|
دحلان: القيادة تتوقع فشل المفاوضات غير المباشرة
نشر بتاريخ: 03/06/2010 ( آخر تحديث: 04/06/2010 الساعة: 10:02 )
رام الله-معا-قال عضو اللجنة المركزية في حركة فتح محمد دحلان ان القيادة الفلسطينية تتوقع فشل المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الاسرائيلي التي ترعاها الادارة الامريكية.
وقال لدينا الخيارات البديلة للتحرك دون ان ترتكب اخطاء تدينها على الصعيد الدولي، وتضعها في نفس الخانة مع الحكومة الاسرائيلية." ودعا دحلان خلال برنامج رأي عام الذي ينتجه ويبثه تلفزيون وطن، الى دعم الشعب الفلسطيني، وان يكون افضل واكثر انسجاما من خلال تحقيق الوحدة الوطنية ، وانتهاج عمل ديبلوماسي سياسي عقلاني كالذي يسير عليه الرئيس محمود عباس، يحافظ على ثوابتنا الوطنية ، ويستمر في اضعاف اسرائيل دوليا، اضافة الى موقف عربي جاد تجاه الادارة الامريكية، من اجل تطوير الموقف الامريكي تجاه القضية الفلسطينية وعن المصالحة الوطنية وقرار الرئيس بتكليف وفد قيادي بالذهاب الى غزة ولقاء حماس، قال دحلان ان اللجنة المركزية لحركة فتح نادت بضرورة تحقيق الوحدة لانها طوق النجاة للقضية الفلسطينية، ولذلك قدمت الحركة اقتراحا بعد مجزرة اسطول الحرية، بضرورة الاندفاع اكثر بأتجاه المصالحة الوطنية ولقاء حماس، من خلال ارسال وفد قيادي من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واللجنة المركزية لحركة فتح، وقادة الفصائل الوطنية "باستثناء الرئيس محمود عباس، الذي بدوره استثناني لاسباب فنية" وتم الموافقة عليه بالاجماع. وشدد دحلان على ان الرئيس لديه رغبة جامحة بتحقيق المصالحة، وكرر تلك الرغبة خلال افتتاح مؤتمر الاستثمار الثاني في بيت لحم، رغم رفض حماس استقبال الوفد ، الامر الذي لا ينم عن وعي وطني لديها، مشددا على ان المصالحة الوطنية هي ضرورة وطنية ملحة. وبخصوص اذا ما خيرت القيادة الفلسطينية بين تحقيق الوحدة مع حماس، وتراجع الادارة الامريكية عن جهودها لاحلال السلام ، واقامة الدولة الفلسطينية قال دحلان" اننا سنختار الوحدة، ولدينا الادوات كي لا نفقد الدعم الدولي، ومستعدين لدخول هذه المغامرة من خلال قدرتنا على المناورة" . الولايات المتحدة والدولة الفلسطينية المنتظرة وحول اذا ما زالت الادارة الامريكية مصره على تحقيق السلام في الشرق الاوسط ، واقامة الدولة الفلسطينية، خاصة مع حلول الذكرى السنوية الاولى لخطاب اوباما الشهير في جامعة القاهرة، قال دحلان "ان الادارة الامريكية تلهث دوما خلف مصالحها، والتي اصبحت اليوم تحت الخطر، بسبب علاقتها مع اسرائيل، حيث صرح مؤخرا اكثر من مسؤول امريكي ان سياسة اسرائيل باتت تشكل خطرا على حياة الجنود الامريكيين في المنطقة، وكذلك تأثير القضية الفلسطينية القوي في المنطقة، نجد ان اقامة الدولة الفلسطينية باتت احد مصالح امريكا." واضاف دحلان " ان امريكا اليوم هي صاحبة القرار الاول في العالم، مع عدم التقليل من شأن الاطراف الاخرى كالاتحاد الاوروبي ، وروسيا والصين، ومصلحتنا الفلسطينية تقتضي تقريب وجهات النظر بيننا وبين الادارة الامريكية ، مؤكدا ان تحقيق ذلك وترتيب اوراقنا سيؤثر بشكل كبير على الادارة الامريكية، التي تستطيع بدورها الضغط على اسرائيل واجبارها على تنفيذ قراراتها. ورفض دحلان التحليلات التي تشير الى ان اسرائيل تحكم امريكا، وبالتالي لا يمكن لاوباما ان يجبر حكومة نتنياهو على الدخول في حل سياسي، مع الفلسطينيين، اذا ما اقتضت المصلحة الامريكية ذلك، مذكرا ما قامت به الادارة الامريكية من "جر شامير من انفه الى مؤتمر مدريد للتوقيع عليه"، واجبار الرئيس كلينتون نتنياهو على توقيع اتفاقية الخليل في واي ريفر عام 1998، والذي يشير الى ان اسرائيل تتحول الى قزم منضبط ملتزم اذا ما اقتضت المصالح الامريكية ذلك. ولم ينف دحلان وجود تأثير هائل من قبل اللوبي الصهيوني في مؤسسات صنع القرار الامريكي، حيث تتعامل اسرائيل مع الولايات المتحدة وكأنها الابن المدلل صاحب التاثير والامتدادات والتدخلات في جميع مؤسسات اتخاذ القرارات، الا ان ذلك لا يمنع وجود استياء امريكي من اسرائيل تمثل في تصريحات باتريوس قائد القوات الامريكية في الشرق الاوسط، الذي اشار الى ان حياة جنوده مهددة بسبب السياسات الاسرائيلية، اضافة الى ادراك قادة الاحتلال انهم اصبحوا عبئا على امريكا بعد ان كانوا رافعة لسياساتهم في المنطقة. الادارات الامريكية المتعاقبة...