وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاحتراف علـى كــرسي الاعـتـراف !! بـقـلـم:مـنـذر قــريــع

نشر بتاريخ: 12/05/2010 ( آخر تحديث: 12/05/2010 الساعة: 19:16 )
أخر المصطلحات الجديدة الواردة والوافدة على الرياضة الفلسطينية مصطلح ( الاحتراف) أو دوري المحترفين، والعزم معقود على المباشرة به الموسم الرياضي القادم، هناك من هلل ورحب من الأندية التي كان لها شرف أن تكون من ضمن صفوة الأندية المحترفة في فلسطين، وهناك من زمجر وغضب، لأنه لم يكن مع الصفوة، قد يكون ظلم البعض، ولكن ضحك الحظ للغالبية، الذين هم دون فئة الصفوة بالمسمى فقط، وحصل البعض على تصنيف، لم يكن يراوده في أحسن الأحلام.

تم تعقب ورصد الاحتراف، والإيقاع به واقتياده إلى جهة مجهولة، واخضع إلى تحقيق صعب وطويل، تمكنت الأجهزة الراصدة في النهاية، من نزع العديد من الاعترافات الخطيرة منه، ارتأت هذه الأجهزة أن تنشر جميع الاعترافات التي أدلى بها الاحتراف، حتى يأخذ جميع المعنيين حذرهم منه، ويتعاملون معه بالطرق الصحيحة والسليمة، والوقاية خير من العلاج.

سؤال: عرفنا على نفسك في كرة القدم؟
وما الذي يميزك عن غيرك(الهاوي)؟
أنا اللغة التي تتحدث بها كرة القدم في الوقت الراهن، أنا من يلعب دورا مهما في النهوض بعملية التطوير في عالم الساحرة المستديرة.
أنا المصطلح العصري لهذا العصر وهو (الخصخصة) أي عدم الاعتراف بالشمولية أو الازدواجية في العمل، أنا الذي ساعد العلماء في أن يكتشفوا، أن تركيز الإنسان حول عمل معين يجعله ينتج بكفاءة اكبر.
أنا اللاعب الذي يتقاضى مبالغ مالية كرواتب أو مكافآت، عدا عن النفقات الفعلية المترتبة على مشاركتي في اللعب مثل نفقات السفر والإقامة والطعام والسكن والتأمين والتدريب، بموجب عقد محدد المدة الزمنية بيني وبين المؤسسةالرياضية، مقابل ممارسة لعبة كرة القدم مع هذه المؤسسة، ضد المؤسسات الأخرى.

أما اللاعب الهاوي، فهو لا يمارس الرياضة على إنها مهنة أو نشاط رئيسي في حياته بل للمتعة والتسلية، ولا يحصل على أي مكاسب أو مردود مالي جراء ممارسة الرياضة، أما أنا فممارسة الرياضة تعتبر مهنة أساسية في حياتي وجواز سفري، إذ يشكل الكسب المادي من الرياضة مصدر الرزق الوحيد والرئيسي بالنسبة لي،وأمارسها بصفة منتظمة ومستمرة، وعلي أثبات ذلك، لان ذلك من الشروط الأساسية في عملي ومهنتي.

سؤال:كيف ومتى وأين ولماذا ظهرت؟
بزغ نجمي في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وكان عبر أندية الدول الأوروبية الغنية، حيث استغلت هذه الأندية الإمكانيات البشرية الموهوبة وزهيدة الثمن، في دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا واسيا، والتي يعاني غالبية مواطنيها من الفقر والبطالة والدخل المتدني وعدم الاستقرار السياسي، وقد حققت بعض الأندية نتائج لافته بعد ضمها للعناصر الموهوبة.

أصبح هناك سماسرة للرياضة، في دول أوروبا، تمكنوا من تحويل الرياضة إلى تجارة، عبر بيع وشراء اللاعبين والمدربين والأندية، واحتكار لحقوق البث التلفزيوني، والترويج الإعلامي، ومحطات التلفزة الخاصة بالأندية، وأصبحت الرياضة هدفا ووسيلة لجني المال من قبل جميع شرائح المجتمع وتحديدا طبقة الأثرياء، ونرى المسابقات والانتساب والرسوم الخاصة بهما، والأدوات والمعدات الرياضية، التي يسعى كل شخص ليكون له نصيب منها ومن عوائدها. ودخلت الرياضة عالم البورصة والأسهم، وظهرت الشركات الخاصة بتداول وترويج وبيع أسهم الأندية المختلفة.

