|
الصحافي عاكيفا إلدار:الجمهور الاسرائيلي يبني سدا بينه وبين المعلومات
نشر بتاريخ: 16/05/2010 ( آخر تحديث: 17/05/2010 الساعة: 09:30 )
بيت لحم- معا - استضاف مركز "إعلام" في اللقاء السادس من دورة "اشكاليات اخلاقيات العمل الاعلامي والمهنية، المحاضر الصحافي عاكيفا إلدار من صحيفة هآرتس، في محاضرة تناولت موضوع "اخلاقيات الصحافة والالتزام الايديولوجي تجاه الحقيقة". وصرح إلدار خلال اللقاء: لا احسد الصحافيين العرب في البلاد، لانهم يتعرضون للتمييز السلبي اثناء تعاملهم مع مؤسسات الدولة ومصادر المعلومات، هناك فروق واضحة في التعامل بين الصحافيين اليهود والعرب، حتى لو كانوا عاملين في وسائل اعلامية اسرائيلية.
وتطرق إلدار خلال محاضرته الى عدد من الاخبار التي قام بنشرها بدافع القناعة الذاتية بأهمية النشر، اخلاقيا ومهنيا، وما تسبب به النشر من مُساءلات قانونية، وردود فعل. وقال إلدار: ان الاشكاليات الاخلاقية التي تصادف الصحافيين مختلفة، فأنا مثلا كصحافي اسرائيلي – يهودي ليبرالي يؤمن بحرية التعبير وحرية الصحافة واعيش في دولة تعيش حالة صراع متواصلة اواجه نوعا من الاشكاليات مختلف عما يواجه الصحافي العربي في اسرائيل. اما عن موضوع الاخلاقيات في ظل نشر معلومات محظورة قانونية او سرية، قال الدار: عندما يعرف انسان ما معلومات معينة فان وقف هذه المعلومات مستحيل، عندما تعرف المعلومات يجب ان تنشر ومن حق الجميع ان يعرف. الاخلاقيات المهنية تفرض على الصحافي ان ينشر المعلومات الموجودة لديه، مع الحفاظ على عدم المس بالخصوصيات، القذف والتشهير وغيرها، ان اخلاقيات عملنا هي التزام تجاه الجمهور الواسع، وهي ملزمة لنا وليس حقا. وتطرق الدار الى دراسة اجريت حول موضوع "حق الجمهور في المعرفة" وقال: لقد اجري بحث مهم في جامعة تل ابيب وتبين من خلاله ان الجمهور لا يريد ان يعرف، ان الجمهور الاسرائيلي يبني سدا بينه وبين معرفة نوعية معينة من المعلومات، مثل انتهاك حقوق العرب الفلسطينيين في القدس. وقدم الدار تعريفا لما سماه ثلاثة انواع من الصحافيين، وقال: في الاعلام الاسرائيلي هناك ثلاثة انواع من الصحافيين، الاول هو الذي يكتب معلومات اكثر مما يعرف، والثاني يكتب معلومات اقل مما يعرف، وهؤلاء يعرفون انفسهم بانهم "صحافيون وطنيون"، لكنهم يحرمون الجمهور من حقه في معرفة كل المعلومات واتخاذ الموقف. اما النوع الثالث فهم الصحافيون الذين يكتبون ما يعرفون بالضبط وهؤلاء لا توجد لديهم رقابة ذاتية ولا يكتبون من نسج خيالهم. وانتقد الدار الاعلام العبري المكتوب والمرئي والمسموع، وقال بان هناك صحف وقنوات واذاعات عدة تتعاون مع مؤسسات الدولة، مثل الشرطة وجهاز الامن العام وجهاز المخابرات، وتختزل كماً كبيرا من المعلومات في اخبارها، وتفرض رقابة على الاعلاميين والمحللين اثناء اجراء المقابلات ظنا منها انها بهذه الطريقة تحافظ على "امن الدولة" بينما هي في الواقع لا تريد نشر معلومات تحرج الدولة وانظمتها وتمس بسمعتها. |