وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مونديال 2006: تشفير "ايه آر تي" يثير استياء المشاهدين العرب

نشر بتاريخ: 06/06/2006 ( آخر تحديث: 06/06/2006 الساعة: 20:35 )

يت لحم - معا - دويتشه فيله/وكالات -
هل اشتريت بطاقة فك التشفير وما ثمنها؟ هل هناك محطات ستنقل مباريات كأس العالم مجانا؟ على أي قمر يمكن استقبالها؟ هذه بعض الأسئلة التي تسيطر على الشارع العربي هذه الأيام قبيل انطلاق فعاليات كأس العالم يوم الجمعة القادم.



يثير التشفير الذي لجأت اليه بشكل متشدد شبكة راديو وتلفزيون العرب (ايه آر تي) مالكة الحقوق الحصرية لنقل مباريات كأس العالم لكرة القدم التي تبدأ الجمعة المقبل في ألمانيا، استياء المشاهدين في العالم العربي، الذين سيضطرون إلى الحصول على بطاقات فك التشفير عالية الثمن من أجل متابعة الحدث الكروي الكبير. وترفض الشبكة، التي يملكها رجل الأعمال السعودي صالح كامل وتحتكر بث المونديال الى المنطقة العربية خلافا لما كانت عليه الحال في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، حيث حصلت التلفزيونات الرسمية على حقوق النقل على المحطات الأرضية بعد أن دفعت مبالغا طائلة تقدر بملايين الدولارات. "ايه آر تي" تعرض في المقابل على المؤسسات التلفزيونية الرسمية أو الخاصة في الدول العربية ملخصات يومية عن المباريات تتراوح مدتها بين عشرين وثلاثين دقيقة لقاء مبلغ يتفق عليه ويتراوح بين 250 الى 300 الف دولار حسب البلد أو المؤسسة. وحاولت السلطات الرسمية في الدول العربية والمسئولون عن المؤسسات الخاصة الذين ما زال بعضهم يقوم بمساع حتى الآن لحل هذه الإشكالية، حمل المسئولين في "ايه آر تي" على التراجع عن قرارهم عدم بيع حقوق نقل كامل المباريات للبث الأرضي، بيد أن آخرين رضخوا للأمر الواقع.



ومن لم تسعفه امكانياتيه المادية شراء بطاقة الاشتراك في قنوات "ايه آر تي" لا يعرف حتى الآن كيف سيتابع مباريات كأس العالم هذا العام. فتصريحات المسئولين في البلدان العربية لا تبشر بخير والاستياء الواضح يظهر على وجه عشاق كرة القدم نتيجة تحول هذه اللعبة الجماهيرية الى سلعة تجارية يسعى المتنفذون إلى استغلالها من أجل جني الملايين من الأموال. وتغطي الإعلانات للحصول على خدمة "ايه آر تي" التي تملك عدة قنوات رياضية صفحات الصحف في معظم الدول العربية. وتعرض الشبكة في إعلاناتها تسهيلات تشمل تقديم صحن لاقط وجهاز استقبال وبطاقات لفك التشفير لقاء مبلغ يتراوح بين مئتين و400 دولار حسب نوع الاشتراك خلال فترة المونديال فقط أو لثلاثة اشهر أو عام كامل.



المقاهي العامة احد الحلول




المصريون احد أكثر الشعوب ولعا وهوسا بكرة القدم. الصورة اثناء الاحتفال بفوز مصر بكأس امم افريقيا 2006تشكل المقاهي العامة احد الحلول المتاحة أمام الجماهير العربية لمتابعة المباريات. ففي مصر كما في معظم الدول العربية، سيتجمهر عشاق الكرة ممن أصابهم ضيق الحال في المقاهي التي اشترى أصحابها البطاقة اللازمة لنقل المباريات يوميا بهدف إنعاش مبيعاته وجني الأرباح. وقد حددت الشبكة ثمنا للعرض التجاري للمطاعم والمقاهي وصل إلى نحو خمسة آلاف دولار، بينما يمكن لأي مواطن عادي أن يدفع بين 150 و350 دولار ثمنا لبطاقة الاشتراك المنزلي. لكن المقيمين في منطقة بورسعيد والقناة سيتابعونها مباشرة عبر القنوات التلفزيونية الإسرائيلية. اما في الأردن فسيحاول معظم المشاهدين متابعة المباريات عبر القنوات الفلسطينية التي يبلغ عددها نحو عشرين قناة ولا سلطة لشبكة "ايه آر تي" عليها، مع ان بعض الشركات والمصارف أعلنت عن تسهيلات مالية لمن يريدون الاشتراك في الشبكة. وبهذه المناسبة خصصت شركات للهاتف المحمول مثل شركة الاتصالات اللاسلكية الأردنية "فاست لينك" مئات الجوائز لمن يشتري خطوطها تتمثل في بطاقة الاشتراك في "ايه آر تي" من اجل متابعة مباريات المونديال على ان تجرى عملية سحب لتحديد اسماء الفائزين.