سؤال:
من يرتبط معك من الدول العربية ومنذ متى؟
ومن يطلب الارتباط معك؟
تعتبر مصر أول دولة عربية ترتبط معي، وكان ذلك بعد وصولها إلى نهائيات كأس العالم في العام1990، ثم سوريا في العام 2003 وحصل نادي الجيش على أول لقب للمحترفين، ثم السعودية في عام 2008 وحصل الاتحاد على البطولة، وبعدها الأردن وحصل نادي الوحدات على اللقب، ثم الإمارات وحصل نادي الأهلي على اللقب وهناك تونس وعدد من الدول الأخرى.

في حين ستبدأ الجزائر بتطبيق الاحتراف في شهر أيلول القادم 2010، واليمن سيبدأ في العام 2011.

سؤال:
لماذا تأخر ارتباط الدول بك؟
وما هو هدفها من الارتباط؟
تأخر الخوض في هذا الموضوع، بسبب الإمكانيات المادية الكبيرة التي تحتاجها الرياضة للارتباط بي، وهناك عدد من الدول سعت إلى ذلك بغية تحقيق بعض الأهداف ومنها:
• يمثل ذلك وسيلة لجذب اللاعبين الأجانب إلى بعض الدول العربية، والسعي إلى تجنسيهم والزج بهم ضمن منتخباتها الوطنية، طمعا في تحقيق انجازات عربية أو قارية أو عالمية.علما أن دولا غير عربية سعت إلى هذا الهدف وحققت ما تريد، وخير دليل على ذلك اللاعب زين الدين زيدان مع منتخب فرنسا.
• تحقيق مكاسب مالية للأندية، عبر النشاطات التجارية والإعلامية.
• زيادة قاعدتها الجماهيرية، عبر استقدام لاعبين عالمين وهذا يساهم في زيادة الإيرادات المالية للأندية، من خلال الانتساب.

سؤال:
ماذا يلزم من استعداد للعمل معك؟
وهل منك مناص؟
عليك أن تعلم انه لا مناص مني، إن عاجلا أو آجلا، كيف لا وأنا امثل التحديث والتنظيم والتوقيت، لي أبعادي ومزاياي وفنوني، أنا رمز التفاعل بين الرياضيين والهيئات الرياضية، والصناعة والتجارة والحكومة، أنا من يؤمن بالعقل والعمل لا وجود للعاطفة عندي. واقعي يعني، الاستعداد الرسمي والشعبي لقبولي والعمل بي، يجب أن تكون المساهمة الرسمية التي تمثلها الحكومة خطوة مهمة على تشجيع الاحتراف؛
تتبعها مساهمات كبار التجار والشركات والمصانع الوطنية. فالمطلوب إتمام دورة تفاعلية بين اللاعب والمؤسسة والقطاع الصناعي والتجاري والحكومي لتحقيق الاحتراف، وان مدى قناعة وتقبل مبدأ الاحتراف على المستوى الشعبي هو التكملة المطلوبة والمهمة على مستوى التفاعل.

سؤال:
هل يجوز شرعا للإنسان أن يأخذ أجرا كبيرا يحسده عليه أساتذة الجامعة، وكبار الأدباء بحجة الاحتراف؟ (قل أعوذ برب الناس)، أجاب فضيلة الدكتور الشيخ يوسف عبد الله القرضاوي على هذا السؤال فقال: إن هذا يتبع المصلحة العامة للشعب وللوطن، فإذا كان أهل الرأي والخبرة والحكمة يرون أن هذا التفريغ لازم للنهوض باللعبة، والرقي بمستواها، وتوريثها من جيل لجيل، وأن ترقى اللعبة في البلد إلى مستوى المنافس مع الدول الأخرى، فلا مانع حينئذ من الاحتراف في إحدى هذه الألعاب، إذا كان الشخص مؤهلا لذلك، قادرا على أن يؤدي دورا ينفع به الناشئين من أهل بلده، الذين يتعلمون منه ـ بالقول والفعل والأسوة ـ ما ينفعهم، ويرفع من شأن وطنه وأمته في مجالات التنافس الدولي.على أن يكون ذلك بقدر وحساب يرجع فيه إلى أهل الاختصاص الثقات المأمونين، بحيث لا يطغى جانب على جانب، كما هو المشاهد في الكثير من بلادنا.

