|
تمهيدا للتصعيد: مبايعة شاملة لاتحاد الموظفين العرب في وكالة الغوث
نشر بتاريخ: 08/05/2010 ( آخر تحديث: 08/05/2010 الساعة: 12:04 )
نابلس - معا- اختتم اتحاد العاملين العرب في وكالة الغوث بالضفة الغربية مؤتمراته الثلاثة التي عقدها في مناطق عمليات الضفة الغربية ابتداء من 4ولغاية 6-5-2010، في منطقة نابلس ووسط الضفة الغربية وأريحا ومنطقة الجنوب في الخليل وبيت لحم تحت عنوان "الأمن الوظيفي للعاملين هو أغلى ما نملك ولن نتهاون بحقنا في الدفاع عنه وحماية العاملين بكافة الوسائل".
ويأتي هذا المؤتمر بالتزامن مع نزاع العمل الذي أعلنه اتحاد العاملين العرب في وكالة الغوث في 29 نيسان المنصرم والقاضي بإعطاء وكالة الغوث مهلة 21 يوما للدخول في نزاع العمل ردا على ما وصفوه بسياسة الوكالة الرامية إلى إضعاف الاتحاد والعاملين، في الوقت الذي يؤكد فيه اتحاد العاملين إصراره على حماية كرامة العاملين وإنهاء تكريس نهج "الإرهاب الوظيفي" و"التعسف" في استخدام السلطة وانتهاك القوانين من اجل تبرير إجراءات تمس كرامة العاملين من كافة فئات العمل الوظيفي من العمال وموظفي الخدمات والمعلمين، في الوقت الذي حاول فيه الاتحاد كما ورد في البيان، أن يبقي الباب مفتوحاً للحوار ولكن الإدارة كانت تزداد تشدداً وتهديداً للاتحاد. ويذكر بأن المؤتمر العام لاتحاد العاملين العرب في وكالة الغوث والذي عقد على مدار ثلاثة أيام في الشمال والوسط والجنوب ويليه رئاسة وكالة الغوث في القدس، جاء وفق الرؤية الشاملة للعاملين ليتطرق إلى القضايا الهامة التي تخص الموظفين وأبرزها الأمن الوظيفي وكرامة الموظفين في أعقاب القضية الأخيرة المتعلقة بالتحقيق غير القانوني الذي مورس ضد بعض الموظفين في مدرسة شعفاط والذي اعتبرها الاتحاد الشرارة التي أطلقت لب وعمق المشكلة بين الاتحاد وإدارة الوكالة، وقضية المعتقلين الذين يتم إيقافهم عن العمل وحرمان العديد منهم من لقمة عيش أبنائهم، وملف الطوارئ والعقود المحدودة الأجل (LDC)، وملف العلاوة التي تم إقرارها لبعض العاملين في قسم الصحة، وهذا ما باركه الاتحاد كما أعلن سابقاً. واوضح الاتحاد انه تم إغفال قسم كبير من العاملين في بقية القطاعات وخاصة في أوساط الخدمات والعمال، كما وشمل المؤتمر قضية التصنيف الوظيفي الجديد والتطوير التنظيمي الذي طالب الاتحاد بضرورة معاملة جميع الوظائف بالعدل والإنصاف والمساواة وكسر الفجوة بين جميع الوظائف، هذا وقد بدأت فعاليات المؤتمرات الثلاثة بالترحيب والإشادة من قبل المتحدثين في الحضور الجماهيري الكبير الذي دل على وعي الموظفين والتفافهم حول اتحادهم في موقف اعتبر بالمبايعة المطلقة للاتحاد حيث بلغت نسبة المشاركة من العاملين في المؤتمرات أكثر من 95 بالمئة. وقد افتتحت فعاليات المؤتمرات بتلاوات عطرة من القرآن الكريم، ثم وقف الحضور دقيقة صمت وحداد على أرواح الشهداء. وفي كلمات شاملة وجهها الدكتور شاكر الرشق رئيس اتحاد العاملين استعرض فيها كافة القضايا البارزة التي هي محور المؤتمر مؤكدا على قوة وصلابة الاتحاد في مواجهة سياسة وكالة الغوث والتي تدفع العاملين للمواجهة، ثم استعرض مجريات القضية المتعلقة بالإرهاب الوظيفي، وتحدث عن قضية