|
لن تصدقوا- الأعلام الامريكية ترفرف في قلب غزة!
نشر بتاريخ: 04/05/2010 ( آخر تحديث: 05/05/2010 الساعة: 10:17 )
غزة - خاص معا - من يصدق أنه سيأتي اليوم الذي يرفع فيه العلم الأمريكي عالياً خفاقاً في قلب مدينة غزة ،ومن ذا الذي يصدق أن حناجر العزيين باتت تهتف باسم أمريكا مرارا وتكرارا، صدقوا لقد حدث ذلك بالفعل وقد تعالت الصيحات والهتافات ورفرفت الاعلام الأكثر كرها بالعالم على ارض غزة.
كل هذا الصخب حدث على ارض ملعب فلسطين في لقاء جمع منتخب (أمريكا وصربيا) ،مثلهما خدمات المغازي( أمريكا) وفريق الزيتون ( صربيا) ،ضمن بطولة كأس العالم في مدينة غزة ،الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، بالتعاون والشراكة مع اتحاد كرة القدم الفلسطيني . المنتخب الأمريكي ضم في صفوفة ما يقارب العشرة أشخاص يحملون جوازات سفر امريكية وعدد منهم امريكان يعملون في المؤسسات الدولية بغزة ، من بينهم ( باتريك) الذي يعمل مديرا في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDp)) واحد المنظمين لهذه البطولة . يقول باتريك ، ان هذه المباراة والمشاركة تحمل رسالة سامية مفادها ان اهالى قطاع غزة ، يريدون العيش بأمن وسلام ، ولا يريدون الحرب . ويشير باتريك ان الغزيين مسالمون ، يتعاملون معنا بطريقة جيدة ومحترمة و هم محبون للشعب الأمريكي ، ويتطلعون لمستقبل أفضل لهم ولابنائهم . ويضيف باتريك الذي يحمل رقم ( 20 )انه سعيد اليوم باللعب في الفريق الأمريكي ويأمل أن يحقق فريقه الفوز في هذه المباراة . فرق بين الشعب والحكومة: اللاعب رامي حمدان الذي يلعب بمنتخب أمريكا ( خدمات المغازي ) شعر بالسرور كونه يشارك في اللعب باسم أمريكا ؛ لكنه ، يبدى انزعاجه الشديد من السياسة الخارجية الأمريكية "تجاه القضية الفلسطينية والظلم الكبير الذي تمارسه الإدارة الأمريكية بحق الشعب الفلسطيني من خلال تسترها ودعهما لحكومة الاحتلال الإسرائيلي وعدم الضغط عليها للوقف تلك الممارسات ". ويضيف حمدان : نحن نفرق بين الحكومة الأمريكية والشعب الأمريكي، ونعتقد ان الشعب الأمريكي يختلف كثيرا عن ادارته التي تنحاز للظلم وللغطرسة ، موضحاً انه لو خير للعب باسم أمريكا فأنه لن يقبل اللعب باسمها، لكن؛ القرعة أوقعت فريقه للعب باسمها ، وذلك ليس كرها للأمريكان وإنما بسبب السياسة التي تنتهجها الإدارة الأمريكية . شعب يعشق الحياة : الصحفي ايمن محي الدين، مراسل قناة الجزيرة (international )، الذي يلعب في الفريق الأمريكي، قال لوكالة " معا " لا يوجد شعب محب للحياة كالشعب الفلسطيني وأهل غزة ،فهم اتقنوا عشق الحياة فصنعوا من مأساتهم لحظات فرح وابتسامة ، وهم مثابرون مجتهدون يحبون أن يطوروا أنفسهم في شتى المجالات لكنهم ؛ لم يجدوا من يستطيع أن يوصل رسالتهم للعالم . ويعتقد محيي الدين أن العالم الغربي لدية الكثير من الجهل بأهل غزة ، وكل الانطباعات لدية خاطئة ومشوشة . وقال " ان الإعلام الغربي لعب دورا كبيرا في تشويه الصورة الحقيقية للفلسطينيين ، ولا يسلط على الأشياء الايجابية التي من شانها تعزيز القيم الفلسطينية لدى المتلقى الغربي " . رسالة سامية : إسماعيل مطر عضو اتحاد كرة القدم ونائب رئيس اللجنة المنظمة للبطولة ، قال وهو يتابع بشغف أحداث المباراة الساخنة التي جمعت الفريقين ، وعلى اصوات المشجعين /" أن رفع العلم الامريكي في قلب مدينة غزة وفي أهم ملعب رياضي فيها ،يحمل رسالة إنسانية وسياسية موجهة للولايات المتحدة الأمريكية وللعالم بأسره ، بأننا شعب تواق للحرية والسلام ، وان الحصار الظالم المفروض على غزة يجب أن ينتهي دون رجعة ، فقد تسبب الحصار بالكثير من الدمار والخراب في كل مقومات الحياة الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية ، وبات من غير المقبول ان يستمر هذا الحصار". وقال مطر نريد ان نوصل رسالة من ملعب فلسطين باننا كرياضيين ومحبين لكرة القدم محرومون من الذهاب لحضور بطولة كأس العالم بسبب الحصار والإغلاق الذي يفرض على الفلسطينيين . وتساءل باي قانون يمنع الرياضيين من التوجه لجنوب أفريقيا لحضور المونديال . المباراة انتهت بهزيمة أمريكا بركلات الترجيح 5/3 بعد تعادلها مع صربيا ، في الشوطين الأساسيين وغادر الجمهور الفلسطيني ساحة الملعب والمدرجات ، لكن؛ أحلامهم وأمالهم لا تزال معلقة على شباك السياسة الأمريكية علها تصل الى من يكون بمقدوره أن يفك الحصار عنهم ويخفف من ألامهم ومعاناتهم !. |