فيغدق على بعض الجوانب إلى حد الإسراف، وتحرم بعض الجوانب من الحد الأدنى الذي تفرضه الضرورة. وبعد رد فضيلته لا رد عندي... سؤال:من خلال خبراتك، هل نأخذ تجارب الآخرين ونطبقها عندنا كما هي في مجال الاحتراف؟ يجب تحديد القواعد والأسس التي تقودنا خطوة بخطوة نحو التطبيق المثالي للاحتراف, بعض الخبراء ينظرون إلى تجارب الآخرين على أنها عين الصواب، وهذا عين الخطأ، فلكل مجتمع أزياؤه الخاصة التي تناسبه، وتليق بجماله، أما أن نستورد كل الخطط والبرامج، ونحاول تطبيقها دون حتى النظر إلى قوانين المجتمع وعاداته وتقاليده وظروفه الاقتصادية والسياسية، فهذا خطأ كبير، أحذركم ونفسي الخطاءة من مغبة الوقوع به. سؤال: ما هي السلبيات والايجابيات التي تتحملها المؤسسات والمجتمعات والأفراد بسببك؟ دعنا نتحدث عن بعض الايجابيات التي يمكن أن ترى أثرها على الأفراد والمؤسسات والمجتمعات:

• زيادة الدعم والاهتمام الحكومي للمؤسسات الرياضية، عبر إقامة المنشآت الرياضية، وهذا يؤدي إلى تقليل البطالة في المجتمع بشكل عام، وإيجاد متنفس للمواطنين غير الرياضيين عبر ارتياد هذه المنشآت.
• تطوير الأندية، من خلال فتح أفاق الطموح والتميز والتفوق.
• الرياضة مصدر رزق للعديد من الأفراد (لاعبين، مدربين، أطباء، مسعفين، قطاع النقل، الأدوات والمعدات الرياضية....).
• هناك دول عديدة تطور اقتصادها من وراء الرياضة، وخير دليل البرازيل.
• خلق أجواء من المنافسة بين اللاعبين، وهذا يعود بالخير على المنتخبات الوطنية لتحقيق نتائج في المسابقات العالمية والقارية.
• العوائد المالية للمؤسسات الرياضية التي ينتمي إليها اللاعب المحترف.
• ساهم الاحتراف في ظهور الإداري والمسعف والطبيب والمعالج المحترف أيضا، وظهر الطب الرياضي التخصصي ولكل ثمنه.
• الاهتمام الإعلامي العالمي بالنشاطات الرياضية وطلب رعاية هذه النشاطات، مما تمثل رسالة الدولة ولغتها التي تفهما جميع شعوب العالم.

أما السلبيات المتوقعة نتيجة الاحتراف فهي:

• زيادة التطرف والتعصب الأعمى لدى اللاعبين والجماهير في المؤسسات الرياضية.
• تحول الرياضة إلى تجارة والابتعاد عن معانيها السامية، وأهمها القيم الإنسانية.
• غياب الأعلام المحايد – شوفت عينك الصحف حاليا محسومة ومحتكرة لبعض الأندية- وظهور الأعلام المتعصب، وتحول بعض الصحف لسان حال بعض الأندية وحرمان الأندية الأخرى من هذا الحق.
• الانتماء إلى الأندية وخاصة في حال الاحتراف الخارجي على حساب المنتخبات الوطنية، نظرا للعوائد المالية التي يحصل عليها اللاعب من النادي، والخشية من الإصابة مما يقلل من عوائده المالية.
• ظهور الغرور والتعالي عند بعض اللاعبين. • ظهور الطبقية والفوقية بين الأندية واللاعبين.
• ظهور المنشطات والغش والأزمات التربوية، وسببه تحقيق الفوز كناتج طبيعي للاحتراف الرياضي.
• قتل الطموح في مجالات الحياة الأخرى، نظرا لتوهم الرياضيون الشباب أن كثيرًا من الفرص في بناء حياتهم، وحياة أسرهم متوقف على النجاح الذي يحرزونه في المنافسات الرياضية.
• يوجد الآلاف من الذين يجذبهم الأمل الواهي في الشهرة قصيرة الأجل، فينقطعون عن دراستهم أو تدريبهم المهني ليوقنوا - متأخرين للغاية - أنهم قد اختاروا الطريق الخطأ وعرضوا مستقبلهم للخطر.
• إرهاق ميزانيات الأندية والمؤسسات، وتحملها ديون كبيرة، وخاصة إذا كانت نتائج الفريق سيئة، وهذا نابع من قلة الدعم المالي.

