وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

يارا.. من احلام الشعر الى هواية الطب الى القانون الدولي دفاعا عن القدس

نشر بتاريخ: 22/05/2010 ( آخر تحديث: 22/05/2010 الساعة: 17:14 )
القدس- معا- كشفت د. يارا جلاجل دكتوراة في القانون الدولي الدستوري من جامعة السوربون الفرنسية في لقاء الاربعاء لنادي الصحافة في القدس الذي يعقد في فندق ليغاسي برعاية البروفسور امين سعود حباس اهمية القانون الدولي في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين رغم الغطرسة الاسرائيلية المستندة الى قوى دولية تغض الطرف عنها ان لم تكن تشجعها وتؤمن لها الغطاء القانوني والسند السياسي.

وفي معرض استذكارها لمدينتها القدس قالت جلاجل ان القدس احتضنتها منذ صغرها وانها فخورة بهذا الانتماء الذي عمدها بعذابات الطفولة التي عاشتها في ظل الانتفاضة الاولى وما اجترحته من الام ومعاناة تلك المدينة التي تصدت بالحجر ورفضت الظلم وكانت حينها مفتوحة على بعدها وامتدادها الجغرافي الطبيعي لذلك كانت مركزا وحاضنا للنشاطات والفعاليات كافة منها ليالي الخميس التي كانت متنفسا لها وللعديد من رواد الشعر الفلسطيني أمثال الشاعرة فدوى طوقان وسميح القاسم واشعار محمود درويش وحضور الشاعر متوكل طه واخرين الذين أحبت وعشقت الشعر في كنفهم وقدمت في حضرتهم قراءات شعرية حيث وجدت نفسها في جو ثقافي وفني رائع منحها وأفادها الكثير.

وشقت يارا جلاجل طريقها العلمي بامتياز منذ التحاقها بالمدرسة الفرنسية لتحصل على بعثة دراسية في فرنسا نظرا لتفوقها ولتنتقل الى جامعة مرسيليا لدراسة القانون بعد تأثرها باسطورة لاعب النرد محمود درويش وملكاتها الأدبية و الشعرية التي اتصفت بها منذ عهد الطفولة لتقع في حب القانون الدستوري الذي يمكن ان يساهم في انصاف الشعب الفلسطيني الذي مازال يتعرض للظلم والعدوان ويمكّن له من قيام مؤسسات دستورية وقضائية تكفل الحريات وتحترم حقوق الانسان.

واستفادت يارا جلاجل من عملها في السفارة الفلسطينية في باريس ودرست القانون الدستوري الاسرائيلي وبحثت عن الثغرات الموجودة فيه. وهي تصف القانون بانه علم اللغة واتقانها فهو ترجمة ما يجب وما هو ممنوع في اللغة ثم تفسيره لغويا سعيا الى كيفية تطبيقه.

واستعرضت المراحل التي مر بها القانون الفرنسي الذي تغير 19 مرة منذ الثورة الفرنسية وهو موثق منذ زمن نابليون بونابرت 1804 حتى اليوم بوصفه احد اهم واشمل القوانين الدولية في العالم منوهة الى تقدم القانون الدستوري الفلسطيني بصيغته الحالية وهو القانون الاساسي الخاص بالسلطة الوطنية الفلسطينية الذي يعتبر من احدث القوانين في العالم لما فيه من تكامل للمبادئ الحقوقية الانسانية في مختلف المجالات بما فيها الجيل الجديد الثالث من القوانين وليدة عصر العولمة وركائزها الانترنت وثورة الاتصالات والمعلومات والدعوة الى حماية العقل والكرامة الانسانية والاخلاقيات مثل حق خصوصية الحمض النووي DNA والبصمات الفردية. واشارت الى ان هناك نوعا من التأثر بالقيم والقوانين الاسلامية فيما يخص القانون المدني الفرنسي.

واضافت ان القانون في الدول التي تحترم القانون هو رأس الهرم وهو الدولة ذاتها ومؤسساتها القانونية وضع لخدمة الشعب وحماية حقوق كافة فئاته. ووصفت الدولة العبرية بانها ليست دولة قانون بل دولة برلمان سياسي اي ان السلطة للبرلمان وليس للقانون اي ان سياسة الدولة فوق القانون وليس العكس.. بمعنى اخر ان القانون يخضع لمصالح الدولة السياسية فلا سلطة تعلو فوق سلطة الكنيست.. والسلطة هنا هي ممثلة للشعب اليهودي فحسب..!.

وأبدت يارا جلاجل استعدادها لوضع خبرتها وعلمها الاكاديمي في القانون الدستوري لخدمة المجتمع المدني الفلسطيني وحماية الفئات المهمشة والضعيفة فيه ومن يتعرضون للطرد والابعاد وهي بصدد تعلم اللغة العبرية على طريق مباشرة الدفاع عن حقوق الفلسطينيين خاصة في القدس، فالالف ميل تبدأ بخطوة واحدة..! وهي تؤمن ان المؤسسات لا تبنى في يوم وليلة وامامنا عمل كبير وشاق لغرس ثقافة انفتاح جديدة وإحداث تغيير في الافكار السائدة واملها ان تعطي خبرتها للحكومة التي تكون فعلا في خدمة الشعب وهي تمارس حاليا الكتابات القانونية وتعتبر ان الساحة السياسية الفلسطينية مفتوحة امام الجميع لخوض غمارها من اجل المساهمة في المشاريع والبرامج السياسية التي تصب اخيرا في خدمة القدس والوطن فلسطين.

وخلصت الى القول انه يجب ان نعرف كيف يتم فرض قرارات القانون الدولي على إسرائيل من خلال العمل الجاد على إعادة النظر في كيفية التعامل مع وضعية الأراضي الفلسطينية المنتهكة السيادة وهي ورقة مهمة ومؤثرة اذا استطعنا الإمساك بها وإدارتها بشكل جيد وحكيم في المحافل الدولية كافة.