وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فكفكة العقدة السلوانية * بقلم :خالد الغول

نشر بتاريخ: 28/05/2010 ( آخر تحديث: 28/05/2010 الساعة: 15:02 )
ما الذي يجعل أزمة نادي سلوان تستعصي على الحل الى هذه الدرجة ؟
كثيرون صرخوا ونادوا واستنجدوا واستغاثوا حتى بحت اصواتهم من اجل انقاذ نادي سلوان، واخرون طالبوا باعادة بناء النادي على اسس جديدة، وباسلوب عمل جديد وبرؤية واليات عمل جديدة، وبطواقم وكوادر بشرية جديدة. ولكن لم ينتج حتى الان خطوة عملية واحدة تؤكد على توجه فعلي نحو الخلاص بالاستفادة من تجارب الماضي. بايجابياتها وسلبياتها.

الاحتلال عائق ضخم امام نادي سلوان، وخطر داهم يحاصر النادي ويخنقه الى درجة لا يمكن مقارنتها بالاندية المحلية الاخرى، وهذا امر لا شك فيه.. ولكن هل يقف الاحتلال فقط عائقا امام تطور وازدهار نادي سلوان؟ ام توجد عوامل ذاتية تلعب دورا في الاعاقة والمراوحة في المكان؟
ان العقدة السلوانية باختصار هي عقدة فقدان الثقة. فبعد لقاءات وورش عمل كثيرة جرت في داخل النادي بهدف تشخيص وفحص الواقع ودراسة سبل مواجهة الاستحقاقات القادمة وصياغة خطط وبرامج عمل قابلة للتنفيذ وفق المعطيات والامكانيات المتوافرة، كانت اللافتة الكبيرة التي تحوم حول الورش في كل لحظة هي لافتة ضخمة على شكل سؤال كبير (من يعيد الثقة؟)

هذه الثقة سوف تعود حتما عندما يغيب الاعتقاد بان النجاح يمكن ان يحالف لاعبا واحدا فقط في ملعب نادي سلوان ، سواء كان هذا اللاعب فردا او عائلة او فئة او حزبا او جهة.
ستعود الثقة فقط اذا سادت حالة توافق ووئام وتكاتف بين الجميع، على قاعدة ان (نادي سلوان نادي الجميع). واذا لم يتخذ اي طرف قرارا باقصاء طرف آخر، واذا لم تتم الاستهانة بقدرات اي فرد، واذا تم التخلي عن اعتقاد اي طرف او شخص بانه هو فقط يمتلك مفتاح الحل، وانه الوحيد الذي يحتكر الحقيقة ويدري من أين تؤكل الكتف. فالكل بحاجة الى الكل ولا احد يمكنه ان يستغني عن الاخرين.

ستعود الثقة اذا كانت هنالك ضمانات مؤكدة بان النجاح هو الخيار الوحيد امام الهيئة الادارية القادمة، وأنه لا مجال للتجريب.
ستعود الثقة اذا كانت هنالك خطط واضحة وبرنامج عمل محدد تقتنع الناس بان هذا البرنامج بعد تنفيذه سيحقق الانجاز المأمول.
ستعود الثقة اذا كان اختيار الناس المناسبين للمناصب، وليس اختيار المناصب المناسبة للناس.

ستعود الثقة اذا اطمأن كل سلواني في كل مكان في العالم بان تغيرا فعليا يتحقق في النهج الاداري والمالي والرياضي في النادي.
ستعود الثقة اذا اطمأن الناس الى وجود حكمة وحنكة في ادارة الامور المالية، وبراعة في استقطاب الاموال، ومهارة في الاستفادة من الموارد المالية المتوافرة، والتي يتم ابتكارها.
ستعود الثقة اذا حاز كل لاعب ومدرب، وكل عضو في اي دائرة او طاقم اداري او فني على قيمته ووزنه وحضوره، واذا امتلك هؤلاء القدرة على التأثير وتم التعامل معهم كمشاركين في اتخاذ القرارات وفي تحديد السياسات.
ستعود الثقة اذا اخذ الشباب من ذوي الكفاءة والقدرة والدراية دورهم المركزي في التخطيط والتنفيذ.

ليست الثقة ان تقوم الهيئة العامة اليوم بتزكية مجموعة من الناس لاستلام الهيئة الادارية ثم تتركهم (يقاتلوا هم وربهم) وحيدين دون دعم او مساندة ثم تنتظر نهاية العام الاداري لتشحذ سكاكين اللوم عليهم ، مع ان تهمة التقصير تلاحق اللائمين ايضا.
وليست الثقة ان اكتفي كهيئة ادارية بتزكية من الهيئة العامة، في اول العام الاداري ثم ارتكب يوميا اخطاء قاتلة بحق النادي دون أن احاسب نفسي او احترم حق الهيئة العامة في محاسبتي واخضاعي للمساءلة بشفافية ووضوح وجرأة.
عندما تعود الثقة يأتي كل شيء ، فيا ايها السلاونة ... من يعيد الثقة ؟؟