سؤال:
في ظل الكم الهائل من السلبيات، ما هو العمل برأيك لتطوير الرياضة؟
لو كنت مكان القائمين على الرياضة في أي دولة- معاذ الله أن أكون كذلك- لعملت على مايلي:
• وضع خطة وطنية شاملة، للاهتمام بالفئات العمرية المختلفة، واختيار مدربين مؤهلين ذو خبرة وكفاءة، حتى وان لزم الأمر أن يكونوا من خارج البلاد، وهذا على عكس ما يحدث عند غالبية الدول، حيث يتم إسناد هذه المهمة إلى اللاعبين المعتزلين، نوع من المجاملة، وإيجاد فرصة عمل لهم.
• اختيار اللاعبين وفق معايير وأسس فنية، منها البنية السليمة، الموهبة، والمستوى البدني والقدرة على التحمل وهذه الصفات من البديهي أن يحددها الطاقم التدريبي الذي تم اختياره، والابتعاد عن التقسيم الجغرافي والتنظيمي والسياسي والمحافظي وما إلى ذلك من تقسيمات.
• إقامة المسابقات المحلية للفئات العمرية بانتظام واهتمام.
• إذا طبقت المعادلة السابقة والتي تقول( لاعب موهوب+مدرب خبير+رعاية واهتمام متكامل)= الانجازات على أفضل ما يكون.
• ضرورة الاهتمام وتبني الأكاديميين الرياضيين، المتخصصين، لرسم السياسات الرياضية الشاملة، بعيدة عن الارتجال، تستند في عملها على المقومات الفعلية والمنطقية المتوفرة في الدولة.
• العمل على بناء مؤسسات رياضية متطورة وعصرية، عبر التشريعات والأنظمة.
• الاهتمام بالرياضيين بعد اعتزالهم، وتامين مستواهم المعيشي الذي يليق بهم وبانجازاتهم.
• بذل الجهود في انشأ الملاعب والبنية التحتية الرياضية ولجميع الألعاب
• التركيز على الاحتراف التربوي للاعبين والإداريين والجماهير والإعلاميين، قبل الاحتراف الرياضي، ولا عيب لو تم الاتصال مع أندية عريقة خارجية لها باع في هذا الموضوع.
• التركيز على إيجاد مجالس أدارية محترفة وتأهيل كوادر متخصصة تكون قادرة على عبور بوابة الاحتراف.
• مساعدة المؤسسات على إقامة مشاريع إنتاجية، تساهم في رفد ميزانياتها، وتكون قادرة على دخول عالم الاحتراف، دون الاعتماد على الهبات أو التبرعات التي تتلقها والتي هي عرضة للتوقف في أي لحظة.
• بعد كل ذلك، اعمل على تشكيل لجنة متخصصة، تعمل على إدارة ملف الاحتراف، وتحدد السياسات والإجراءات، لتنفيذ الاحتراف، حتى لا يكون تسمية بدون محتوى أو قواعد.

انتهت الجلسة الأولى مع المتهم ( الاحتراف) وسحب إلى غرفته، ولكنه ترك المحققين في دوامة من الأسئلة، عجزوا فيما بينهم عن الإجابة عليها، ولكنهم رفعوها إلى من هم أعلى رتبة ليجيبوا:
• إذا طبق الاحتراف، هل هناك اثر سلبي على المؤسسات وايجابي على المنتخب، أم ايجابي أو سلبي على الطرفين؟
• هل نحن في الطريق الصحيح للاحتراف؟
وهل تعلمنا من تجارب غيرنا؟
• ما سيكون عندنا، احتراف أم احتراف وهمي أو هواية محترفة؟
أم تبجح بالاحتراف؟
أم سيكون اسم بدون محتوى؟
• هل سيكون الاحتراف، الشماعة التي سيعلق عليها الفشل والهفوات والتجاوزات والأخطاء؟
وما ذنبه إذا فهمه الناس خطأ؟
• المؤسسات التي فرحت بهذا المسمى، هل تعي جيدا له؟
وهل لديها الإمكانيات المالية والبشرية لخوض هذا الغمار؟