "محمد محيسن شحادة" إلى هذه المرحلة وهو مستنكف عن العمل منذ سيطرت حماس على قطاع غزة منتصف عام 2007.

محمد البالغ من العمر 31 عاما اصر ان تنشر صورته ورقم هويته الشخصية عبر وكالة "معا" لإقناع المشككين بشخصه، وقال انه لم يتبق لديه شيء يخسره، وعلى حد تعبيره، أنه لا كرامة حين لا يستطيع الانسان توفير قوت أطفاله وبيتا لهم وتكبر معاناته حين يتفرق عنه اطفاله الخمسة لدى الأقارب لأن البيت الذي يأويه وزوجته لا يتعدى غرفة واحدة بحالة " مأساوية".

ويناشد شحادة القائمين على الأمر بإعادة راتبه مؤكدا أنه يملك عدة كتب احدها من الرئيس محمود عباس بتاريخ 11/5/2009 يقضي بضرورة اعادة صرف راتبه ولكن هذا الكتاب لم يجد طريقه للتنفيذ حتى اليوم الذي يطرد فيه محمد من بيته المستأجر، مشيرا الى ان الردود التي تصله تؤكد ان حل مشكلته يتزامن مع حل مشكلة موظفي العام 2005.

هو كما يقول وكما تشهد التقارير الطبية مصاب بنيران الاحتلال وقد ادت الاصابة إلى تغيير مكان احدى كليتيه ونظرا لعدم تمكنه من اجراء عملية جراحية لإعادتها لمكانها الطبيعي فهو يفكر في بيعها والاستفادة من ثمنها لتمكين اطفاله من العيش الكريم!.

يقول أنه عمل مسؤولا للجان الإعلامية لكتائب شهداء الاقصى في شمال قطاع غزة وامين سر شعبة في منطقة الشهيد فضل ريحان وعضو هيئة ادارية لتجمع اسر الشهداء وشقيق شهيد ولكن راتبه مقطوع بسبب أقارب "ينتمون لحماس" على حد تعبيره.

وعلمت "معا" ان مئات الموظفين من المستخدمين المدنيين أو ممن كانوا على بند البطالة يعانون من عدم صرف رواتبهم وهي ذات المشكلة التي تواجه موظفي عام 2005.