وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لعبة التنس الأرضي اليتيمة، هل من أب يتبناها؟

نشر بتاريخ: 11/05/2010 ( آخر تحديث: 11/05/2010 الساعة: 18:11 )
ضمن أسبوع إسلامي بيت لحم الرياضي، احتضنت ملاعب جامعة بيت لحم نهاية الأسبوع الماضي بطولة نادرة في لعبة التنس الأرضي للفئتين تحت سن 14 و 18 سنة. ولقد كان لافتاً للإنتباه الدافعية والحماس المرتفعين الذين تميز بهما هؤلاء الأشبال والشباب من كلتا الفئتين، فقد حضروا منذ الصباح الباكر بحقائبهم الرياضية ومضاربهم التنسية المتواضعة، يحدوهم الأمل بأنهم سيصبحون يوماً أبطالاً في التنس الأرضي يمثلون فلسطين ويتزينون بعلمها.

ولقد تشرفت شخصياً بالمشاركة في الإشراف على هذه البطولة إلى جانب صديقي الدائم والأب الروحي للعبة الأستاذ عيسى رشماوي خاصةً في ظل غياب الزميلة سمر الأعرج بسبب السفر إلى ألمانيا. ومن خلال متابعتي لأحداث البطولة، أود أن أسجل الوقفات التالية:

أولاً) تحتاج اللعبة إلى ما يعززها من الثقافة الجماهيرية، على الصعيدين الشعبي والرسمي. فعلى خلاف الألعاب الجماعية ككرة القدم، السلة، أو الكرة الطائرة تعد لعبة التنس الأرضي لعبة فردية أو زوجيةً في أحسن الأحوال. ومن هنا، لا تعطى إهتماماً، على الصعيد المدرسي أو الجامعي، كتلك الألعاب الجماعية الأمر الذي يحول دون نشر ثقافة اللعبة من قوانين وأنظمة وأدوات رياضية.

وعلى ما يبدو فإن أمام القائمين على اللعبة تحدٍ واضح: كيف يمكن نشر ثقافة اللعبة في المجتمع الفلسطيني الذي لا يعرف عنها الكثير؟ وأعتقد أن الإعلام بكافة أشكاله، كالبرامج الرياضية في التلفزيون الفلسطيني أو الصفحات الرياضية في الصحف المحلية، يمكنها أن تسلط مزيداً من الضوء على اللعبة.

ثانياً) هناك قطيعة واضحة بين إتحاد التنس الأرضي واللجنة الأولمبية الفلسطينية التي تضم تحت عباءتها كافة الإتحادات الرياضية. وقد سألت الأستاذ عيسى رشماوي، رئيس إتحاد التنس الأرضي، معاتباً عن سبب هذه القطيعة، فقال بالحرف الواحد: "لقد طلبنا إجتماعاً مع اللجنة الأولمبية الفلسطينية ولكن طلب منا أن نقدم تقريراً مالياً وإدارياً".

ولما سألته عن سبب عدم قيام الإتحاد بذلك تساءل: أين هو الدعم المالي أو المعنوي الذي قدم للإتحاد لكي نقدم فيه تقريراً؟ وبغض النظر عما قاله رئيس الإتحاد، أو ما يمكن أن ترد به اللجنة الأولمبية التي لا يجوز لنا التجني عليها دون معرفة وجهة نظرها في الموضوع، فإنه يحدوني أمل كبير بتطوير هذه العلاقة لكي نرى في المستقبل القريب ملعباً أو إثنين في كل تجمعٍ فلسطيني لنبقي باب الأمل مفتوحاً أمام أبنائنا وبناتنا.

ثالثاً) على الرغم مما تقدم، سواءً من حيث عدم وجود ثقافة داعمة للعبة أو من حيث غياب المظلة الرسمية لها، فلقد شاهدت بأم عيني أطفالاً يحتضنون مضارباً لا يختلف يزيد طول قامتهم عن طولها كثيراً! ولقد شد إنتباهي العديد من اللاعبين الذين لم يبلغوا الثالثة عشرة، ومنهم عيسى، أحمد، إيهاب، وخالد! والجميل في الموضوع أنهم يعرفون قوانين اللعبة وقواعدها جيداً إلى جانب مستواهم الفني الذي يبشر بمستقبل واعد.

وقد سرني أكثر قدرتهم على إدارة مبارياتهم بأنفسهم دون حكام الأمر الذي عزز لديهم الثقة بالنفس إلى جانب تقبل الآخر وإحترام رأيه.

خلاصة القول، أن لعبة التنس الأرضي من أجمل الألعاب وأرقاها على الصعيدين البدني والنفسي ولها جمهور فلسطيني لا بأس به مع أنه لا يمارس اللعبة ولا يعرف قوانينها. لكنها يتيمة بكل ما في الكلمة من معنى، وحتى نرعى أبطالاً صغار السن يحدوهم الأمل بأن يصبح أحدهم " نادال الفلسطيني" كما قالوا لي، فإن اللعبة تحتاج إلى تبنٍ كامل ورسمي من اللجنة الأولمبية الفلسطينية أسوةً ببقية الألعاب، وكل ثقة بأن يضع رئيس اللجنة الأولمبية اللواء جبريل الرجوب هذه اللعبة المهمشة على سلم أولوياته كما هو العهد به دوماً.

***بقلم: د. حسن عبد الكريم – جامعة بيرزيت