وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جعارة: الذكرى الثامنة للمبعدين الأكثر إيلاما

نشر بتاريخ: 10/05/2010 ( آخر تحديث: 10/05/2010 الساعة: 18:02 )
بيت لحم- خاص معا- بعد ثماني سنوات على الابعاد إلى ايرلندا، يجد جهاد جعارة نفسه أكثر تفاؤلا بعد أن تمكنت السلطة الفلسطينية من حل جميع المشكلات التي عانى منها المبعدون في الدول الاوربية من توفير للسكن ودفع الايجارات ومتطلبات الحياة، في ظل وعود قطعتها السلطة على نفسها بوضع ملف المبعدين على رأس أولوياتها في المفاوضات مع اسرائيل.

ورغم أن جعارة، وهو ناطق باسم المبعدين إلى اوروبا، "لا يثق باسرائيل ووعودها"، إلا أنه لا يخفى التغيير في نبرة حديثه، الذي اعتاد أن يكون مثقلا بالهموم والشكوى من ضيق العيش في المنفى.

ويرى أن الذكرى الثامنة للإبعاد أكثر إيلاما مما سبقها من ذكريات، لفقدان زميل الابعاد عبد الله داوود "أبو يوسف"، الذي وافته المنية قبل أكثر من شهر في العاصمة الجزائرية، وقال: "كنا نتمنى أن يعود لاحضان أهله على أرض فلسطين مترجلا وليس في تابوت، لكن هذا قدر الشعب الفلسطيني والأحرار من المناضلين الذين قدموا انفسهم من أجل هذا الشعب العظيم".

ويُقيِّم جعارة اهتمام السلطة بالمبعدين بالممتاز، ويمتدح موقف القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض ورئيس دائرة شؤون المفاوضات في "م.ت.ف" د. صائب عريقات، الذين يتواصلوا عبر الاتصال الهاتفي مع المبعدين، وقال: "السلطة لم تتخل عن المبعدين وقامت بتسوية الوضع بخصوص السكن والوضع المالي للمبعدين".

وفي رده على سؤال إن كان يتفاءل بالعودة إلى أرض الوطن في ظل الاعلان عن بدء المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، أبدى جعارة ثقته بالقيادة الفلسطينية "دائما يتصل بنا د. صائب عريقات ويبلغنا أن قضيتنا على رأس اولويات القيادة الفلسطينية مع الجانب الاسرائيلي، ولكن العقبة من قبل الاحتلال الذي لا يريد إعطاء الشعب الفلسطيني حريته وحقوقه".

وحول تفاصيل الصفقة التي أبعد بموجبها 39 مناضلا من كنسية المهد في بيت لحم إلى الدول الاوروبية وقطاع غزة، قال جعارة "جاءت قضية الابعاد نتيجة ظروف قاهرة على الجميع، المبعدين والقيادة التي كان يحاصر رئيسها الشهيد الراحل أبو عمار، وكما أبلغنا تم الاتفاق على الابعاد إلى الخارج وإلى قطاع غزة إلى حين النظر في قضيتنا من خلال المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي".

وبعد ثماني سنوات على الإبعاد، نجح المبعدون في التأقلم على العيش حيث ساقهم الابعاد، فكل منهم أصبح الآن يجيد لغة البلد الذي يقيم فيه، مثل اللغة الايطالية والاسبانية، والانجليزية التي تعلمها جهاد وزميله رامي الكامل، إضافة إلى بعض الدورات التعليمية، ويقول جهاد: "نستغل فترة الابعاد لتطوير انفسنا حتى نخدم أبناء شعبنا بعد العودة من الابعاد".

وأضاف "إذا اعتقد الاحتلال أن ابعادنا تدمير لنا فهو واهم.. صحيح أنه مؤلم خاصة وأن الانسان يبتعد عن أهله وأصدقائه ووطنه، ولكن نحمد الحمد الله أن ربنا أعطانا الصبر والشجاعة للشعب الفلسطيني".