|
مرسوم رئاسي يحول الاذاعة والتلفزيون لمؤسسة عامة مستقلة ماليا وإداريا
نشر بتاريخ: 15/05/2010 ( آخر تحديث: 15/05/2010 الساعة: 10:24 )
القدس-معا-كشف ياسر عبد ربه مشرف عام الاعلام الرسمي أن الرئيس محمود عباس أبو مازن بصفته رئيسا للجنة التنفيذية ل م.ت. الفلسطينية أصدر مؤخرا مرسوما رئاسيا يقضي بتحويل هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية من مؤسسة سلطوية إلى مؤسسة عامة مستقلة إداريا وماليا.
وردت أقوال عبد ربه هذه خلال كلمة له في المؤتمر الاعلامي الثالث "نحو نقابة صحافيين مهنية وفاعلة" الذي تنظمه شبكة أمين الاعلامية – انترنيوز والذي واصل اليوم اعماله لليوم الثاني على التوالي في القرية السياحية بمدينة أريحا. وبمقتضى المادة الثانية من أحكام هذا المرسوم "تنشأ هيئة عامة تسمى "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية" تتبع الرئيس وتتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري والأهلية القانونية لمباشرة جميع الأعمال والتصرفات لتحقيق أغراضها ، بما في ذلك تملك الأموال المنقولة وغير المنقولة وفقا للقانون، ويكون مركزها الرئيس الدائم في القدس وتتخذ مقرا مؤقتا لها في رام الله وفي مدينة غزة حسب مقتضى الحال ، ولها إنشاء فروع ومكاتب داخل فلسطين وخارجها. وقال:" لقد بدأنا نضع أقدامنا في الاتجاه الصحيح لتقديم إجابة تستجيب مع إعلام عصري ومع احتياجات شعبنا وصولا إلى تلفزيون وإذاعة تعبر عن إرادة مجتمعنا الفلسطيني بكل تلاوينه وتناقضاته، وأن لا يكون هذا التلفزيون بوق السلطة في محاولة تلقين المجتمع وتوجيهه بما تراه السلطة التي تقود هذا المجتمع". وأكد عبد ربه أن هذه المؤسسة ستخضع لتوجيه المجتمع ممثلا بهيئات تضم مجلس أمناء مكون من ممثلين عن مختلف القطاعات والتيارات والأحزاب السياسية والقوى الاجتماعية ويجب أن يكون لهم الرأي في الإشراف والرقابة والتوجيه. وأضاف:" هوية هذا التلفزيون هي هوية المجتمع والشعب الفلسطيني بغالبيته المستمدة من برنامج منظمة التحرير الفلسطينية ، والدفاع عن المشروع الوطني في التحرر والاستقلال وقيام دولة التعددية والديمقراطية .. دولة تتوجه نحو الانفتاح وعدم التكبل بقيود التخلف والظلامية. وقال:" إنطلقنا من منطلق أنه أمامنا امتحان كبير ، نستطيع من خلاله المحافظة على وحدة شعبنا في كافة أماكن تواجده في الداخل والخارج وفي الشتات رغم القيود والحواجز والظروف القاهرة ، وعبر شاشة التلفزيون سنحافظ على وحدتنا الفلسطينية وخلق نوع من العلاقة المشتركة المتبادلة بين جميع أبناء شعبنا . وعبر عبد ربع عن ثقته بقدرة تلفزيون فلسطين على المنافسة ، وقال:" بمقدورنا أن ننافس ليس على مستوى التقنيات والتدريب والانفتاح فحسب، بل أيضا على الاعتناء بالشأن الفلسطيني على مدار أربع وعشرين ساعة شريطة أن تستغل هذا ونستفيد منه إلى أقصى حد ممكن من خلال تعدد وتنوع شؤوننا، وظروف وتجمعات شعبنا على اختلاف امتداداته بروح الانفتاح وعكس رؤية وارادة مجتمعنا وتلاوينه المختلفة. ومن هنا نستطيع أن نكون منافسين ، والشرط للدخول في هذه المنافسة القدرة على فتح هذه الشاشة لكل التيارات والاجتهادات ولكل ما هو إبداع جديد. دور المواطن: وعن دور المواطن في هذا التوجه الجديد قال عبدربه" في كل يوم هناك مئات من الفلسطينيين نراهم ويرون أنفسهم من خلال برامج تلفزيون فلسطين. ولقد حاولنا وبتعمد أن نوسع من إطار صورة البطل عند شعبنا، فلبطل هو الأسير والشهيد والمناضل ، وهو عندنا أيضا المواطن العادي الذي يحقق انجازا في ميدان ما ليجسد من خلاله الصمود العظيم لشعب بأكمله. ولهذا السبب نرى من ساعات الصباح إلى المساء نماذج من الفلسطينيين يبدعون في كل مجال. والبطل عندنا أيضا هو الممتد في التاريخ الفلسطيني من الموسيقى والفنون والأدب والثقافة والشعر والسينما إلى الكفاح السياسي والوطني في مواجهة الاحتلال من أجل قهر النكبة وتبعاتها.