كما أعلنت مطاعم أخرى عن جوائز قيمة يومية لروادها الذين ينجحون في توقعاتهم لنتائج المباريات، في عملية الهدف منها استقطاب العدد الأكبر من "مدمني" كرة القدم. وعلاوة على ذلك أعلنت عدة مصارف عن تقديم قروض أو فتح حسابات أو اشتراكات لقاء مبالغ معينة لتسهيل الحصول على بطاقات الاشتراك. وفي سوريا، ينتهز أصحاب المطاعم والمقاهي هذه الفرصة للإعلان عن الخدمات التي سيقدمونها خلال المونديال التي سيعرضون أثناءها المباريات على "شاشات ضخمة" ويقدمون "أطيب المشروبات والنرجيلة بأسعار معقولة".



لبنان: بوادر أخبار مفرحة للجماهير




شركات كبرى مثل كوكاكولا تحاول استغلال المونديال لتسويق سلعها وجني الارباح الطائلةوفي لبنان بدا الوضع مختلفا في بادىء الأمر، إذ أخذت قضية حقوق النقل التلفزيوني المتأزمة منحا تصاعديا في شكل يومي وسط تساؤلات محبي اللعبة عن الحلول الشافية لمتابعة مباريات المونديال، الذي يشكل حالة استثنائية يعيشها أفراد المجتمع على مختلف أعمارهم. وانتقل الحديث عن كيفية مشاهدة مباريات المونديال من الشارع الى المكاتب الرسمية اثر تدخل رجال السياسة لإيجاد حل للمعضلة التي أثارت حنق اللبنانيين الذين اعتادوا متابعة أهم الأحداث العالمية من دون شروط. وتنفس محبو المستديرة الصعداء بعد إعلان وزير الإعلام غازي العريضي عن اتفاق مع "ايه آر تي" للسماح بنقل المباريات من دون اي تكاليف إضافية على المشتركين في شبكات الكابل. وجاء هذا القرار اثر اجتماع عقد في وزراة الاتصالات بين مستشار رئيس مجلس ادارة "اي آر تي" محمد ياسين والوزراء العريضي وجو سركيس وميشال فرعون، وتقرر فيه ان يدفع اصحاب الشبكات حوالي نصف مليون دولار خلال 48 ساعة من دون فرض مبالغ إضافية على المشتركين. وكانت وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة سلطت الضوء على القضية، اذ احتل خبر بث مباريات المونديال العناوين العريضة للنشرات الإخبارية في الآونة الأخيرة. واذ أبدى كثيرون تخوفهم من حرمانهم متابعة اكبر تظاهرة كروية، برز اقبال كثيف على الاشتراك مع إحدى الشركات المفوضة من قبل "ايه آر تي" بيع الاشتراكات الخاصة بقنواتها الرياضية. وبلغ سعر الاشتراك حوالي 160 دولارا اميركيا، بيد ان الأمر اختلف بالنسبة إلى المقاهي والفنادق الذين فرضت عليهم تعريفة اكبر. هذا ومن المقرر أن يعقد اجتماع في وزارة السياحة بين هؤلاء وممثل "اي آر تي" في محاولة لايجاد مخرج يرضي الطرفين.



أما في العراق الذي يشهد تدهورا في الوضع الأمني ويشكل المونديال متنفسا لأبنائه، فيثير احتكار نقل مباريات المونديال من قبل محطات فضائية مشفرة غضب العراقيين بشكل عام وعشاق كرة القدم خصوصا نظرا لعدم قدرة كثيرين منهم على شراء بطاقات الاشتراك. ورغم هذه العراقيل المالية بدأت محال بيع بطاقات فك التشفير تشهد اقبالا مما ولد انتعاشا في المبيعات وارتفاعا بالإرباح ليس لوكالات البيع وحدها بل للشركات التي أطلقت تلك البطاقات.




الخليجيون بانتظار كاس العالم بفارغ الصبر ولا مشكلة في الحصول على بطاقات ARTوفي دول الخليج، تبدو المشكلة اخف وطأة لان الحال أكثر يسرا فضلا عن أن شاشات عملاقة ستنصب أمام المقاهي والمطاعم في مساحات واسعة تتسع أحيانا لثلاثة آلاف متفرج كما هي عليه الحال في احد مطاعم دبي. من جهتها، تحاول شبكة راديو وتلفزيون العرب التي يأمل المشاهدون العرب أن تخفف من احتكارها بينما يهدد أصحاب المطاعم والشركات التي تمكنت من الحصول على حق البث منها باللجوء إلى المحاكم، تحاول التوصل الى حل قد يرضي البعض. وقد يكون الحل بث المباريات على شبكة الانترنت بموجب اتفاق مع شركة الاتصالات المصرية أو عبر الإذاعة بموجب اتفاق مع الإذاعة الأردنية.









دويتشه فيله/وكالات