وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اختتام مؤتمر "نحو استراتيجية موحدة للامن القومي"

نشر بتاريخ: 07/05/2010 ( آخر تحديث: 07/05/2010 الساعة: 15:09 )
رام الله- معا- اختتم المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية مؤتمره " نحو استراتيجية موحده للأمن القومي" في مدينة رام الله.

وكان اول المتحدثين العميد جهاد الجيوسي السكرتير العسكري للرئيس محمود عباس قائلا: "إن وظيفة قوى الامن العمل على تنفيذ السياسة العليا للمستوى السياسي اي ان تتبع له وتنفذ سياساته على ارض الواقع".

وشدد العميد الجيوسي على وطنية الاجهزة والمؤسسة موضحا ان تكون هذه الاجهزة بعيدة عن التجاذبات الحزبية و ان يترك كل فرد افكاره الحزبية بعيدا عن عمله المهني.

وتطرق الجيوسي الى كيفية تحقيق وحدة القيادة العسكرية والامنية في اطار تباعد و انفصال جغرافي بين الضفة والقطاع و الاشكالات المتعلقة بهذا الاطار، مؤكدا على ضرورة ايجاد سياسة واحدة من قبل قوى الامن ارتباطا بوحدة القيادة وضمن رؤية واضحة تخدم المصلحة الوطنية العليا ،كما تحدث عن الامكانيات والخطط والتطور الذي طرأ على اداء المؤسسة الامنية ورعاية الرئيس لهذا الامر.

وكانت ورقة العمل الثانية مقدمة من العميد احمد عيسى و هو باحث وخبير بالشؤون الامنية حول العقيدة الامنية الفلسطينية وطرح عدة تساؤلات اهمها هل نحن بحاجة الى عقيدة امنية، وكيف يتم صياغتها وفي اي ظروف.

كما اشار عيسى الى مرور الفلسطينيين في مرحلتين الاولى ركزت على ثقافة المقاومة والمرحلة الثانية هي مرحلة المفاوضات وبناء الدولة واكد ان هنالك اطرافا فلسطينية عملت على اقتحام المؤسسة بدلا من المشاركة وختم قائلا:" باننا بحاجة الى مناقشة هذا الموضوع ككل فلسطيني والاتفاق على ماذا نريد بعد ان عرف العقيدة وفلسفتها".

وقدم الورقة الثالثة الدكتور احمد ابو دية المحاضر في جامعة بيرزيت حول العلاقة بين المؤسسة الامنية والمواطن واستعرض تاريخ نشأة المؤسسة الامنية وما هي المعيقات التي واجهتها وكيف عمل البعض على تشويه صورتها.

كما عاد بالتاريخ للخلف، موضحا موقف الشعب الفلسطيني من اي مؤسسة امنية الناتج عن الاحتلالات السابقة وطبيعة المجتمع القبلي الذي ينحاز به الفرد الى العشيرة اكثر من المؤسسة و قدم ابو دية عدد من المقترحات العملية لتعزيز ثقة المواطن في المؤسسة الامنية.

من جانب اخر استعرض الدكتور نظام صلاحات المحاضر في الاكاديمية الفلسطينية للعلوم الامنية الوضع الفلسطيني والعلاقات الاقليمية وتصاعد للدور التركي و الايراني اقليميا في هذه المرحلة، كما ذكر بالدور الذي لعبته منظمة التحرير على الصعيد الاقليمي والدولي في مرحلة من المراحل وركز صلاحات ان السلطة في وضعها الحالي يجب ان يكون لها علاقة بالاردن اذا كان يتوجب عليها لعب دور اقليمي و اكد صلاحات بان الاحتلال يحاول جاهدا التقليل من الدور الفلسطيني على المستوى الاقليمي .

كانت هذه الجلسة الاولى في اليوم الثاني للمؤتمر حيث ترأس الجلسة د. محمد المصري رئيس المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية الراعي لهذا المؤتمر.

واشار د. المصري ان تطوير اداء المؤسسة الامنية هو موضوع تراكمي والفلسطينييين حديثي التجربة في هذا المجال وبالتالي لا يجب ان نطالب المؤسسة الامنية باكثر من امكانياتها، مؤكدا على ضرورة رسم واضح لعقيدة امنية فلسطينية حتى في هذه الظروف.

واضاف المصري ان هنالك تطورا كبيرا في اداء القطاع الامني بشكل عام من خلال القوانين والتشريعات و المراقبه على ادائة من خلال تراكم الخبرة كون القطاع الامني بني على اكتاف كادر تربى على ثقافة المقاومة و الثورة، وانتقل في هذه المرحلة الى بناء الدولة.

