وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أغنية لبنانية طالبت بعودة المرأة إلى "المطابخ" تثير استياء العربيات

نشر بتاريخ: 06/05/2010 ( آخر تحديث: 07/05/2010 الساعة: 10:35 )
بيت لحم- معا- ".. شغلك قلبي وعاطفتي وحناني مش رح تفضي لـَ أي شي تاني بيكفي إنك رئيسة جمهورية قلبي.." هكذا تغزل المغني اللبناني محمد اسكندر في زوجته التي أراد لها في أغنيته الشهيرة "جمهورية قلبي" أن تظل في بيتها على طريقة "سي السيد" في ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة قائلا لها:"نحنا ما عنا بنات تتوظف بشهادتها عنا البنت بتدلل كل شي بيجي لخدمتها".

قوبلت هذه الأغنية بإعجاب واسع بين الرجال واحتلت مركزا بارزا بين أغنيات راديو بيروت خلال الأسابيع الماضية.

وبحسب موقع "العربية نت" لاقت الأغنية المعارضة لعمل المرأة استحسان سائقي التاكسي في العاصمة اللبنانية حسبما قال أحد بائعي الاسطوانات في شارع الحمرا وسط بيروت. غير أن معظم مشتري الاسطوانة من الرجال ولا يسأل عنها من النساء سوى عدد قليل بدافع الفضول وذلك لأنهن سمعن أن المغني محمد اسكندر ينادي بعودة النساء إلى المطبخ في المنزل.

وتشعر الكثير من النساء المؤيدات لتحرير المرأة بالمهانة إزاء هذه الدعوى التي أطلقها محمد اسكندر في أغنيته التي كتب كلماتها ابنه فارس.

ودعت جمعية نسائية سورية هذا الأسبوع "جميع النساء والرجال أصحاب العلاقة الطبيعية برجولتهم لإرسال خطابات احتجاج للإذاعات السورية التي تذيع هذه الأغنية يطالبون فيها بعدم إذاعة هذه الأغنية".

بل إن مجموعة من أنصار تحرير المرأة في بيروت نظمت مؤخرا مظاهرة صغيرة ضد الأغنية.

وقالت الفنانة اللبنانية رندا عطية (47) عاما "لا أستطيع أن أصدق أننا نعيش في هذا القرن في الوقت الذي يغني فيه مثل هذه الأغنية، أعتقد بأن على جميع النساء في العالم العربي أن يتقدموا بدعوى ضده".

أما الطالبة اللبنانية لارا دو (20 عاما) فصاحت قائلة "أرجو أن يخبره أحد لوجه الله أننا لم نعد نعيش في العصور الوسطى".

وكتبت صحيفة الأخبار اللبنانية تقول مشيرة للأغنية:"نحن نرفض جمهورية الحريم".

ومع ذلك فإن هذه الأغنية تعجب بعض النساء.

وهناك نقاش بشأن الأغنية في الأردن حيث إن هناك في المجتمع الأردني المحافظ في مجمله أكثر من المجتمع اللبناني الأقرب للتحرر نساء معجبن بالأغنية.

بل إن بعض النساء في الأردن يستخدمن مقاطع من أغنية "جمهورية قلبي" كنغمة على محمولهن يسمعها المتصل الذي ينتظر الرد أو تسمعها هي أيضا قبل الرد.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يثير فيها محمد اسكندر جدلا بشأن أغنية له وهو الذي اعتاد استخدام مقاطع من موسيقى الدبكة الشامية في أغانيه حيث أثارت أغنيته "قولي بيحبني" التي عكست غيرة شديدة على المحبوب والتي حققت انتشارا واسعا وأثارت في الوقت نفسه جدلا واسعا في لبنان والتي يقول فيها: "واللي بيرميكي بوردة براسو بخرطش فردي مش فرقانة عندي قلبك أنا رجالو وحدك ما بمشيكي انا اللي بحميكي اللي بيطلع فيكي ليتملو عيالو.. وع رقمك ما تردي إلا وانتي حدي".

وفي سؤال وجته "معا" للزميلة الإعلامية ناهد ابو طعيمة للتعقيب على التقرير قالت: "شعرت بأنني لا أعرف ماذا يريد الرجال وبالحيرة فكلما ازدادت خيبات الرجال انعكست علينا".

العودة إلى البيت.. هنيئاً لنا بالبيوت
سننام طويلاً ... سنأكل ونموت من السمنة
سنقلم أظافرنا ونملأ أحواض حماماتنا بالحليب والماء ونسترخي
سنزرع بساتين حدائقنا بالورود، وننسى همس الزملاء والمجتمع ماذا نرتدي، وماذا نأكل، زاد أوزاننا، سقوف أحلامنا،وعلاقتنا بأجسادنا، تورطنا بالهواء، وكيف وصلنا إلى مناصبنا، والقلق الدائم بإثبات الجدارة المرتبط بجنسنا.

وسنذهب للسوق لصرف المال الذي جلبه الحمّال الذي يكد كل اليوم، ليبقى الطاووس القوي والجميل.
وسنعترف بأننا صبأنا حينما فكرنا بأننا نستطيع أن نحمل عنكم الهم العام المثقلين به.
سنتعرف بأننا لن نتحدث عن حقوقنا بعد اليوم بعدما تأكدنا بأنكم لا تعرفون ما هي حقوقكم بالابتداء فكيف ستهبون للغير حقوقهم.
سئمنا الجدل البدائي و الفارغ معكم، سئمنا رغبتنا في رفعتكم من خلال شراكتنا.
سئمنا البوح والصمت والتأرجح فماذا تريدون....؟؟؟.

وعليه هنيئاً لنا بالبيت بعد يقيننا بأن بعض رجال المجتمعات العربية مصابون منذ قرن بالطرش والعمى وعدم الحس او الذوق.

هذه انطباعات أحدى الزميلات وعليه تفتح "معا" باب النقاش والتفاكر حول المسألة.