وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فريق القدس لكرة السلة من كندا... إلى أرض البرتقال الحزين

نشر بتاريخ: 14/05/2010 ( آخر تحديث: 14/05/2010 الساعة: 20:57 )
بيت لحم - معا - عمر الجعفري - ينحدر احمد أبو هنود من بلدة عصيرة الشمالية الواقعة بالقرب من مدينة نابلس، قضى في السجون الإسرائيلية ثلاث سنوات ثم غادر الوطن بعد ان خطب ابنة عمته التي تحمل الجنسية الكندية وعندما لم يستطع جمع شملها اضطر إلى مغادرة البلاد إلى كندا والعيش هناك.

احمد شاب فلسطيني كآلاف الشباب الذين غادروا الوطن مرغمين، إما هربا من بطش السجن والسجان، او هربا من اضطهاد الاحتلال، او للبحث عن لقمة عيش، جاء الى الوطن رئيسا لبعثة نادي القدس الرياضي، والمكون من ابناء الجالية الفلسطينية في كندا، وهو عبارة عن فريق لكرة السلة يلعب معظم لاعبيه في الجامعات الكندية جاؤوا الى هنا واحتضنتهم مؤسسة ابداع في مخيم الدهيشة.

الجالية الفلسطينية في كندا 22 الفا:
يقول احمد الذي التقيناه في مطعم ابداع الواقع في الطابق الثالث من بناية المؤسسة الاكبر في مخيم الدهيشة مؤسسة ابداع .. والمكتوب على جدرانها العديد من الشعارات الوطنية والداعية الى حق العودة، كما كتب ايضا عليها اسماء القرى والبلدات التي هجر منها اللاجئون الفلسطينيون عام 1948.

جلسنا على طاولة مستديرة انا والزميل الديناميكي خالد الصيفي رئيس الهيئة الادارية في مؤسسة ابداع بالاضافة الى احمد ابو هنود وهو شاب اسمر نحيل طويل القامة كان يضع على كتفيه الكوفية الفلسطينية ، كما جلس ايضا رائد عياد وهو شاب ممتلىء الجسم خرج والده من يافا الى لبنان عام 1948 ومن ثم غادر الى كندا، فولد رائد هناك في ارض الغربة، فيما قام بالتقاط الصور الابن المبدع دائما وجدي الجعفري.

ان عدد افراد الجالية الفلسطينية في كندا يقارب 22 الفا يتمركزون في مدينة مسي سكا ومقاطعة انتاريو وكوباك وبرتش كولومبيا.

في مدينة مسي سكا يوجد "البيت الفلسطيني" وهو مؤسسة اجتماعية سياسية رياضية تهتم بشؤون الفلسطينيين في جميع انحاء كندا ويتم انتخاب الهيئة الادارية للبيت الفلسطيني كل عامين.

البيت الفلسطيني يرعى شؤوننا:
ويقوم البيت الفلسطيني بتنظيم العديد من النشاطات والفعاليات منها :تنظيم المظاهرات واحياء المناسبات الوطنية واستقبال الشخصيات الوطنية والسياسية التي تزور البلاد.

كما يهتم البيت الفلسطيني بالجانب الرياضي فهو يحتضن نادي القدس الرياضي الذي يضم فرقا لكرة القدم واخرى لكرة السلة وكرة الطائرة.

رائد عياد حصدنا العديد من الكؤوس:
وهنا تدخل رائد عياد المدير الفني لفريق القدس الذي يتحدث اللغة العربية الا انه في بعض الاحيان يضطر للوقوف عند بعض الكلمات لاختيار المناسب منها . قائلا :نحن نشارك في الدوري الذي ينظم بمدينة تورنتو وفريقنا حصل على 7 بطولات في خماسيات كرة القدم كان اخرها بتاريخ 26/4/2010
وقد شكلنا فريقا لكرة السلة وهو حديث العهد وكذلك شكلنا فريقا لكرة الطائرة.

وتحدث رائد عن فريق القدس قائلا : ان فريق كرة السلة هذا مشكل من مجموعة من طلاب الجامعات الذين يدرسون في كندا ويتدرب هذا الفريق مرة كل شهر بحكم بعد المسافة حيث يسكن اعضاء الفريق في مناطق متباعدة، وعلى اعتبار ان اللاعبين ايضا يتدربون في جامعاتهم ولكن لبعد سكن اعضاء الفريق نكتفي بتدريب واحد في الشهر ، كما نعقد ايضا بعض الاجتماعات لاستمرار التواصل بيننا.

ويقول رائد ان هذه الزيارة الثانية لي الى ارض الاباء والاجداد وقد حضرت في العام الماضي مع فريق كرة القدم الذي استضافته مؤسسة ابداع.

كرة السلة الفلسطينية بحاجة الى الاموال:
وعن كرة السلة الفلسطينية قال : كرة السلة هنا لها عشاقها ورأيت العديد من الشباب هنا يعشقون اللعبة التي هي بحاجة الى تطور اكثر ، و هناك فارق في المستوى بين ما شاهدته وما أراه في كندا والفارق كبير ولكن اعتقد ان اكثر ما ينقص اللعبة هنا الدعم المالي والمنشآت.

زاهي برانسي على الخط:
وبينما كنا نتحدث عن المشاعر والاهل في الغربة رن جوال خالد الصيفي ،واذ بزاهي برانسي على الخط فتحدث مع الصيفي ليبلغه ان فريقه "فريق معليا " لكرة السلة قد لعب المباراة الحاسمة وصعدوا الى درجة اعلى.