وقد شارك في الجلسة الثانية للمؤتمر 4 خبراء قدموا اوراق عمل مهنية حيث ترأس الجلسة العميد يوسف عيسى حيث عكس بخبرته المهنية فعالية كبيرة في النقاش، وقدم عرض مهما عن دور المؤسسة الامنية والامن في خدمة المجتمع شارحا اهمية المرجعيات الامنية، وتواصل المؤسسة مع الجمهور.

وقدم د. جهاد الكسواني المحاضر في جامعة القدس والخبير القانوني ورقة عمل تناولت مجلس الامن القومي، وضرورة اصدار به قانون وتشريعه، وتحديد اعضاءه وصلاحياته، مؤكدا ان من يرأس مجلس الامن هو القائد الاعلى اي الرئيس، واشار الى نشأة مجلس الامن القومي، وكيفية بداياته وانه الان غير مفعل. واستطرد شارحاً القوانين التي تناولت الامن القومي، وقدم مقترحات هامة في هذا المجال.

وفي ورقة الاستاذ جهاد حرب المحاضر في جامعة بيرزيت، تناول الرقابة على المؤسسة الامنية ، خاصة المجلس التشريعي، وغيابه الان لأسباب تتعلق بالانقسام الفلسطيني.

واشاد بالرقابة الداخلية في الاجهزة الامنية، حسب القوانين الخاصه بها، شارحا اهمية التطور الذي حصل بهذا الاتجاه، مؤكدا ان الرقابة من المجتمع الاهلي، والتشريعي، والرقابة الذاتية، تعزز الامن القومي الفلسطيني، وتطور في عمل المؤسسة الامنية.

وقدم الاستاذ خالد سليم رئيس وحدة التخطيط الاستراتيجي في وزارة الداخلية ورقة شرح بها خطة عمل الوزارة، والتهديدات والمعوقات التي تواجه عمل وزارة الداخلية، مؤكداً ان اهم التهديدات هو الاحتلال الذي يقطع الاوصال، ويعيق عمل القوى الامنية.

واكد سليم ان خطة عمل الوزارة تتمحور حول وضع تصور مستقبلي خلال ثلاثة سنوات ومهمتها الرئيسة تحليل الواقع، ودراسة نقاط الضعف والقوة وتحليل البيئة الخارجية، والتهديدات التي تواجه هذا القطاع الامني.

واكد ان الهدف الرئيس توفير الامن والامان للمواطن الفلسطيني، وبناء مؤسسة رشيدة، والربط مع قطاع العدالة ، من خلال التكامل فيما بينهما، وتقديم خدمات ذات فعالية وعدالة للجمهور.

وقدم د. نايف جراد القائم بأعمال رئيس الاكاديمية الامنية ورقة عمل حول الامن كخدمة مجتمعية اشار خلالها ان هذا الموضوع جديد في مفهوم الامن، ولكنه اقرب الى علم الاجتماع، حيث الامن يقدم للمواطنين مثل الصحة والتعليم، وان المؤسسة الامنية يجب ان يتم تدريبها، وتصل هذه الرسالة بحيث يثق المواطن فيما تقوم به اجهزة الامن بـانه لمصلحتها، ومن ثم يلتف حول اجهزته.

واضاف ان التحدي الاول لعمل اجهزة الامن هو الاحتلال، لان مهمة توفير الامن تبقى منقوصة ما دام الاحتلال مستمرا ، اضافة الى وجود تحديات محلية متعلقة بالمجتمع الفلسطيني والسلم الاهلي، وتجاوز الانقسام.

وفي ختام المؤتمر قدم المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية الشكر لكل من ساهم في انجاح المؤتمر وخاصة وزارة الداخلية ومركز جنيف والأكاديمية الأمنية، مبديا استعداده في عقد المؤتمر كل عام، ليناقش كافة هموم الامن القومي الفلسطيني، املا ان يساهم هذا المؤتمر في المصالحة الفلسطينية، ودفع الاطراف للتوقيع على الورقة المصرية، وتجاوز كافة الخلافات من اجل المصلحة الوطنية العليا، والتي تصب في مجال الام القومي لمواجهة تحديات حكومة اليمين الاسرائيلية.

يذكر ان المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية المنظم للمؤتمر هو مركز وطني يهتم بالبحث في جوانب القضية الفلسطينية في بناء مجتمع من خلال ما يقدمه من بحوث و دراسات، ويتعاون مع العديد من المؤسسات الوطنية والاقليمية و الدولية من اجل تحقيق اهدافه ويركز في جميع نشاطاته على المستقبل كمحاولة استشراقية تشكل مقدمة لاي عمل مؤسساتي، ويعتمد التخطيط و البحث العلمي في عملية البناء في فلسطين.

وتقوم فكرة وفلسفة المركز على البحث مبكرا عن اجوبة لاسئلة كثيرة مطروحة في الحياة الفلسطينية، سواء على صعيد الدولة او المجتمع او الصعيد الاقتصادي والسياسي و الامني، وارتباط الكيان الفلسطيني وعلاقته بالمستقبل.