وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

للقدس سلام آت آت آت... بقلم: منذر قريع

نشر بتاريخ: 25/05/2010 ( آخر تحديث: 25/05/2010 الساعة: 20:26 )
تنظم وزارة الشباب والرياضة مارثون القدس الدولي الأول، يوم الخميس القادم على ارض القدس في ابوديس، يأتي تنظيم هذا المهرجان، بعد موافقة مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب في دورته الثالثة والثلاثين والتي أقيمت في العاصمة اللبنانية بيروت على فكرة الوفد الفلسطيني لهذا المارثون.

تحولت وزارة الشباب والرياضة والمديريات التابعة لها في جميع المحافظات، إلى خلية نحل من اجل أنجاح هذا الحدث الأول من نوعه، الهائل في فكرته، حيث تم مخاطبة جميع الأندية والمراكز والمؤسسات، الرسمية والشعبية والخاصة، في جميع أركان المعمورة في فلسطين وخارجها، من اجل تحقيق هذا الحدث لأهدافه الكثيرة، والتي سأتحدث عنها بإسهاب، على أمل تحفيز كل غيور على القدس للمشاركة في هذا الحدث الدولي.

يأتي هذا الحدث في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها القدس وأهاليها وسكانها وأرضها من قبل الاحتلال، والمتمثل في مصادرة الأراضي، هدم واستيلاء على المباني، وحرمان المواطنين من الوصول إلى المدينة المقدسة، سواء للعلاج أو أداء للشعائر الدينية، في ظل انتصاب جدار الذل والعنصرية على طول أراضي القدس وسائر أراضي المحافظات الفلسطينية، وهذه مناسبة جديرة بالاستغلال لفضح الممارسات الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في القدس.

ستعطي مشاركة عدد من الدول العربية والصديقة والمتضامنين الأجانب والأشقاء من الداخل الفلسطيني، في هذا الحدث أهمية خاصة، من اجل مشاهدة ما تتعرض له القدس من تهويد ومعاناة على ارض الواقع، وتأكيدا على انه، "ما زالت بلاد العرب أوطاني من الشام لبغداد".

وأن ثمة بقية من مجد الماضي وعزة الأجداد مازالت تحيى في ثنايا ضمائر جيل العروبة والكرامة وحب الوطن والإيمان بأنفسنا ومكامن قوتنا، وان البعد العربي هو البعد الاستراتيجي لدعم الحق الفلسطيني لنيل حقوقه. تحمل هذه التظاهرة الرياضية البعد السياسي الكامل، من خلال التأكيد على عروبة القدس، وأنها العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني، وان أي بوصلة لا تشير إلى القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية فهي مشبوهة، وان الحديث عن الوطن البديل هو درب من الخيال لا مجال ولا وجود لها عند أي فلسطيني أو عربي.

هذه التظاهرة تمثل المقاومة السلمية التي تحدثت عنها كثيرا، فالرياضة اللغة التي تفهمها شعوب العالم جميعا، ويمكن استغلالها لتحقيق المكاسب السياسية الكبيرة، والخروج من حالة العجز الذاتي، وتغيير نظرة العالم ألينا في إننا نمثل الإرهاب ولا نعرف غير ذلك، وأننا نمتلك طرقا أخرى للفت أنظار العالم إلى عدالة قضيتنا.

تغنت وتعهدت فيروز ونحن معها، بان أبواب القدس لن تقفل، وأننا سندق على الأبواب وستفتح الأبواب، لان البيت لنا والقدس لنا وبأيدينا سنعيد بهاء القدس، بأيدينا، للقدس سلام آت...كم تثير فينا تلك الكلمات روح الفخر وتعيد لقدسنا هويتها المغتصبة، وأمل التحرير والنصر، وتنسينا زمن الجزر، الذي نعيش فيه، وان بيارق العزة والكرامة ستبقى ترفرف فوق القدس ومآذن وكنائس القدس.

مشاركة الدكتور سلام فياض، رئيس الوزراء في هذه التظاهرة، فرصة له من اجل تأجيج روح الوطنية من جديد في الشباب الفلسطيني المشارك، بعد سنوات من اليأس والإحباط من المواقف والوعود بتحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والتأكيد على أن الغد والمجد المخلد هو للشباب، مهما طال الليل والظلام، وهو مدعو أيضا للعمل لدعم القدس عبر مشاريع ومجمعات رياضية وبنية تحتية يستفيد منها شباب وأهالي القدس، وتثبيت أقدامهم في القدس، وإخراج الوعود بدعم القدس إلى حيز التنفيذ، وألا تبقى حبيسة الخزائن والوعود.

أنها الفرصة لكل من يحب القدس لكي يشارك في هذا الحدث، والحديث يدور عن خمسة ألاف مشارك، فأين البقية؟ ألا تستحق القدس منا ساعتين من الزمن، للتضامن معها مما تتعرض أليه؟ أليس اضعف الأيمان أن نقف إلى جانب القدس بالقلب في ظل أن غيرنا يقف بالمليارات لتهويدها؟
وفي الختام نرحب بكل من سلبي نداء القدس في ابوديس، بلد العلم والعلماء والشعراء والساسة والشهداء.