التطوير التنظيمي وإعادة تصنيف الدرجات وحذر من سياسة التفاوت في دفع الأجور. كما دعا المؤتمرون إلى الثقة الكاملة بالاتحاد على أنه القادر على حماية مصالحهم وحقوقهم متعهدا بمواصلة العمل ضد السياسة الممنهجة التي تتبعها وكالة الغوث والرامية إلى تقييد الاتحاد، وتطرق إلى مواقف نائب مديرة العمليات والتي تهدف إلى التضييق على الاتحاد وحصره بصفته ممثلا شرعيا للموظفين وحائزا على الثقة الكاملة ودعاهم إلى احترام أصغر موظف في وكالة الغوث في رد منه على مواقف سابقة لنائب المفوض العام لا ترقى إلى مستوى هذا لموقع كما ورد في بيان الاتحاد. واستعرض المؤتمرون العديد من المواقف التي كانت سببا في تصعيد الأزمة وتفاقمها في الأونة الأخيرة ومنها محاولة ضرب الانتخابات ومحاولة شق صفوف الموظفين ودمج المعاهد وغيرها من القضايا الهامة، وأضاف بأننا أصحاب هذه الأرض ولدنا بها ولنا الحق في العيش عليها وليس لأحد الوصاية علينا. وأشار الدكتور شاكر الرشق إلى موقف الأقطار الذين تزامن اجتماعهم من خلال الفيديو كونفراس مع أولى جلسات المؤتمر حيث وجهوا رسالة عاجلة للمفوض العام والتي مفادها بأن جميع الأقطار تنظر بعين الخطورة لما يجري ولن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء هذه الأحداث التي تحصل في إقليم الضفة الغربية مطالبين إياه باجتماع عاجل وفوري. وفي دوره أشار الأستاذ جمال عبد الله رئيس اتحاد المعلمين في وكالة الغوث إلى شريعة الغاب وتحكم الأهواء الشخصية حيث أن هناك الكثير من الحالات التي تنتظر حلولا لقضاياها ولم يتم النظر إليها كما أشار إلى مايحدث في برنامج التعليم من تقليص في وظائف التعليم المساند، وتشعيب الصفوف فوق 40 ، وإلغاء التفريغ للمعلمين المتخصصين والتقليص في المعاهد وتوزيع بعض معلميها على المدارس وإفراغ مركز التطوير التربوي من محتواه، ودمج معهدي الطيرة ودار المعلمين مما سينتج عنه خطر وظيفي على بعض المعلمين، والخطط العلاجية والاستشفائية المتكررة خلال السنوات الماضية، لجان التفتيش التي تقلل من شأن الجهود التي تبذل من المعلمين. وأما أخطر ما فرض هي وثيقة العقاب البدني ETI والتي تصف المعلم بالجلاد والخارج عن القانون وتتيح للطالب في النهاية الاعتداء على معلمه لشعوره بالحصانة وأن من أمامه من معلمين لا قيمة لهم حيث حصلت هذا العام حوادث اعتداءات من الطلاب على معلميهم نتيجة شعور الطالب بالأمان المطلق ولا قيمة لأحد أمامه في ظل هذه القوانين الصارمة التي تستهدف لقمة عيش المعلم وتساءل أين إسلامنا الحنيف من هذه الوثائق ؟ وفي النهاية قال بأن قوة الاتحاد تنبع من قوة الموظفين وصمودهم وطالب الجميع بالصبر والثبات حتى يتحقق الأمن والكرامة لكل الموظفين. كما تحدث خلال اللقاءات ممثلو القطاعات في اتحاد العاملين العرب حيث قالت هناء حمد عضو اتحاد العاملين في كلمة لها عن قطاعي الخدمات والعمال والتي أجملتها بثلاث نقاط أولها: إحقاق كرامة وحرية الموظف ومواجهة الإرهاب والتعسف الوظيفي والتخويف من قبل إدارة الوكالة، وثانيها : إنصاف وعدالة لكافة العاملين في القطاعات الثلاثة في استراتيجية التصنيف الوظيفي وليس الحراك بطريقة انتقائية، وثالثها : زيادة الكادر للعمل