فما ان أعلن " الصيفي " الخبر حتى امتلأت قاعة ابداع بالتصفيق والهتاف بالرغم من ان بقية افراد البعثة كانوا يتناولون طعام العشاء وهو عباراة "عن طبق من البطاطا المقلية وقطعة من الدجاج المقلي وانواع متعددة من السلطات الفلسطينية" باعتبار ان برانسي استضاف الوفد الفلسطيني الكندي وهم يعرفونه جيدا.

الزيارة الى ارض البرتقال الحزين:
يقول رائد ان برنامج زيارتنا الى هنا تضمن اجراء لقاء بكرة السلة مع فريق سخنين واعتبرنا ذلك فرصة لزيارة اهلنا الذين كنا نتواصل معهم عن طريق الهاتف ، وعلى ابواب سخنين أستقبلنا استقبال الابطال ، حيث طابور من السيارات اقلنا ورافقنا الى البلدية واعتبرنا ذلك فرصة ايضا لزيارة بيوتنا التي هجر منها اهلنا فيما الدموع تملأ عينيه واضاف : قصص جدي وستي وابوي وامي ستبقى في قلوبنا . وحتى تعرف فلسطين يجب ان تعرف كيف يعيش الفلسطينيون على هذه الارض.

سابقا كنا نشاهد صور الانتفاضة ولكن اليوم نحن نعيش الوضع والمعاناة الحقيقية لابناء شعبنا واهلنا . تلقيت رسالة قبل يومين من والدي يقول فيها : لا تنسى جدك الذي توفي في هذه الارض وكل شيء تعمله هنا يؤكد على خطوات جدك ،ومن هنا أصريت على الذهاب الى بيتي الذي رحل عنه اجدادي .
وحول اذا ما سيعود رائد في السنوات القادمة قال : نعم ، سأعود بغض النظر عن الطريقة سواء مع فرقة فنية او مع فريق كرة السلة او مع مجموعة من الفنانين المهم انني سأعود فلا يمكن ان انسى ما رأيته هنا ، اتذكر البلدة القديمة في القدس فالاحساس الذي تعيشه هنا لا يمكن ان تنساه.


ابو هنود لم يشاركنا في رحلة الداخل:
ابو هنود لم يشاركهم الرحلة في الداخل حيث منعته السلطات الاسرائيلية من الدخول بحكم انه كان اسيرا ؟، عندما حضرت الى هنا كان شعوري نفس الشعور الذي احسست به لحظة خروجي من السجن فهو احساس لا يوصف ونحن نسعى من هذه الزيارات الى عودة الشباب الى فلسطين ليعودوا الى وطنهم وارضهم.

سألنا ابو هنود كيف تحافظون على لغتكم العربية وعاداتكم الفلسطينية ؟
فقال : من خلال البيت الفلسطيني ، هناك مدارس لتعليم اللغة العربية والتراث والعادات الفلسطينية، ونحن متمسكون بعاداتنا وتقاليدنا، وهذا ما نربي اولادنا عليه.

فقال :مثلا اعراسنا لا تزال كما كنا نحييها في فلسطين ، فالسهرة قبل يوم ثم يحضر افراد الجالية في اليوم التالي ويزفون العريس ويشاركنا في بعض الاوقات ابناء الجاليات الاخرى.
ويقوم العريس بتلبيس العروس الذهب ، والنقوط ، ويدبك الشباب ،ويحملون العرسان على اكتافهم ويزفونهم.

نتواصل مع اهلنا عن طريق الهاتف:
خمسة شباب من البعثة لهم اهل في الداخل وكان هؤلاء الشباب يتواصلون مع اهلهم عن طريق الهاتف ،وقد نظم زاهي برانسي الذي يدير المركز الرياضي زيارة الى مدينة سخنين حيث استقبل الشباب من رئيس البلدية واهل سخنين وكان اللقاء مؤثرا للغاية فانهمرت الدموع وخاصة انهم استقبلوا على ابواب البلدة ، وشكر الشباب زاهي برانسي الذي كان مرافقا لهم ومرتبا للزيارة.

الفريق لعب خمس مباريات:
هذا وقد لعب فريق القدس خمس مباريات مع فرق العمل الكاثوليكي ، ومع العروب ، وسخنين ، وقلنديا ، والفارعة ، وقام هذا الفريق بجولات في كل من الخليل ونابلس ورام الله والداخل كما اجتمع الفريق مع وكيل وزارة الشباب والرياضة ، موسى ابو زيد . وكان الفريق قد وصل الى الوطن يوم الثلاثاء 4/5 وغادر يوم الخميس 13/5 .

الصيفي ليس صدفة الزيارة في ايار:
خالد الصيفي قال ليس صدفة ان يأتي هذا الفريق الى هنا في شهر ايار ؛ فشهر ايار هو شهر النكبة ، واصرت البعثة على ان تعيش في المخيم ؛ لان المخيم يعني لهم الكثير وقد ودعت البعثة بعد ان سهرت سهرة فنية قدم فيها ابناء الجيل الخامس لفرقة ابداع الفنية عرضهم الفني بعنوان "خيمة".

كما كان في وداعهم العديد من شخصيات المخيم ، وخضر ذياب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة . و اشاد الصيفي واعضاء البعثة بما قام به الاتحاد من تسهيل مهمتهم كما أشادوا بنشاط وفعالية عبد الله الكرنز ابن مخيم الدهيشة والمعترب في كندا بوقوفه خلف هذه الزيارات .

هذا وقد غادر الوفد مخيم الدهيشة يوم الخميس عائدين الى كندا على امل العودة مرة اخرى الى ارض البرتقال الحزين .... فلسطين .