وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قدورة: الإهمال الطبي تسبب باستشهاد العديد من الأسرى

نشر بتاريخ: 23/05/2010 ( آخر تحديث: 23/05/2010 الساعة: 13:29 )
رام الله- معا- قال قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني، إن الحالات المرضية بين الأسرى في سجون الاحتلال في ازدياد يومي وفى كافة السجون والمعتقلات ، ما هو الا دليل على استمرار إسرائيل في سياسة الإهمال الطبي المتعمد للأسرى، حيث أصبحت سياسة مبرمجة ومتعمدة من قبل إدارة السجون ، فاكثر من ألف وخمسمائة أسير مريض في سجون الاحتلال يتعرضون يومياً للموت البطيء بسبب الإهمال الطبي المتعمد الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحقهم ، وتكشفت سياسات الاهمال الطبي من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية.

وأضاف إن سجون الاحتلال تشهد غياباً لطواقم الطبية، وهناك بعض السجون التي لا يوجد بها طبيب، وأصبح الإهمال الطبي في السجون (الإسرائيلية) أحد الأسلحة التي تستخدمها سلطات الاحتلال لقتل الأسرى وتركهم فريسة سهلة للأمراض الفتاكة.

وأكد قدورة إن إدارة السجون الإسرائيلية "سواء التابعة للجيش أو لمصلحة السجون" تنتهك كافة الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بالرعاية الطبية والصحية للمعتقلين المرضى ، وخاصة المادة (92) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على انه ( تجرى فحوص طبية للمعتقلين مرة واحدة على الأقل شهرياً ، والغرض منها بصورة خاصة مراقبة الحالة الصحية والتغذية العامة، والنظافة، وكذلك اكتشاف الأمراض المعدية، ويتضمن الفحص بوجه خاص مراجعة وزن كل شخص معتقل ، وفحصا بالتصوير بالأشعة مرة واحدة على الأقل سنويا ). كما أن العشرات من المعتقلين الذين اجمع الأطباء على خطورة حالتهم الصحية ، وحاجتهم الماسة للعلاج وإجراء عمليات جراحية عاجلة بما فيهم مسنين ، وأطفال ، ونساء ، ترفض إدارة السجون نقلهم للعيادات أو المستشفيات ، ولا زالت تعالجهم بحبة الأكامول السحرية التي يصفها الأطباء لجميع الأمراض على اختلافها.

مشيرا في ذات الوقت إلى إن تأخر إدارة السجون المعتمد في إجراء بعض الفحوصات والتحاليل الطبية وصور الأشعة والتي تكتشف المرض في مراحله الأولى أدت إلى تمكن المرض واستفحاله في أجساد بعض الأسرى ، فقد ينتظر الأسير المريض لشهور طويلة ولسنوات لكي تسمح له إدارة السجن بإجراء تحليل أو صورة أشعة، كذلك أدى التأخر المتعمد في إجراء عمليات جراحية عاجلة لبعض الأسرى الذين يعانون من أمراض خطيرة وصعبة إلى انعدام الأمل في الشفاء وتعرض الأسرى إلى خطر حقيقي على حياتهم.

وأشار فارس إن حالات مرضية كثيرة تم رصدها من قبل محاموه نادي الأسير من بينها حالات خطيرة مصابة بأمراض الكلى، والسرطان ، والسكر، والقلب ، والشلل ، وفقد البصر ، منهم على سبيل المثال لا الحصر الاسير محمد مصطفي عبد العزيز من غزة معتقل منذ تاريخ 1/7/2000 ومحكوم بالسجن 12 عاما مصاب بشلل نصفي ، وكذلك الاسير خالد جمال من جنين معتقل بتاريخ 25/5/2007 محكوم بالسجن المؤبد ، و كذلك الاسير اشرف ابو ذريع من الخليل اعتقل بتاريخ 14/5/2006 ومحكوم 6.5 سنه ، و الأسير ناهض الأقرع يعاني من بتر رجله ورجله الأخرى مهدده بالبتر .

