المجلس التشريعي معطل ومصروفاته تتخطى عشرات الملايين !!

بيت لحم -معا- اعتاد الكثيرون انه وبحال تعطل لديهم اي شيء مهما كان زهيد القيمة ان يذهبوا جرياً لاصلاحه او الحصول على بديل له او حتى تجديده ، هؤلاء يقومون بهذا الاجراء رغبة منهم في ملء فراغ ما لا يجدون خيرا في بقائه على حاله ، هذا هو الامر الطبيعي في هكذا حالة ، لكن ما هو غير طبيعي ان يتعطل مجلسنا التشريعي الفلسطيني ، لأكثر من اربع سنوات ، وهنا اقول مجلسنا ، فهو لسان حال العب الفلسطيني فيما يتعرض له من مشاكل.

وانطلاقا من هذه النقطة قام قسم التلفزيون في شبكة "معا" بتخصيص حلقة هذا الاسبوع من برنامج ناس وناس الذي يقدمه الاعلامي عبد العزيز نوفل للحديث عن حيثيات الموضوع ومعرفة اسبابه وتداعياته .

ففي حلقة خاصة ، من مدينة طولكرم استضاف الدكتور حسن خريشة ، النائب الثاني في المجلس التشريعي الفلسطيني ، طاقم شبكة معا في بيته ، متحدثا عن الموضوع .

وفي بداية حديثه اوضح خريشة ان السبب الرئيسي لتعطل المجلس التشريعي قائلا:" ان المجلس قد غُيب وغاب وأريد له ان يبقى معطل ، من قبل الاحتلال ومن قبل المجتمع الدولي الذي لم يعترف بالديموقراطية الفلسطينية ، بالاضافة الى انقسام القطبين الفلسطينيين المتمثلان بحركتي فتح وحماس ، على الرغم من تشكيلهما لما يزيد عن 95% من المجلس ، الا انهم وفي ظل الانقسام الحاصل ساهموا بشكل كبير في تغييب دور المجلس التشريعي ".

وحول امساك الاعضاء المستقلين في المجلس التشريعي والذي من بينهم النائب خريشة، للعصا من المنتصف ، وعن عدم تحليهم بالصراحة الكافية امام المجتمع اجاب خريشة ، بأنهم كمستقلون جزء من هذا المجلس ويتحملون مسؤولياتهم كاملة، وتحدث عن محاولات قام بها مجموعة من النواب لاعادة تفعيل المجلس التشريعي ، لكن هذه المحاولات فشلت، مضيفاً انه خرج وقتها للإعلام محملاً نفسه المسؤولية عن هذا الفشل على الرغم من وجوب تحملها من قبل الجميع ومقدماً استقالته، معتبراً المستقلين من النواب ما هم الا اقلية ولا يشكلون قاعدة بين باقي الاعضاء.

وكانت هذه الحلقة من برنامج ناس وناس قد بُدأت بتقرير اعده اسلام حمد من قسم التلفزيون في شبكة معاً ، تطرق خلاله الى انه وبالرغم من تعطل المجلس التشريعي لاربع سنوات ونصف السنة ، وبالتالي عدم اقراره لقانون واحد ، الا ان فاتورته الشهرية تفوق الملايين ، وقد تحدثت خالدة جرار ، عضو المجلس التشريعي عن كتلة ابو علي مصطفى ، عن ان الاعضاء في المجلس ما هم الا ممثلين لأحزابهم ومساهمين في شرعنة الوضع القائم وتعزيز الانقسام .

وعن استمرار تقاضي النواب في المجلس التشريعي لرواتبهم بالرغم من تعطله، رد خريشة ، فعلاً هذا السؤال يطرح دائماً على اعتبار اننا فقط نحمل اسم نائب ولا نمارس الصلاحيات التي يمنحها لنا هذا الاسم ، لكن النواب يمارسوا عملهم بشكل فردي ، مع ان الفردية لا تجدي نفعاً في هذا الموضوع ، فالمجلس التشريعي جسم جماعي ، فشله يعني فشل افراده .