وأضاف:" ولا نعزل هذا التطور عن المرحلة التي يمر بها نضال شعبنا ولذا السبب تم إعادة تعريف البطل عند الفلسطيني وهو النموذج الذي يحقق أبسط وأصغر شروط الصمود الوطني وهو أمر ليس سهلا . ولهذا أستطيع القول: لقد خطونا بعض الخطوات والتي هي مثل جسم مريض نريد إبقاءه على قيد الحياة". تدارك الانهيار: وفيما يتعلق بالمرحلة السابقة من تاريخ هيئة الاذاعة والتلفزيون قال عبد ربه:" كل أمراض المؤسسات البيروقراطية في بلدان كثيرة كانت موجودة في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ، لكننا بدأنا الآن في مرحلة جديدة والمرحلة التي سبقت حتى ما قبل الشهر الماضي كانت مرحلة تدارك الانهيار وإعادة إنعاش هذه المؤسسة ، وبالتالي فإن المرحلة التي تلي إصدار المرسوم الرئاسي هي مرحلة جديدة وقد بدأنا تحدياتها اليوم بأول مجلس إدارة حقيقي لإدارة هذه المؤسسة كمؤسسة عامة وتمتع بكل الشفافية. وسنعمل في المرحلة القادمة على إعادة تأسيسها على رؤيا جديدة تخدم أساسا قضايا شعبنا أينما كانت وتتمتع بالانفتاح والتعددية. من ناحية أخرى أشار عبد ربه إلى أن نصف برامج تلفزيون فلسطين يتم انتاجها الان من خلال مؤسسات إعلامية من خارج الهيئة . وقال:" نحن مؤسسة للمجتمع وليس مطلوبا من السلطة انتاج كل السلع، بل هي تشجع القطاع الخاص باعتبار أن انتاج المجتمع ككل هو انتاج السلطة ، ولذلك لماذا لا يسري هذا أيضا على الإبداع الفني والثقافي والاعلامي". وأضاف:" لقد فوجئنا بمدى تقدم الطاقات الابداعية لدينا. خاصة الطاقات الشابة في مجال الانتاج خارج جسم التلفزيون، كما فوجئنا بعدد الأصوات الشابة من المبدعين الموسيقيين والمطربين، ولدينا مخزون تراثي هائل من الأغاني الفلسطينية التي نستطيع إحياءها". وأكد عبد ربه على أهمية العامل البشري في بناء هيئة الاذاعة والتلفزيون، وقال:" العامل البشري هو عامل أساسي، وسيكون هناك تطوير للهيكلية بحيث تكون مفتوحة أمام كل الكفاءات دون التخلي عن أحد من العاملين وبما يضع كل واحد في الموقع والمكان الذي يستطيع أن يخدم المشروع والرؤية الوطنية الديمقراطية العصرية حيث سيعاد ترتيب جسم الهيئة وفتح أبوابها ونوافذها ليدخل فيها كل كفاءة فلسطينية يحتاجها عمل الهيئة، وسيكون المجال مفتوحا حتى يحدث التغيير والتبديل في الهيئة ". وحرص عبد ربه على التأكيد بأن جميع الفعاليات والهيئات والقوى والفصائل الوطنية تعطى المجال في الظهعور والتعبير عن رأيها ، وهذا العام أعطيت احتفالات الفصائل بانطلاقتها نصيبها من التغطية.أما في البرامج السياسية فقد كان هناك تقليد خامل، والآن نحاول من خارج إطار الفصائل والأحزاب والقوى أن يكون هناك وجهات نظر جديدة، وهناك الكثير من القضايا ، كما أن هناك مساحة واسعة من التعبير والنقد ، ولا نفرض قيودا على أي رأي وردا على سؤال قال عبد ربه:" فيما يتعلق بحماس والجهاد لقد دعوناهم مرتين أو ثلاثة ، ثم تراجعوا وأخذوا يرفضون الظهور. وقد قلنا لهم:" تعالوا نحن ندعوكم إلى ملعبنا..