وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المركز الفلسطيني ومكتب المفوض السامي يحتفلان بالصحفيين المميزين

نشر بتاريخ: 04/05/2010 ( آخر تحديث: 04/05/2010 الساعة: 16:34 )
غزة- معا- نظم المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان مساء أمس حفلاً بعنوان "صحفيون مميزون،" لتكريم 25 صحفياً حصدت أعمالهم في الأرض الفلسطينية المحتلة جوائز دولية خلال العامين 2009 و 2010.

وقد شارك في الحفل الذي نظم بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من مايو نحو 200 مدعو من الصحفيين والممثلين عن المؤسسات الإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الاعتبارية.

جاءت مبادرة تكريم الصحفيين إيماناً من المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بأهمية الدور الذي يلعبه الصحفيون الفلسطينيون في ظل ظروف قاسية وبالغة الصعوبة، لضمان نقل حقيقة ما يجري داخل الأرض الفلسطينية المحتلة، غير آبهين بالمخاطر الناجمة عن استهدافهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

كما تؤكد هذه المبادرة على العلاقة الإستراتيجية بين المدافعين عن حقوق الإنسان وبين الصحفيين الذين يسعون لنشر انتهاكات حقوق الإنسان بالصوت والصورة.

بدأ الاحتفال بعرض الأعمال المميزة التي حصد الصحفيون عنها جوائز دولية، ومن بينها، صوراً فوتوغرافية، لقطات فيديو، مقالات، وتحقيقات صحفية. تلا ذلك كلمة المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ألقاها نائب المدير جبر وشاح حيث أكد على أن هذا الحفل هو بمثابة تأكيد على الترابط بين حرية الصحافة وحقوق الإنسان، بين العاملين على إحقاق حق البشر في التماس المعرفة والحصول عليها وبين المدافعين عن حقوق الإنسان. ووصف وشاح الصحفيين الفلسطينيين بالجنود المجهولين الذين يعملون في ظل بيئة معادية غير آبهين بالمخاطر التي تحيق بهم، مؤكداً على أنهم يستحقون بجدارة التقدير والاحترام.

وأشار وشاح إلى إقدام قوات الاحتلال على استهداف الصحفيين والمؤسسات الصحفية بشكل مباشر، علاوة على منع الصحفيين الأجانب من دخول قطاع غزة قبل بدء عدوانها الأخير على القطاع، وذلك في إطار مساعيها الهادفة لحجب جرائمها وعزل مسرح الجريمة عن أنظار العالم، وهو ما لم يتحقق بجهود الصحفيين الفلسطينيين الذين تمكنوا من رصد وتوثيق جرائم وانتهاكات قوات الاحتلال بمهارة فائقة.

من ناحيتها، تحدثت مديرة مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة إيفا توميك وأشارت إلى أن العمل في سياق مشابه لسياق عمل الصحفيين الفلسطينيين هو بمثابة تحد كبير، مضيفة أن التحديات تزداد في ظل إستمرار تمتع مقترفي انتهاكات حقوق الإنسان بالحصانة، وغياب الإرادة اللازمة لمحاسبتهم وتقديمهم للعدالة، هذا إلى جانب عدم الاستقرار السياسي وعدم وجود سلطة سياسية موحدة تحكم الأرض الفلسطينية المحتلة، عدا عن أن إغلاق قطاع غزة بدوره يحط من تعزيز الحقوق المدنية والسياسية بما في ذلك الحق في حرية الرأي والتعبير.

توميك، أشادت بالجهود التي يبذلها الصحفيون الفلسطينيون الذين تمكنوا من ممارسة عملهم في ظل هذه الظروف الصعبة وساعدوا إلى حد كبير في نقل القصص الإنسانية المتعلقة بضحايا الإنتهاكات المقترفة خلال عملية الرصاص المصبوب وما بعدها إلى الرأي العام المحلي والدولي. وفي ختام كلمتها ناشدت تومك الصحفيين الفلسطينيين- ليس فقط باسم مكتب المفوض السامي والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان- ولكن أيضا باسم ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، بالاستمرار في الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان من خلال تقاريرهم وأعمالهم الصحفية.

وفي كلمته نيابة عن الصحفيين الفلسطينيين المكرمين، تحدث المراسل الصحفي طلال أبو رحمة معرباً عن شكر وتقدير الصحفيين لكل من المركز ومكتب المفوض السامي على مبادرتهما المتمثلة في تنظيم حفل التكريم. واستعرض أبو رحمة الأوضاع القاسية والمتدهورة التي وصل لها الصحفيون الفلسطينيون بفعل استهدافهم من قبل قوات الاحتلال، مشيراً لعشرات الصحفيين الذين تعرضوا للقتل أو الإصابة أو الاعتقال على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي في ظل تواصل تمتع جنود الاحتلال بالحصانة التي تمكنهم من اقتراف جرائمهم والإفلات من العقاب.

وتم في ختام الحفل تسليم الصحفيين المكرمين دروع التكريم. جدير بالذكر أن من بين الصحفيين المكرمين ثلاثة صحفيين من الضفة الغربية، تعذر وصولهم إلى قطاع غزة للمشاركة في حفل التكريم وتسلم الدروع بفعل القيود الإسرائيلية المفروضة على حرية الحركة من وإلى قطاع غزة. ومن المقرر أن تتخذ الجهات المنظمة لهذا الحفل الترتيبات اللازمة لضمان تسليم هؤلاء الصحفيين الدروع الخاصة بهم في الضفة الغربية المحتلة خلال الأيام القادمة.