وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الْحَصَّالَة الَّتِي أَبْكَتْنِي هل من قلوب بيضاء ؟ بقلم مؤيدشريم

نشر بتاريخ: 30/05/2010 ( آخر تحديث: 30/05/2010 الساعة: 19:02 )
مَاذَا أَقُوْل لَكُم يَا أَصْحَاب الْحَصَّالَة ؟ مَاذَا سَأَكْتُب عَنْكُم يَا أَصْحَاب الْإِرَادَة الْطَّلِيقَة ؟ كَيْف أُغَازِل بِقَلَمِي عُيُوْنُكُم الْبَرَّاقَة ؟
تَلَعْثَمَت الْكَلِمَات وَجَف مِدَاد الْقْلُم ، وَانْهَمَرَت الْعُيُوْن كَالْسَّيْل الْعَرِم مِدْرَارَا ، لَقَد عِشْت مَعَكُم وَبِكُم أُعايْنْكُم لَحْظَة بِلَحْظَة وَنَبْضَة بِنَبْضَة ، لَقَد عِشْت أَحَس هَاجِسُكُم وَتُرَاوِد قَلْبِي مَشَاعُرُكُم ، لَقَد عِشْت تَحْت مَطَارِق الْأَحْزَان انْظُر أُفَكِّر أَتَأَمَّل احْصُد شَرِيْطَا مِن الْآَلَام وَالْآمَال ، لَقَد عِشْت مَدا مِن الْعُمُر لَا تُغَالِبَنِي الْدُّمُوْع ؛ لَكِنَّهَا انْسَكَبَت بِدُوْن اسْتِئْذَان .

شِبْل مَحْمُوْد وَبَرْعَم صَاحِب قَضِيَّة وَإِيْمَان يَضَع مَصْرُوْف جَيْبِه فِي تِلْك الْحَصَّالَة، يَا لَهَا مِن لَوْعَة تُحَاصَر أَشْجَانِي وَّأَحْزَانِي ، وَيَا لَهَا مِن حُرْقَة تَلِف خَاصِرَة أَذَهَانِي ، وَيَا لَهَا مِن حَسْرَة تُعَشْعِش كَخُيُوط الْعَنْكَبُوت فِي الْقَلْب ، وَيَا لَهَا مِن حِكَايَات وَرِوَايَات عَشِقْت فُصُوْلِهَا حَتَّى الْنِّهَايَة .
إِنَّهَا الْطُّمَأْنِيْنَة الَّتِي تَتَرَعْرَع فِي ابْتِسَامَّاتِكُم ، وَإِنَّهَا الْسَّكِينَة الَّتِي تَفِيْض مِن سُوَيْدَاء الْقَلْب ، أَي قُوَّة وَأَي ثِقَة تِلْك أَي رِفْعَة وَسُمُو وَأَي اسْتِعْلَاء ذَاك أَي رَاحَة وَأَي سَعَة لَم نَعْرِف لَهَا نَظِيْرا .

مَا بَال الْقَوْم يَسْتُدِيرُونَكُم ظُهْرَا وَقَد نَطَق الْفَقْر كُفْرا !؟! مَا بَالُهُم لَا تَقْوَى أَيَادِيْهِم عَلَى الْعَطَاء !؟! تَرْتَجِف تَرْتَعِد تَرْتَد إِلَى نُحُوْرُهَا صَمَّاء ، أَي ذِلَّة وَأَي مَهَانَة سَيُكْتَب عَنْهُم الْتَّارِيْخ ، وَأَي صِغَار سَيُلْحَق بِهِم عَنْوَة بَعْد حِيْن ، وَأَي شَيْطَان لَئِيْم هَذَا الَّذِي يَقُوْد خُطَاهُم إِلَى الْجَحِيْم ، إِنَّهَا الْمَهْزَلَة الَّتِي تَلَتَفّح صُدُوْر الْجُبَنَاء ؛ انَّه الْجُبْن الَّذِي يَتَوَارَى مِن سُوَء صَنْيَعَه ، انَّه الْزَّبَد الَّذِي سَيَذْهَب جُفَاء .

يَا وَيْحَهُم مِن إِطْلَالَة شِبْل يصَرْع الْعَوَز ، يَا وَيْحَهُم مِن سُؤَال الْتَّارِيْخ لَهُم ، يَا وَيْحَهُم مِن نِقْمَة الْبُؤَسَاء وَشَمَاتَة الْأَعْدَاء .

يَا أَصْحَاب الْحَصَّالَة لَقَد انْقَطَعَت بِكُم سُبُل أَهْل الْأَرْض ؛ لَكِن رَحْمَة الْسَّمَاء انْسَكَبَت مِدْرَارَا وَعَطَاء عَلَى نُفُوْسِكُم ، لَقَد غُلِّقَت الْأَبْوَاب لَكِنَّهَا تَفَتَّحَت مَغَالِيْق الْدُّجَى . لَا تَنْتَظِرُوَا أَحَدا ولَا تَسْتَجَدُّوْا إِنْسَانَا لَا تَطْلُبُوْا عَوْنَا ، وَلَكِن قُوْلُوْا لِلْزَّمَان سَنَمْضِي صُلْب الْمِرَاس نَسْتَنْهِض الْهِمَم وَنَسْتُقَوي عَلَى الْوَهَن ، سَنَقْتَلّع الْفَاقَة عَلَى مَر الْعُصُوْر وَكْر الْدُّهُور ، سَنَهْزِم طَوَابِيْر الْيَد الْسُّفْلَى وَنَمْضِي إِلَى الْأَمَام بِالْيَد الْعُلْيَا ، سَنُرَدِّد أُغْنِيَة مَا رَدَّدَهَا عَمْرِو بْن أُبَي رَبِيْعَة لِلْفَارُوْق عُمَر:

مَاذَا تَقُـوْل لِأَطْفَال بِذِي مَرَخ زُغْب الْحَوَاصِل لَا مَاء وَلَا شَجَر
أُلْقِيَت كَاسِبَهُم فِي قَعْر مَظْلَمَة فَاصْفَح عَلَيْك سَـلَام الْلَّه يَا عُمَر

فَأَلَّف تَحِيَّة إِجْلَال وَإِكْبَار لَكُم أَيُّهَا الْرَّابِضُون عَلَى مَهَالِك الْنِّسْيَان ... فَأَلَّف تَحِيَّة وَلَنَا فِي الْحَدِيْث بَقِيَّة .