وبين قدورة بان المرض فتك بالعديد من الأسرى داخل السجون الإسرائيلية بحيث بلغ عدد الأسرى الذين استشهدوا في سجون الاحتلال نتيجة الإهمال الطبي 48 أسيرا من مجمل 201 أسيرا استشهدوا منذ العام 1967 في سجون الاحتلال ، أولهم الأسير خليل الرشا يده من بيت لحم والذي اعتقل يوم 28/4/1968 وتعرض لنوبة ولم يقدم له العلاج ، وأخرهم الأسير رائد أبو حماد من العيزرية استشهد بتاريخ 16/4/2010 ، بعد تلقيه ضربة أدت إلى تهتك في العمود الفقري ، وخلال سنوات الانتفاضة الأولى السبع استشهد نتيجة الإهمال الطبي 11 أسير ، وهم قنديل علوان ، عطا عياد ، محمد حماد ، عبد المنعم كولك ، عمر القاسم ، محمد الريفي ، رائق سليمان ، جاسر أبو ارميلة ، حسين عبيدات ، يحيى الناطور ، أحمد إسماعيل . بينما خلال إنتفاضة الأقصى استشهد 12 أسير هم : محمد الدهامين ، أحمد جوابرة ، وليد عمرو ، بشير عويس ، فواز البلبل ، محمد أبو هدوان ، راسم غنيمات ، عبد الفتاح رداد ، بشار بني عودة ، جواد أبو مغصيب ، سليمان محمد محمود درايجة ، جمال السراحين .

وأوضح أن 70 أسيرا استشهدوا نتيجة تعذيبهم في مراكز التحقيق الاسرائيلية كان اولهم الاسير يوسف الجبالي من نابلس الذي اعتقل بتاريخ 4/1/1968م واستشهد في سجن نابلس نتيجة ممارسة شتى انواع التعذيب بحقه ، و اخر من استشهد نتيجة التعذيب الاسير وائل القراوي من حي الطور في القدس حيث تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح بعد اعتقاله بتاريخ 9/3/2007 ، وشهدت الفترة في اوائل السبعينيات الى توقيع اتفاقية اوسلو ذروة قتل الاسرى عن طريق تعذيبهم حيث استشهد في تلك الفترة 54 اسيرا .

وأضاف بان 73 أسيرا تم قتلهم بدم بارد فور اعتقالهم واول من استشهد منهم الاسرى : احمد النويري وخليل كامل وزكي هاشم من مخيم النصيرات بتاريخ 8/6/1967 ، واخر من استشهد منهم فواز عوني فريحات من بلدة اليامون في جنين وبتاريخ 7/1/2008م .

وجاء في التقرير ايضا بان 7 اسرى استشهدوا اثناء محاولتهم الفرار من المعتقل او داخل المعتقل نتيجة قمعهم ، او نتيجة اطلاق الرصاص عليهم من قبل حراس السجن ، حيث ان الاسيرين اسعد الشوا من غزة ، و بسام الصمودي من اليامون اطلق عليهم الرصاص من قبل حراس معتقل النقب بتاريخ 16/8/1988م ، والاسير نضال زهدي من رام الله استشهد في معتقل مجدو بتاريخ 8/2/1989 برصاصة من حارس السجن ، والاسير صبري منصور من قرية الجيب برصاص حراس سجن عوفر اثناء محاولته الهرب بتاريخ 7/7/1990 ، والاسير موسى عبد الرحمن من نوبا برصاص حراس المعتقل بتاريخ 18/1/1992م ، والاسير محمد صافي اصيب بعيار ناري في معتقل النقب خلال قمع الاسرى من قبل الوحدات الخاصة .

وتحدث فارس حول أوضاع الأسرى الصحية فقال : نجد أن غالبية المعتقلين الفلسطينيين يواجهون مشكلة في أوضاعهم الصحية نظراً لتردي ظروف احتجازهم فى السجون الإسرائيلية، فخلال فترة التحقيق يحتجز المعتقلون في زنازين ضيقة لا تتوفر فيها أدنى مقومات الصحة العامة، حيث يتعرضون لسوء المعاملة ، والضرب والتعذيب ، والإرهاق النفسي والعصبي ، مما يؤثر على أوضاعهم الصحية بشكل سلبي ، وهذا الزنازين عادة ما تكون مزدحمة ومكتظة تفتقر إلى أدنى المقومات المعيشة والصحة ، فلا يوجد بها أغطيه كافية ، ولا تهوية مناسبة ، ولا أمكانية للاستحمام ، والطعام الذي يقدم للأسرى ردئ وكمياته قليلة واحيانا كثيره يكون منتهي الصلاحيه، ويعانى المعتقلون من نقص شديد في مواد التنظيف والتعقيم مما يحول دون إمكانية تصديهم للأمراض والحشرات ومثال ذلك سجن الشارون . وتعانى السجون من افتقارها إلى الطواقم الطبية المتخصصة ، وهناك بعض السجون لا يوجد بها طبيب ، وغالباً ما يكون الأطباء فى السجون أطباء عاميين ،لذا ينتظر الاسرى فترات طويلة ليتم عرضهم على طبيب متخصص ، واذا كان الأسير يستطيع ان ينتظر فالمرض لا ينتظر احد !! فقد أصبح الإهمال الطبي في السجون الإسرائيلية أحد الأسلحة التي تستخدمها سلطات الاحتلال لقتل الأسرى وتركهم فريسة سهلة للأمراض الفتاكة.