وشروطنا أهون بكثير من محطات أخرى. وأنا أعود وأكرر بأن المجال مفتوح أمام حماس والجهاد، ولا نفرض قيدا على أحد، وأي صوت فلسطيني يحمل وجهة نظر قادر على التعبير عنها فالمجال مفتوح لمراجعتنا ومحاسبتنا عليها". التطبيع مع الإسرائيليين وفي رده على اسئلة الصحفيين بخصوص استضافة مسئولين اسرائيليين وفيما اذا كانت تطبيعا قال عبد ربه:" التلفزيون ليس فصيلا ولا هو بوليس .ليس فصيلا أي ليس له فكر سياسي خاص به ، بل أن خطه كل الخطوط. ورؤيته هي كل الرؤى. نحن لسنا فصيلا .. نحن منبر كل الفصائل والرؤى والاجتهادات ولكل الابداعات. ورسلتنا أن نمكن كل هذه الاجتهادات لكي تصل إلى الجمهور وتطور من ذاتها وفق رؤيا عصرية. وظيفتنا أن نقدم كل أنواع الخدمة لمواطنينا. حتى رئيس الوزراء الاسرائيلي غذا أراد الحديث لتلفزيون فلسطين فليتفضل..." الرقابة على البرامج من ناحية أخرى نفى عبد ربه وجود أي رقابة على برامج تلفزيون فلسطين وقال:" الرقابة على البرامج لا نفرضها ، ولكن نحدد مواصفات ومتطلبات وعناصر البرنامج . مطلوب أن يكون هذا البرنامج مواز ومطابق للمواصفات والنواحي الفنية وللمضمون أيضا. ولا نتدخل في الرقابة لشطب أو لإلغاء وجهة نظر أو موقف أو رؤيا جديدة مخالفة ". التحريض: وحول الاتهامات الاسرائيلية الموجهة لتلفزيون فلسطين بالتحريض قال عبد ربه:" هم يستخدمون هذه المقولة ضدنا. نحن نحرص من منطلق قيمنا وتمسكنا بها على أن لاتكون هناك دعاية أو تحريض. والدعاية العنصرية ممنوعة عندنا، مثلما محظور لدينا كل أنواع التحريض الذي يتعارض مع القيم الانسانية.أما اذا هم اعتبروا الحديث عن انتهاكاتهم لحقوق الانسان الفلسطيني تحريضا فهذا لايعنينا بشيء ولن يوقف رسالتنا في كشف ممارساتهم". تبعية الهيئة الجديدة للرئاسة: وفي جواب له على سؤال حول تبعية الهيئة الجديدة للتلفزيون للرئيس قال عبدربه:" نحن في ظرف فيه تقلبات سياسية. وحتى الان لا نستطيع إجراء انتخابات، ولا أدري إن كنا سنشهد إجراء مثل هذه الانتخابات. وبسبب هذه الظروف فإن الجهة الوحيدة الاكثر استقرارا بغض النظر عن التقلبات السياسية هي منظمة التحرير والرئاسة، ولهذا كانت الهيئة تابعة لرئيس منظمة التحرير، كما أن المنظمة تتمتع برمزية باعتبارها مرجعية وطنية شاملة. ونحن نسعى إلى بناء مؤسسة عامة تكون إحدى مؤسسات الدولة الفلسطينية القادمة وتتمتع باستقلال ذاتي. ووعد عبد ربه بأنه في غضون شهر سيكون هناك موقع لشاشة تلفزيون فلسطين على الانترنت. أما فيما يتعلق بسياسة التوظيف في الهيئة سيتم استيعاب ما تحتاجه من كفاءات ولن يهمل أي طلب توظيف يقدم للهيئة، كما سنرفع سلم المكافآت حتى نكون قادرين على المنافسة في السوق. وعبر عن تأييده لوجود تلفزيونات محلية فضائية، باعتبار أن ذلك سيحسن من أداء مستوى التلفزيون. وكانت المؤتمر الاعلامي الثالث استأنف أعماله اليوم بمناقشة مشروع النظام الداخلي لنقابة الصحفيين حيث شكلت مجموعات عمل بحثت في قضايا العضوية وهيئات النقابة ولجانها وانتخابات النقابة ومالية النقابة والتدريب الصحفي، والمسؤولية التأديبية والعقوبات. في حين سيتم غدا في أعمال اليوم الأخير من المؤتمر إقرار مشروع التظام الداخلي كتوصية إلى الجمعية العمومية لتبنيه، إضافة إلى مداخلة بعنوان وكالة أنباء وفا إلى أيضا هل تفي باحتياجات المواطن الاعلامية . يلقيها رياض الحسن رئيس الوكالة، ثم تختتم أعمال المؤتمر بمحاضرة حول دور الصحفيات الفلسطينيات في الاعلام المحلي، يعقيها صدور البيان الختامي للمؤتمر. |