بوظائف ثابتة لا الاستعاضة عنها بعقود مطفشة ومستجدة لا ندري ما هي أهدافها والغاية منها. وفي كلمة للأستاذ ناصر أبو كشك ممثلا عن قطاع التعليم وجهها لجموع المؤتمرين حيث طالبهم بعدم التعاطي مع بيانات إدارة الوكالة وتحدي قراراتها الجائرة واستقاء المعلومات من الاتحاد مباشرة من خلال بياناته الرسمية وموقعه الالكتروني وأعضائه ودعاهم إلى الالتفاف والوقوف خلف اتحادهم فهو الأقدر على حمايتهم وتحصيل مطالبهم مهما تنكرت لها إدارة وكالة الغوث. هذا وقد شارك في فعاليات المؤتمر العام ممثلون عن مؤسسات المجتمع المدني وأعضاء في المجلس التشريعي وأعضاء اللجان الشعبية والمكتب التنفيذي للاجئين وممثلين اتحاد نقابات عمال فلسطين وفصائل العمل الوطني وكافة النقابات العمالية وعلى رأسها اتحاد النقابات المستقلة. ومن نابلس قال أحمد ذوقان رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم بلاطة وممثل اللجان الشعبية في شمال فلسطين بأن ما تمارسه وكالة الغوث لهو بمثابة الارهاب بعينه وأن كل من يمارس الضغط على اللاجئين ويحارب قضاياهم لهو زائل لا محالة كما زال سابقيهم في إشارة منه إلى كبار المسؤولين العرب في وكالة الغوث والذين يمارسون دورا سلبيا من أجل التمترس خلال كراسيهم وبيع المواقف إلى إدارة وكالة الغوث على حساب اللاجئين، وتطرق إلى قضية التعاون بين السلطة الفلسطينية ووكالة الغوث حيث لا يوجد هناك تعاطي ايجابي وتواصل فعال من قبل الوكالة مع السلطة من أجل المساهمة في حل مشاكل اللاجئين، ثم أطلق رسالة تأييد للعاملين في وكالة الغوث وأعلن عن وقوف اللجان الشعبية للخدمات إلى جانب مطالب العاملين العادلة وخاصة ما يتعلق بالأمن الوظيفي لهم. ومن رام الله قال طه البس مدير عام المكتب التنفيذي للاجئين والممثل للجان الشعبية في مخيمات الضفة الغربية اسمحوا لنا بأن نعلن عن تضامننا في مخيمات اللاجئين ووقوفنا معكم في مواجهة سياسة "الإرهاب الوظيفي" والتي تمارسه بعض "الفئات المستعربة في وكالة الغوث"، وأعلن عن أن اللجان الشعبة إذ تدين ما تمارسه إدارة التعليم في وكالة الغوث اتجاه الموظفين تعلن قرارها البدء بتنفيذ العديد من الفعاليات التضامنية في مواجهة هذه السياسات والتي تتضمن فعاليات عامة في المخيمات الفلسطينية بالضفة الغربية ورسالة عاجلة من المكتب التنفيذي للسلطة الوطنية الفلسطينية لتراقب أداء وكالة الغوث لأنها لا تعلم عن ممارسة الوكالة ضد اللاجئين والتي وصفها بالجرائم. ومن رام الله وبيت لحم تحدث محمود زيادة (أبو المجد) عضو المجلس التنفيذي لاتحاد النقابات المستقلة متسائلا عن المعايير والقوانين التي تحكم عمل وكالة الغوث، وقال نحن معكم وندعمكم ونقف إلى جانبكم في نزاعكم ومطالبتكم لحقوقكم من وكالة الغوث. ثم تحدث الدكتور محمد العبوشي عضو قيادة المبادرة الوطنية وأشاد في الهيئة العامة لاتحاد العاملين العرب وقال بأنني لم أر هذا الإجماع والالتفاف والالتزام في أية نقابة أخرى، وأطلق الدعم والتأييد لاتحاد العاملين في مطالبه ونقل تحيات الدكتور مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية لكافة الموظفين في وكالة الغوث. ومن بيت لحم ومن قاعة الفينيق التابعة للجنة الشعبية