وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

البرغوثي: القرار الاسرائيلي ضد تشومسكي تصرف فاشي

نشر بتاريخ: 17/05/2010 ( آخر تحديث: 17/05/2010 الساعة: 18:57 )
رام الله -معا- اكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ان منع اسرائيل المفكر والكاتب ناعوم تشومسكي من دخول الاراضي الفلسطينية مخالف للقانون الدولي والاعراف الانسانية والدولية ويعبر عن قمع اسرائيلي لحرية الراي والتعبير .

وقال البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده في مركز وطن الاعلامي في رام الله ان زيارة تشومسكي كانت ستشمل القاء محاضرتين في جامعة بير زيت وزيارة الهيئة المستقلة لحقوق الانسان، وان يلتقي رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض والبرلمانيين الفلسطينيين والقيام بسلسلة من الزيارات الميدانية برفقة حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية للاطلاع بنفسه على الاستيطان وجدار الفصل ونظام الفصل العنصري وزيارة الخليل ونعلين وبلعين.

واضاف البرغوثي ان سلطات الاحتلال اوقفت المفكر والمناضل ناعوم تشومسكي وابنته واحد مساعديه مع زوجته واحتجزتهم خمس ساعات على معبر الكرامة واجرت تحقيقا منفردا معهم بطريقة غير مقبولة قبل ان تخبرهم بمنع تشومسكي من دخول الاراضي الفلسطينية.

واكد النائب البرغوثي ان سلطات الاحتلال ابلغت تشومسكي ان قرار منعه جاء من من وزارة الداخلية تحديدا نظرا لارائه ومواقفه المعارضة لاسرائيل وان المحققين ابلغوه استياءهم لانه جاء ليحاضر في جامعة فلسطينية وزيارة الاراضي الفلسطينية وليس اسرائيل.

واشار البرغوثي الى ان الاسباب التي ساقتها اسرائيل لتبرير منعها تشومسكي من دخول الاراضي الفلسطينية غير مقنعة وغير منطقية، مؤكدا ان وزارة الداخلية الاسرائيلية التي اعطت الامر بمنع تشومسكي تعطي معلومات مضللة ومتناقضة من خلال الحديث مرة عن ان منعه يعود لانه حضر عبر معبر الكرامة ومرة لانه لم يحاضر في اسرائيل.

واضاف البرغوثي ان المؤسسات الداعية لتشومسكي تؤكد ان التصرف الاسرائيلي هو تصرف فاشي من قبل حكومة اسرائيل لا يليق باي دولة تدعي انها ديمقراطية ويحاكي هذا التصرف تصرف الحكومات الدكتاتورية التي تمنع حرية الراي والتعبير حتى عن اكاديميين معروفين مثل تشومسكي.

واوضح النائب مصطفى البرغوثي ان قرار اسرائيل يؤكد عندما يمارس ضد شخصية عالمية مدى شعور اسرائيل انها فوق القانون الدولي، مشيرا الى ان اسرائيل امعنت في صلفها وغرورها وتجاوزها كل الاعراف بعد قرار مجلس التعاون الاقتصادي الاخير الذي قبلها عضوا فيه رغم خرقها للقانون الدولي .

واشار البرغوثي الى ان هدف اسرائيل من منع تشومسكي من زيارة الاراضي الفلسطينية هو منعه من رؤية الواقع في الاراضي الفلسطينية وان يصل الى فلسطين ويقوم بواجبه والتاكيد على الامر العسكري رقم 1650 بانه لا سلطة في الاراضي المحتلة الا للاحتلال وان الاحتلال والحاكم العسكري الاسرائيلي هو الوحيد الذي يقرر من يتواجد في الاراضي المحتلة بشكل يدلل على مدى خطورة الامر العسكري المذكور لانه يمس ليس فقط من يزور الاراضي الفلسطينية بل يمس كل مواطن فلسطيني موجود في الضفة الغربية.

وقال البرغوثي ان ادعاء اسرائيل بان تشومسكي يجب ان يقدم طلبا للاسرائيليين للسماح له بشكل مسبق بزيارة فلسطين هو امر مرفوض وهذا ما اتفقت عليه مع تشومسكي لان هذا تكريس لسابقة خطيرة لا يمكن السماح بها.

واكد البرغوثي :"ان ما جرى يعبر عن مدى التخبط الاسرائيلي وغباء السياسة الاسرائيلية والعنجهية والامعان في الغطرسة وان كل ذلك قاد اسرائيل الى ارتكاب حماقة كبرى ستكون لها انعكاسات كبيرة وستؤدي الى تعزيز حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني ونضاله الشعبي واستنهاض حملة عقوبات ضد اسرائيل وسحب الاستثمارات منها والتي من شانها ان تؤدي الى تغيير ميزان القوى الى جانب استراتيجية وطنية نادينا بها مرارا وتكرارا تجمع بين المقاومة الشعبية وحركة التضامن الدولي ودعم الصمود الوطني واستعادة الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام" .

وبعد ذلك قدم الدكتور مصطفى البرغوثي المفكر والعالم نوعم تشومسكي الذي تحدث في المؤتمر الصحفي عبر الهاتف من عمان قائلا ان الذي فعلته معه سلطات الاحتلال واضح كالشمس ،وقد سبق وزرت جامعة بير زيت والقيت محاضرات فيها وفي جامعات اسرائيلية ايضا وانتقدت مرارا السياسات الاميركية والاسرائيلية بحرية ولم تكن هناك مشكلة وان الشيئ المختلف هذه المرة انني دعيت من جامعة بيرزيت لتقديم اكثر من محاضرة حول السياسة الاميركية وان جدول زيارتي لم يشمل أي جامعة اسرائيلية.

واضاف ان الخطوة الاسرائيلية اريد منها القول ان اسرائيل هي فقط من تملك الحق في اتخاذ القرار بشان من يحاضر في الجامعات الفلسطينية ومن يزور الاراضي الفلسطينية.

واكد تشومسكي ان التصرف الاسرائيلي ضده لم يحدث الا في الدول الشمولية ،وان هذا لم يحدث معه في حياته من قبل الا في تشيكوسلوفاكيا عام 1968 من اجل زيارة احد المعتقلين بعد دخول الجيش السوفييتي الى ذلك البلد حين منح تاشيرة دخول وهذا امر مختلف حتى عما حصل مع الجيش الاسرائيلي.

واشار تشومسكي الى ان اسئلة المحققين الاسرائيليين معه على معبر الكرامة كانت تاتيهم من وزارة الداخلية الاسرائيلية حيث ابلغوه وركزوا في التحقيق على انهم يعارضون اراءه وافكاره تجاه اسرائيل وسياساتها وانهم لا يفضلون زيارته جامعة بير زيت والاراضي الفلسطينية ولا يزور اسرائيل وجامعاتها.

ورجح تشومسكي سبب منعه من دخول الاراضي الفلسطينية انه يريد ان يحاضر في جامعة بير زيت ولا يريد ان يحاضر في جامعات اسرائيلية وان هذا تصرف غير معهود.

وشكر البرغوثي تشومسكي قائلا اننا كفلسطينيين نشعر بالتقدير والاحترام لدور تشومسكي خاصة وانه من الرواد الاوائل الذي دعموا نضال الشعوب وقضاياهم العادلة خاصة وقفته الى جانب الشعب الفلسطيني .

واكد البرغوثي ان ما جرى مع مفكر بحجم تشومسكي يجب ان ينبه العالم الى حقيقة ما يجري للشعب الفلسطيني يوميا .