|
الحديث ذو شجون **بقلم : فايز نصار
نشر بتاريخ: 30/05/2010 ( آخر تحديث: 30/05/2010 الساعة: 19:04 )
الرهان الصائب !
ينتظر الشارع الرياضي الفلسطيني بلهفة ، الثلاثاء الأول من حزيران هذا الصيف الساخن ، لأنه سيشكل منعرجا هاما في تاريخ كرة القدم الفلسطينية ، التي ستصبح أكثر انضباطا وتنظيما تحت ظلال الاحتراف . وتعول الأوساط الرياضية الفلسطينية على نجاح الاتحاد في حرق المراحل ، واستدراك إخفاقات السنوات العجاف ، للسير قدما بكرتنا الفلسطينية ، واللحاق بركب الكرة في المحيط العربي والأسيوي ، قبل الاقتراب من المستوى العالمي ، لان ترتيب منتخبنا على سبورة الفيفا ، ما زال بعيدا عن طموحات شعبنا في الزمن الفلسطيني الجديد ! ويراهن رئيس اتحاد الكرة اللواء جبريل الرجوب على وعي الرياضيين الفلسطينيين ، المطالبين بالتفاعل مع هذه الخطوة ، التي تمثل قفزة واعية ، ليس إلى المجهول - كما يرى الكسالى - بل نحو شواطئ العزّ الرياضي الفلسطيني ، واستعادة الموقع الماجد لكرة القدم الفلسطينية على الخارطة الإقليمية والعالمية ، على اعتبار أن فلسطين هي ثالث دولة آسيوية لعبت الكرة، بعد اليابان وإيران ، وثاني دولة عربية بعد آم الكنانة ! ولا اعتقد أن مراهنة الأخ أبو رامي على تفاعل الخيريين في هذا الوطن مع مشروعة الرياضية الوطني مجرد عواطف جياشة وخطب رنانة ، تذهب أدراج الرياح عندما توضع الأمور على المحك ، بل اعتقد جازما بأن الأخ أبو رامي يراهن بكل ما يملك على شباب هذا الوطن ، للانخراط السلس في المشروع الوطني الجدي ، ومواصلة التفاعل مع المثل الرياضية الجديدة بكل انضباطية وجاهزية ، وتحمل المسؤولية كاملة غير منقوصة ، لرفع علمنا المفدى خفاقا نباهي به الأمم ! ويستند المراهنون على نجاح المرحلة القادمة من الدوري الفلسطيني ، على النجاحات الكبيرة التي حققها الاتحاد الفلسطيني ، بقيادة الأخ جبريل الرجوب في السنتين الماضيتين ، حيث تحسن الأداء بشكل لافت ، فأصبح التنظيم دقيقا ، والمستوى جيدا ، وأصبحت المواعيد تضبط لتحترم من الجميع ، والقرارات تتخذ لتنفذ من قبل الجميع ، ورأس الأمر المشورة التي تشمل كل من له علاقة بالشأن الكروي ، ثم القرار الصادق ، الذي يشارك الجميع في تنفيذه ، حتى لو تضرر البعض ، لأننا لم نسمع عبر التاريخ قرارات أرضت الجميع ! شخصيا أراهن على نجاح الاتحاد في المرحلة القادمة ، بعد النجاح الكبير في دوري محمود درويش التصنيفي ، ودوري أبو علي مصطفي التأكيدي ، وأرى ملاعبنا حافلة بالجماهير الهادرة ، التي تتغنى بنجاحات الكرة الفلسطينية ، وكلها ثقة بأن الأخ أبو رامي سيعالج بعض الملفات العالقة بكل حنكة ، من خلال تجربته الكبيرة في معالجة أصعب الملفات ، ليخرج الجميع راضيا ، حتى لا يموت الذيب ، ولا تفنى الغنمات . وسيكون الفاتح من هذا الحزيران مرفوقا ببعض الإجراءات الاحترافية التي وعد الأخ ابو رامي بحل ملفاتها ، ومنها ضرورة استحداث إطار وطني جامع ، على شكل المجلس الأعلى للشباب والرياضة ، ليتحمل المسؤولية الكاملة عن النشاط الرياضي والشبابي في الوطن والشتات ... وقد اتخذ مجلس الوزراء قبل أسبوعين قرارا واضحا في هذا الإطار ، في انتظار وضع الآليات المناسبة للتطبيق . ومن الملفات الكبرى التي يريد الأخ أبو رامي أن تحل بشكل عاجل المنشآت الرياضية ، التي ما زالت ولايتها القانونية مشتتة ، ويريد رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية أن تكون هناك آليات واضحة لها ، وتحديد الجهة التي تشرف على إدارة هذه المنشآت الرياضية بقرار سياسي ، والأمر يرتبط بضرورة وجود قانون فلسطيني شامل ، ناظم للحركة الرياضية الفلسطينية في الوطن والشتات ، ويشمل تحديد مرجعية تمويل الأندية والاتحادات بقرار سياسي ملازم أيضا . بهذه الاشراط الأربعة يتم وضع قطار الحركة الرياضية الفلسطينية على السكة السليمة ، ونضمن انطلاقة سلسة لدوري المحترفين الفلسطيني ، الذي يجب أن ينجح ، حتى لو فشلت التجربة هنا ، أو هناك ، لان ارداة الإنسان الفلسطيني هي الرهان الأكثر ضمانة في كل الاختبارات التي تعرض لها هذا الشعب ، الذي أثبت لكل الدنيا انه شعب يستحق الحياة ، لأنه يملك الحق في أرض عليها ما يستحق الحياة ! والحديث ذو شجون |