وأكد خريشة على كونه من دعاة التوقف عن صرف المخصصات الاضافية للنواب ، مثل مصروفات مكاتب النواب ، مؤكداً كذلك على ان المتقاعدين من النواب هم فقط من يحصلوا على رواتب على اعتبار انهم من القدامى .

وفيما يتعلق بموازنة المجلس التشريعي للعام 2009 ، فقد تخطت قيمة الرواتب والاجور سقف الـ 35.5 المليون شيكل ، و 13 مليون رواتب اساسية ، و 32 مليون علاوات وبدل، بالاضافة الى 2 مليون مهمات رسمية وغيرها من الارقام الضخمة، التي اعاد خريشة واكد في صدد الاجابة عنها عن تأييده لصرف الرواتب للنواب لكن مع حذف ما تتضمنه من اضافات ، معتقداً ان المجلس التشريعي قد اوقف صرف العلاوات ، معتبراً ان ما يجري من تحركات من قبل النواب هي بمبادرة فردية منهم شخصياً .

وحول ما اذا كان المسؤول عن النزاهة والشفافية في المجلس التشريعي فاسداً اجاب خريشة " لا ، لا نستطيع ان نقول ذلك ، المجلس ونوابه هم الجهة الوحيدة صاحبة الحق بالرقابة على السلطة التنفيذية وتوجيه المال العام " .

وفي معرض السؤال حول ما اذا كانت الحكومة هي السبب في تعطل المجلس التشريعي ، اجاب خريشة : " عندما يصل الامر بنا ان نعتمد التشريعات والقوانين بمرسوم رئاسي والحكومة تقدم هذه التشريعات للرئيس ليقرها ، هذا الامر تغييب متعمد للمجلس التشريعي ، فالمجلس يعبر عن عن ارادة الناس ، فكان من الاولى ان يتم تفعيل المجلس التشريعي، كما اعتبر النائب خريشة ان انحياز النواب الى احزابهم ، هو جزء من المشكة ، فالنواب مسؤولون عن ذلك ، لكن كل نائب اصبح يعبر عن حركته وعن حزبه ، بدلاً من ان يعبر عن مصالح الشعب الفلسطيني بأكمله .

وعن عدم تصويت خريشة على حكومة الوحدة الوطنية ، اعتبر بأنها لم تكن تعبر عن وحدة وطنية ، حتى الشخص الذي قادها هو وبإجماع من الكل كان يعبر دور غير ايجابي ، وقد كان هناك عزل سياسي للسلطة التنفيذية ، وبالتالي من غير المعقول ان يصبح من حرض على الانقسام جزءاً من السلطة .

وفي موضوع لا يبتعد كثيرا عن اروقة المجلس التشريعي اعتبر خريشة ، ان القانون الاساسي الفلسطيني غير واضح في بعض جوانبه ، وان المجلس التشريعي حالياً فاقد للشرعية الجماهيرية، مؤكداً على ضرورة الاحتجاج للدفع بإجراء انتخابات جديدة ، لتعود للمجلس فاعليته، فالمجلس مثلاً كان هو الغائب الاكبر في حوارات القاهرة ، فالطرفين المتحاورين استبعدوا مشاركته ، وهكذا فهم يتحملوا مسؤولية تعطله.

وختم خريشة بالحديث عن اهم الاجراءات التي من الممكن القيام بها لاعادة تفعيل المجلس التشريعي ، مشددا على ان الرئيس محمود عباس هو الشخص الوحيد الذي يمتلك حق الدعوة لدورة برلمانية جديدة للمجلس ، بالاضافة الى ضرورة وجود خيمة للحوار والتعايش بين الطرفين ، وعندها يصبح بالامكان الدعوة لانتخابات رئاسية وتشريعية وفق القانون ، تعود بالمصلحة على الجميع .

يشار الى ان برنامج ناس وناس، الذي يقدمه عبد العزيز نوفل ، هو من انتاج قسم التلفزيون في شبكة معا الاخبارية ، ويبث عبر شاشات شبكة معا التالية : تلفزيون الامل ، تلفزيون بيت لحم ، تلفزيون القدس التربوي ، تلفزيون امواج، تلفزيون نابلس ، تلفزيون قلقيلية ، تلفزيون السلام ، وتلفزيون فرح .