إن العشرات من المعتقلين الذين أجمع الأطباء على خطورة حالتهم الصحية، وحاجتهم الماسة للعلاج وإجراء عمليات جراحية عاجلة بما فيهم مسنين، وأطفال، ونساء، ترفض إدارة السجون نقلهم للعيادات أو المستشفيات، ولا زالت تعالجهم بحبة الأكامول السحرية التي يصفها الأطباء لجميع الأمراض على اختلافها كمرضى السكري، والقلب، والسرطان، والباصور، وضعف البصر، والكلى، والأمراض الجلدية، والإعاقات، والأمراض النفسية، والمصابين بالرصاص، كذلك أدى تأخر إدارة السجون المعتمد في إجراء بعض العمليات للمرضى إلى بتر أطراف من أجساد معتقلين يعانون من مرض السكري، كما أن هناك معتقلين ادخلوا إلى عيادات ومستشفيات السجون وهم يعانون من أعراض مرضية بسيطة، وغادروه بعاهات مستديمة وأمراض خطيرة.

هذا بالإضافة إلى تمكن المرض واستفحاله في أجساد بعض الأسرى نتيجة تأخر التحاليل الطبية والمخبرية وصور الأشعة التي تكتشف المرض في مراحلة الأولى، فقد ينتظر الأسير المريض لشهور طويلة ولسنوات لكي تسمح له إدارة السجن بإجراء تحليل أو صورة أشعة،وهذا ما حدث للأسير (راغب علي بحلق) في سجن "جلبوع"، حيث كان يعاني من اضطرا بات وتشويش بالنظر، وأوصى الطبيب بعرضه على طبيب أمراض صدريه متخصص لفحصه لاشتباه بوجود مرض خطير، هذا الكشف جرى بعد عامين من توصية الطبيب، الأمر الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية وإصابته بورم خبيث، يتطلب علاجاً إشعاعيا، ويتلقى جرعات من العلاج غير مناسبة لحالته المرضية، تؤدى إلى تعرض حياته للخطر.

وتعمد إدارة السجون إلى استغلال مرض الأسرى وحاجتهم للحصول على العلاج، لابتزازهم على التعامل مع الاحتلال، أو تقديم معلومات عن أنفسهم وغيرهم من المعتقلين، وإلا لن تقدم لهم العلاج، وخاصة الأسرى الذين يخضعون للتحقيق والذين يُعتقلون بعد إصابتهم بالرصاص، والضغط عليهم بعدم إسعافهم أو علاجهم لكي يقدموا اعترافا أمام جهاز المخابرات الاسرائيلية المسؤول عن التحقيق معهم.

وبهذا الدور الخطير تواطأ من يدعون بالأطباء في عيادات ومستشفيات السجون، مع رجال التحقيق في مهامهم القمعية ضد الأسرى، بغض النظر عن حاجة المريض الأسير للعلاج أو المساعدة، وبدا ذلك واضحاً من شهادات العشرات من الأسرى الذين تم نقلهم للعلاج في سجن مستشفى الرملة، الذي لا يمكن تسميته بالمشفى بل يعتبر قسماً من أقسام العزل والعقاب تمارس فيه سلطات الاحتلال كافة أشكال التنكيل والتعذيب بحق الأسرى المرضى، وتحرمهم من أبسط حقوقهم التي نصت عليها كافة القوانين والاتفاقيات الدولية، وكفلتها المؤسسات الإنسانية.

وفي نهاية التقرير ناشد فارس كافة المؤسسات الحقوقية والمدافعة عن الاسرى في سجون الاحتلال العمل على فضح كافة الانتهاكات التي تمارس بحق الاسرى في سجون الاحتلال ، وإيصال آلام الاسرى لكافة المحافل الدولية ، من اجل إيلاء أهمية لقضية الأسرى بشكل اكبر واوسع.