لخدمات مخيم الدهيشة تحدث أبو خليل اللحام عضو المجلس التشريعي الفلسطيني مستعرضا تقليصات وكالة الغوث في خدماتها الموجهة لجموع اللاجئين داعيا كافة اللاجئين للدفاع عن قضاياهم ومحاربة سياسة التقليص الممنهجة التي تتبعها الوكالة، كما وأشار إلى طرح كافة الإشكاليات بين وكالة الغوث واللاجئين وكافة موظفي وكالة الغوث على مجلس الوزراء الفلسطيني، إضافة الى دعوته إلى تشكيل لجنة مشتركة مع اتحاد العاملين العرب للوقوف والتصدي لكافة سياسات وكالة الغوث. وفي مجمل رده على تساؤلات الموظفين في كافة أماكن انعقاد المؤتمر أكد الدكتور شاكر الرشق بأنه لا وجود لأية خلافات شخصية مع أي من مسؤولي وكالة الغوث لأن مستوى الأزمة الراهنة أكبر من أي حدث وأن الاتحاد ماض في قراراته وبالتنسيق مع جميع الأقطار للوقوف والتصدي في وجه المخططات الرامية إلى تركيع الموظفين والنيل من كرامتهم ومحاربتهم في لقمة عيش أطفالهم ودعا كافة المؤتمرين للاستعداد للمواجهة الشاملة مع إدارة الوكالة حيث أنها هي من بدأ الأزمة وهي من يستمر بتصعيدها، وقال :" لم نقطع يوما سبل الحوار ولكن إدارة الوكالة بتصلبها وتشنجها هي التي تسوق المزيد من التصعيد وعدم الاستقرار لأن الأمر حينما يتعلق بكرامتنا فهذا خط أحمر". وفي تعقيبه على قضية فصل مدير مدرسة شعفاط الأستاذ أيمن الرمحي قال :" لدينا الوثائق والاثباتات اللازمة من المجتمع المحلي والتي سنعرضها لتدلل على الاستهداف المبيت لموظفينا من قبل إدارة الوكالة". وفي نهاية المؤتمر العام وجه المجتمعون رسالة صريحة لاتحاد الموظفين مفادها الوقوق خلف الاتحاد في مواجهة سياسة وكالة الغوث وأن اتحاد العاملين العرب هو الممثل الشرعي للموظفين وهو الضمانة لحقوقهم ومطالبهم داعين الاتحاد إلى عدم التراجع والمضي قدما لأن خلفه قاعدة صلبة لن تخذله ولن تتهاون في تحقيق الكرامة والأمن الوظيفي. وعلى هامش انعقاد المؤتمر العام لاتحاد الموظفين عقدت العديد من اللقاءات النقابية والشعبية مطالبة وكالة الغوث الكف عن سياساتها تجاه موظفيها حيث ناقشت الامانه العامة للاتحاد العام لعمال فلسطين في اجتماع خاص واستثنائي في مقرها في رام الله الوضع الخاص بالعاملات والعاملين في وكالة الغوث، وموقف اتحاد العاملين في الوكالة في قطاعاتهم الثلاثة المعلمين والعمال والصحة. وأكدت الامانة العامة في اجتماعها على تأييد موقف الاتحاد في دفاعه عن مصالح جموع العاملين، وطالبت الوكالة بالاستجابة للمطالب النقابية والاجتماعية والوظيفية للعاملين، وبالالتزام بالمعايير والأسس التي حددتها المنظمات الدولية، ومنها معايير منظمات العمل العربية والدولية، وبتطبيق مبادئ الحوار الاجتماعي والاتفاقات وعقود العمل الجماعية. وأكدت أن الاتحاد العام لعمال فلسطين سيعمل على نقل مطالب العاملين إلى عموم فروع ونقابات الاتحاد داخل الوطن وخارجه، وسيبذل كافة الجهود من أجل الاستجابة لمطالب العاملين العادلة. وهذا وسيستمر انعقاد المؤتمر العام في منطقة رئاسة القدس ( الشيخ جراح ) يوم الاثنين القادم الموافق 10-5-2010 لتكون نهاية المؤتمرات هي بداية التصعيد في حال استمرار الوكالة بتنكرها وتجاهلها ومضيها في تكريس نهج الإرهاب الوظيفي. |