وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

انتبه: أنت في جنين!

نشر بتاريخ: 26/05/2010 ( آخر تحديث: 26/05/2010 الساعة: 15:24 )
جنين- معا- بعيداً عن الضوضاء وعلى بعد اربعة كيلو مترات من مركز مدينة جنين وبين احضان الطبيعة في حي يقع جنوب شرق المدينة يطلق عليه السويطات، المتميز باشجاره الحرجية ومناظره الخلابة وهوائه النقي، قطف رجل الاعمال ابراهيم حداد ثمار جهوده الكبيرة.

رجل تميز بحبه لوطنه وارضه عارض انه من المستحيل الحديث عن اي تنمية سياحية كانت اوقتصادية في غمرة الاوضاع التي كانت تدفع برأس المال والمستثمرين الهروب الى الخارج او حتى مجرد التفكير بالاستثمار داخل فلسطين.

البداية...

يقول ابراهيم حداد بدأت حياتي بالحدادة في ورشة صغيرة كان يمتلكها والدي في بداية الستينات ولم اكن امتلك حينها سوى العقل. انهيت دراستي في مدرسة نابلس الصناعية عام 1964 في مجال الخراطة وهاجرت الى الخارج وبالتحديد الى لبنان بحثاً عن العمل والتطور ومكثت فيها نحو ثلاث سنوات تسلحت خلالها بالخبرة والمعرفة وعدت الى ارض الوطن لأعمل مع والدي واساعده في ورشته في مجال تصنيع الادوات الزراعية حينها بدأت احلم بالتطور وقررت الانطلاق من الصفر مع انني لا املك المال فبادرت بشراء مخرطة متواضعة وعدة بسيطة وبدأت العمل في صيانة وتصنيع وتصليح الالات الزراعية البدائية نظراً لاهميتها والتي تتناسب مع طريقة العمل الزراعي في محافظة جنين وبتلك الامكانيات البسيطة انشأت ورشة فنية بدأت اطورها يوما بعد يوم لتلبية احتياجات القطاع الزراعي وخلال خمس سنوات تقريباً اصبحت متمكنآ من صناعة الادوات الزراعية الحديثة والتي تنافس بل تتفوق في كثير من الاحيان على المنتجات الاسرائيلية والدولية و اصبحت مطلوبة على مستوى الوطن العربي واسرائيل حيث شكل توسع عملي في الاسواق الاسرائيلية بمثابة نقلة نوعية لي خصوصآ بعد نجاحي وقدرتي على المنافسة حيث كانت حرية التنقل متاحة آنذاك.

التطور...

في تلك الفتره قررت تطوير ورشتي الصغيرة واشتريت قطعة ارض واقمت عليها مصنعاً متكاملاً ومتخصصاً في تصنيع الادوات الزراعية وسرعان ما اخذ المصنع يتطور نظراً للاقبال على الادوات الزراعية الحديثة التي انتجها حيث اصبحت الفلسطيني الوحيد الذي يصنع الادوات الزرعية الحديثة الثقيلة والمتطورة وفرضت نفسي في الاسواق الاسرائيلية والعالمية لاسيما بعد ان حصلت على شهادات معهد المواصفات الاسرائيلي وفاجأت العالم بوجود مثل هذا النوع من الصناعات في فلسطين.

وطورت المصنع واصبحت امتلك الكثير من الالات والمعدات المتطورة مع قدرة انتاجية عالية حتى انطلقت انتفاضة عام 1987 حيث سببت الاغلاقات المتواصله والمتكرره وعدم وصول العمال الى عملهم الى تراجعي وتراكم الديون على المصنع دون ان افكر للحظة واحدة الهروب من الواقع الاقتصادي الخانق ولم انهي عمل اي عامل لدي بل حافظت على مصدر دخلهم ووفرت لهم العيش الكريم... لحظتها بدأت التفكير في مجالات استثمارية اخرى على قاعدة تعدد المشاريع وتنوعها فأنشت عام 1993 مصنعاً لانتاج الاوكسجين الطبي والغازي والصناعي وفي العام 1996 بدأت بتنفيذ مشروع اسطوانات الغاز المنزلي وبعدها الى مصنع المواسير وخزانات المياه وصولاً للمنتج السياحي الذي اعتبره تاج اعمالي ومشاريعي.

المنتج السياحي والمتحف...

وعندما تدخل منتج حداد السياحي ترى صورة اخرى تقضي حاجة الزوار والمتنزهين والسياح ... الورود والازهار واشجار النخيل التي تزين هذه القرية.
قرية سياحية متكاملة تضم برك للسباحة لكبار والصغار وقاعات متعدده وشاليهات ومسرح وحدائق متنوعة وفندق سياحي خمس نجوم جميل المظهر شعاره التألق والخدمة المتميزه يحتوي على اربعين غرفة وقاعة للمؤتمرات والاجتماعات ومدرج تم بناؤه على غرار المدرج الروماني حيث يتسع لأكثر من الفي شخص ومدينة ملاهي بجودة عالية تعج بعشرات الالعاب والمراجيح الكهربائية ناهيك عن الملاعب متعددة الاهداف بالاضافة الى متحف للتراث الشعبي الفلسطيني يجسد الحياة الفلسطينية بكافة تفاصيلها منذ العهده العمرية وحتى يومنا هذا هادفاً منه الى تعريف الاجيال على تاريخ وحضارة الاجداد ويعود بالزائر الى اكثر من ثمانين عاماً يصور فيه القدس وعكا والاصالة العربية والصناعات البدائية والغزل والنسيج والعرس الفلسطيني والكتاتيب.

رؤيه وطنية...

ويرى حداد انه لو استثمر امواله في اي مكان في العالم لحقق ارباحاً مضاعفة ولكن المسؤولية الوطنية التي تقع على عاتق اصحاب الاموال توجب عليهم الاستثمار داخل الوطن وتنشيط الحركة الاقتصادية مضيفاً انني امتلك الكثير من المقومات التي تأهلني للاستثمار في الخارح وكثيراً من الاصدقاء نصحوني بذلك وبالحد الادنى خارج جنين الا انني اؤمن بالاستثمار في بلدي التي ولدت وعشت فيها.