وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خربة الحمام: لا مياه..ولا طريق...وإعتداءات متواصلة من المستوطنين

نشر بتاريخ: 07/05/2010 ( آخر تحديث: 08/05/2010 الساعة: 00:36 )
طولكرم - تقرير معا - ينتظر اهالي "خربة الحمام " شمال طولكرم، تنفيذ الوعودات من الجهات الرسمية، والتخفيف من معاناتهم، والتسهيل عليهم، وبالتالي تثبيت صمودهم فوق ارضهم المهددة بالمصادرة، خاصة وانها تقع ما بين مستوطنتي "دوتان وحرميش ".

وقال الأستاذ محمد جالولي رئيس اللجنة المحلية للخربة لـ"معا" ان الخربة بحاجة الى تعبيد الطريق المؤدية اليها، والتي لا يمكن استخدامها سوى من قبل "التراكتور"، بالاضافة الى خط مياه، من اجل استخدامه للشرب من قبل المواطنين فيها، وللمواشي الموجودة في الخربة، خاصة وان ساكنيها يعتمدون على تربية المواشي.

واوضح جالولي ان اهالي الخربة كانوا سابقاً يزرعون الخضار، خاصة وان اراضي الخربة تتمتاز بخصوبتها وتميزها، الا ان قلة المياه وعدم توفرها بسهولة، جعلتهم يزرعون الاراضي بالزيتون، وتوجهوا الى تربية المواشي، واصبحوا يأتون بالمياه من " قرية النزلة الشرقية " القريبة بواسطة " التنكات " وقلاً على المواشي والتراكتورات.

واضاف جالولي، ان الخربة فيها (22) طالب وطالبة يعانون الويلات بشكل يومي قبل وصولهم الى مقاعد الدراسة، حيث يتم تجميعهم بشكل جماعي في الصباح الباكر، ووضعهم إما الى " التراكتور " او المواشي ونقلهم الى قرية النزلة الشرقية - 4 كيلو متر غرباً، وفي العودة كذلك، قائلاً : " تخيل المشهد وسط الأمطار والأحوال الجوية السيئة، وفي الصيف وتحت اشعة الشمس الحارقة.

واتهم الجالولي الجهات الرسمية بالتقصير، على الرغم من تنفيذ بعض الخدمات للخربة، موضحاً ان محافظ طولكرم العميد طلال دويكات زار الخربة واطلع على اوضاعها، وكتب ما شاهده ورفعه للجهات المختصة، كما ان مدير الحكم المحلي في طولكرم رائد مقبل قام بزيارة مماثلة، الى جانب رئيس مجلس قروي النزلة الشرقية علي كتانه.

واشار جالولي الى ان هذه الزيارات اثمرت عن توصيل الكهرباء للخربة، ولاول مرة منذ 50 عاماً، إلا ان هذا الأمر لا يكفي، وعلى الجهات الرسمية توصيل كافة الخدمات للخربة، لوضعها الخاص، والتهديد الذي تلاقيه يومياً من قبل المستوطنين وجنود الإحتلال، وتعرضهم لسكان الخربة، والمواشي، والمباني، مشدداً انه على الجهات الرسمية العمل على تثبيت صمود اهالي الخربة وتقوية وجودهم عل ارضهم.

وقال جالولي : " نحن في الخربة لا ننام الليل، خوفاً على اولادنا ومواشينا وبيوتنا من اعتداءات المستوطنين، وخاصة في هذه الأيام التي تشهد تصاعد للإعتداءات وارتفاع وتيرتها، موضحاً انه سبق وان قام المستوطنون بوضع السم للمواشي ونفوق خمسة منها، عدا عن هدمهم لبعض البركسات التي توضع فيها المواشي، ورمي الحجارة على منازلنا "، معرباً عن تخوفة من عملية انتقامية يقوم بها المستوطنون ضد اهالي الخربة احتجاجاً على استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ولتخريبها.

واوضح انه بين الحين والآخر يحضر المستوطنون على شكل مجموعات، ويؤدون طقوساً دينية بين منازل الخربة، وبشكل يستفز الاهالي، عدا عن رمي الحجارة على السكان وشتمهم.

بدوره، اوضح رئيس مجلس قروي النزلة الشرقية علي كتانه لـ"معا "، ان خربة الحمام تحتاج الكثير من الخدمات، وحتى اللحظة لم نتلق سوى الوعودات، بعد توفير الكهرباء، وارسال " تنكات مياه عدد 2، و3 بركسات للأغنام " لاهالي القرية من قبل الحكم المحلي وبجهود محافظ طولكرم، مشدداً ان ذلك لا يكفي وهي بحاجة لتثبيت سكانها وتقوية وجودهم.

وتحدث كتانه عن معاناة كبيرة وحقيقية يواجهها الاهالي بشكل يومي، وبعيداً عن معاناة طلبة المدارس والتنقل، هنالك معاناة نقل المرضى، موضحاً انه عندما يشكوا اي من سكاني الخربة يصعب نقله الى المستشفى بالسرعة الممكنة بسبب الطريق الغير صالحة والصعبة، داعياً الجهات الرسمية الى مزيد من الدعم للخربة، ولزيارتها والاطلاع على احتياجات سكانها.

يشار هنا الى ان خربة الحمام تقع اقصى شمال محافظة طولكرم، وتبعد عن قرية النزلة الشرقية مسافة 4 كيلومتر، تحدها من الجنوب بلدة كفر راعي التابعة لمحافظة جنين، ومن الشمال الشرقي بلدة يعبد ايضاً من جنين، ومن الشمال الغربي مستوطنة حرميش، ومن الشرق مستوطنة دوتان، فيها منطقة رومانية قديمة تسمى " خربة الحمام " وهي مبنى قديم جداً لم يتبق منه سوى حجارته المنتشرة.

عدد منازل الخربة ثمانية، وعدد سكانها 70 نسمة، وهم يتبعون لعائلة واحدة وهي " الجالولي " بقي على وجودهم فيها قرابة الــ 50 عاماً، هم لاجئون من قيساريا داخل الــ 48.