|
هدى.. صورة الطفلة التي ركضت حول جثة والدها اخجلت امريكا واسرائيل وابكت الامة العربية والعالم
نشر بتاريخ: 10/06/2006 ( آخر تحديث: 10/06/2006 الساعة: 21:16 )
غزة - معا- علمت وكالة معا الاخبارية من مصادر لها في العاصمة القطرية الدوحة ان القنصلية الامريكية هناك اتصلت بادارة قناة الجزيرة وطلبت منها وقف بث صورة الطفلة هدى وهي تركض حول جثة اهلها وتصرخ على جيش الاحتلال يلعن ابوكو .
هدى.. كالنورس المسفوح دمه و كطير مهاجر هوت على حبات رمل غزة المنكوبة المجبولة بدماء أخوانها وأبيها و أمها. هدى ابوغالي ابنة العشر سنوات قرر والدها وتحت إصرار أولاده إلا يكون يوم الجمعة يوما عاديا ..أراد ان يهرب من حرارة الطقس من منزله الواقع في مدينة بيت لاهيا شمال غزة ..أراد أن يأخذهم لنزهة الى البحر على هدير البحر يطغى على صوت القذائف المدفعية التي تدك مدن شمال القطاع كعقارب الساعة ليل نهار لتقض مضاجع الناس وتجعل من حياة شمال غزة وهو ريفها الهادئ إلى جحيم. هدى انتهى العام الدارسي لديها ونجحت وباقي إخوانها درسوا تحت القصف ونجحوا وجاءت لحظة تسرقها هذه العائلة من زمن غزة المشتعل بحرارة الصيف و بنار البارود لتمرح قليلا. على بحر غزة الذي لم يبد كعادته هذا الصيف فقد هجره محبو الزرقة ومحبو السمر لم تعد غزة كما كانت الفقر و عدم الأمن سيدا الموقف. قبل غروب الشمس و انكسارها في البحر جلست العائلة بجانب الأواني التي جهز فيها الغداء الأخير والأطفال في الأسرة نائمون والألعاب وحيدة على الشاطئ بعد أن أجهدها اللعب لم يعد شيء ممكنا أنها لحظة التأمل في أفق لم يعد لغزة غيره بعدما أصبحت كتلة إسمنتية خالية من الخبز و الأمن. جلست العائلة لتتأمل المستقبل المجهول أصلا وقبالة العائلة كان زورق الموت يجثم على الشاطئ ليخطف بريق الشمس الذهبية ويخطف الهواء والبحر والأهل ويترك هدى وحدها. لحظات قليلة بين الابتسامة على الشفاه اليابسة وانطلاق القذائف من زورق الموت لتدك الأجسام المتعبة وأسرة الأطفال وألعابهم والملابس المبللة بملوحة الأيام التي ابتلت بملوحة البحر . هدى هربت إلى أين لاتعلم عادت هدى كالنورس المذبوح جاءت راكضة وعين الكاميرا تطارد الأشلاء هدى تنظر هنا كانت والدتي وهنا كان إخوتي ولكن صرخات لم ينساها البحر وكانت اعلى من هدير الموج كان الأب حاضرا غائبا صرخة يابا الصرخة الأخيرة والنداء الأخير . اليوم لم تبك هدى أبيها بكت أختها الهام و هنادي وصابرين وهيثم و زوجة أبيها عالية و رئيسة أمها بكت هدى عائلتها وكان الصوت يعلو هدير البحر على يابا . |