وادوات الضغط وحول اختلاف الادارة الامريكية الحالية عن سابقاتها في التعامل مع الشأن الفلسطيني، "اوضح دحلان ان الشعب والقيادة الفلسطينية لا تثق بالادارات الامريكية المتعاقبة، لانه بمنطق تجربتنا ندرك ان سياساتها في الشرق الاوسط منحازة لمصالحها ومصالح اسرائيل في المنطقة ، وهذا يمنح العرب ونحن معهم بأن نكون مؤثرين في القرارات الامريكية لارتباط المصالح الامريكية في الاونة الاخيرة مع الامة العربية " ورأى دحلان ان هناك فرق بين موقف اوباما ، وموقف رؤساء الولايات المتحدة السابقين رغم تراجعه عن مواقفه التي اعلنها في خطابه الشهير في جامعة القاهرة، بسبب عمل وجهد اللوبي الصهيوني، في مؤسسات صنع القرار الامريكي، وتقصير المسؤولين العرب والفلسطينيين عن دعم تلك التوجهات وتشجيعها وحشدها. واشار دحلان الى ان امكانيات العرب وطاقاتهم للضغط على الولايات المتحدة اكبر من نظيرتها اليهودية، لكن دون ان تعمل على تفعيلها وتسخيرها بالشكل المطلوب لصالح القضية الفلسطينية. واوضح دحلان ان ما يميز ادارة اوباما عن غيرها هو وجود توجه وقناعة لديها بضرورة اقامة الدولة الفلسطينية وحل القضية الفلسطينية صاحبة التأثير القوي على المنطقة، في حين كان بوش عكس ذلك. وحول ذلك قال دحلان" انه خلال احد زيارتي مع الرئيس عباس الى واشنطن التقينا بالرئيس بوش، وطرحنا عليه فكرة ان اقامة دولة فلسطينية ستعمل على تهدئة المنطقة واستقرارها، فهاج وماج وكاد ان يطردنا من البيت الابيض". مأزق اسرائيل وعن الموقف الدولي من القضية الفلسطينية، والسياسات الاسرائيلية، بين دحلان ان العالم بات ينظر لاسرائيل كدولة "بلطجة" وان الشعب الفلسطيني هو الضحية والمعتدى عليه، بعد ان رسمت الحكومات الاسرائيلية السابقة بسياساتها صورة عكس ذلك بمساعدة غباء السلوك الفلسطيني في قوى المعارضة. وفرق دحلان بين صورة ومكانة اسرائيل اليوم عما كانت عليه سابقا، قائلا "اسرائيل اليوم دولة"اي كلام" وهي من دول العالم الثالث ، لانه لا احد يرتكب الجنون الذي ارتكبته ضد اسطول الحرية في مياه البحر المتوسط، وفضيحتها في دبي وانكشف امر جهاز الموساد بعد عملية اغتيال المبحوح، بمعنى ان اسرائيل اليوم ترتكب فضيحة تلو الاخرى، مما جعلها منبوذة و" كالرجل الاجرب" ، وفي مواجهة مستمرة مع المجتمع الدولي. واشار دحلان الى ان اسرائيل دوما كانت دولة وظيفية بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية في المنطقة، وفي السنوات الاخيرة فقدت قدرتها على القيام بهذا الامر، مما اضعفها واجبر الولايات المتحدة الامريكية على دخول المنطقة بنفسها والغرق في رمال العراق وجبال افغانستان. ولم يستبعد دحلان قيام اسرائيل بتصعيد ميداني على الارض للهروب من استحقاقات العملية السلمية، وافشال الجهود الامريكية لأنجاز اتفاق سياسي من خلال المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها، مؤكدا ان نتنياهو لا يريد تحقيق السلام ، ولا يؤمن بخيار الدولتين، وبحق الشعب الفلسطيني في الحياة، بسبب الايدولوجية الصهيونية التي تحكم ائتلافه الحكومي. وكان تلفزيون وطن قد طرح استطلاعا للرأي عبر صفحتة الالكترونية (www.wattan.tv) حول اعتقاد المواطنين ان الادارة الامريكية ما زالت جاده في ايجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية ، حيث رأى 78% ان الادارة الامريكية غير جاده في ذلك، في حين قال17% من المصوتين ان ادارة اوباما ما زالت جادة وتسعى لايجاد ذلك الحل، بينما كان 5% من المصوتين لا رأي لهم. |