وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة يحيي ذكرى استشهاد عمر القاسم

نشر بتاريخ: 05/06/2010 ( آخر تحديث: 05/06/2010 الساعة: 15:48 )
القدس- معا- نظم مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس، ظهر يوم السبت بالتعاون مع مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية " حريات"ندوة خاصة لاحياء الذكرى السنوية الحادية والعشرون لاستشهاد القائد عمر محمود القاسم "منديلا فلسطين" وذلك بحضور فهد ابو الحاج مدير عام مركز ابو جهاد، وقدورة فارس رئيس نادي الاسير الفلسطيني، وحلمي الاعرج مدير مركز الحريات، واحمد القاسم شقيق الشهيد عمر القاسم، وحشد من رفاق الشهيد و المهتمين وفي شؤون الحركة الاسيرة.

وافتتح فهد ابو الحاج مرحباً بالمشاركين في مركز ومتحف ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس ،الذي وكعادته يسلط الضوء على نضالات واشراقات الحركة الاسيرة ،متناولا قضيتهم من زاوية انسانية وحقوقية وطنية ،مكوننا بذلك رافدا للاجيال القادمة يفيض بالمعلومات والوثائق حول نضالات الاسرى حتى يومنا هذا ،وذلك حرصا على عدم ضياع هذا الكنز الثمين من ارث اسيراتنا واسرانا البواسل

واكد ابو الحاج على اهمية هذه الذكرى العزيزة على قلب كل فلسطيني حر وعلى المدافعين عن الحرية في كل مكان ،فاصدقاء الشهيد ورفاقه في السجن وخارجه وفي كل بقعة من ارض الوطن ،يعرفون من هو عمر القاسم (مانديلا فلسطين ) ،واذا كنا اليوم نحيي ذكرى استشهاد اخينا عمر القاسم ،فاننا في ذلك نحيي ذكرى كل الشهداء الابطال اللذين سقطوا على ثرى ارض فلسطين.

واستهل ابو الحاج بأستذكار حياة الشهيد عمر القاسم ،الذي ولد في حارة السعدية في القدس عام 1940 ،وتعلم في مدارسها الى ان انهى دراسته الثانوية فيها عام 1958 ،وعمل مدرسا في مدارس القدس و مواصلا تعليمه الجامعي بالانتساب لجامعة دمشق التي حصل على بكالوريوس الاداب منها

والتحق بحركة القوميين العرب في مطلع شبابه ،وسافر الى خارج الوطن والتحق بمعسكرات الثورة الفلسطينية وحصل على العديد من الدورات العسكرية ،و قرر العودة الى ارض الوطن ،بعد اجتيازه لنهر الاردن مترأسا مجموعة فدائية ،اصطدم بكمين اسرائيلي قرب قرية (كفر مالك) ،الى انه اصر على القتال رافضا الاستسلام ،ولكن وبعد نفاذ الذخيرة من المجموعة وقعت رهن الاعتقال الاسرائيلي مع قائدها (عمر القاسم)،و صدر بحقه حكما بالسجن المؤبد من قبل المحكمة العسكرية ،وزج به في غياهب السجون ،متنقلا خلال سنين اعتقاله بين العديد من السجون واقسامها

استشهد القائد عمر القاسم بعد اعتقال دام اكثر من 21 عاما ،قضاها في غياهب سجون الاحتلال ،بحيث لم يبقى سجين واحدا لم يعرفه او لم يلتقي به ،فكل المناضلين من تاريخ اعتقاله لحين استشهاده ،عرفوه مناضلا صلبا ،وقائدا فذا ،واطلق عليه الاسرى داخل السجون لقب (شيخ الاسرى والمفكرين) لما كان يتمتع به من قوة وبأس ،وقوة الفكر والارادة ،كما لقبه شعبه (بمانديلا فلسطين )

واكد ابو الحاج على اسهامات القائد عمر القاسم العظيمة في تنظيم حياة النضال داخل السجن واسهاماته الثقافية والفكرية فيه ، ابتداءا من تجربة الاعتقال اما عن عمق نظرته في تنظيم واستغلال سنين السجن فهو يقول (إن العزاء الوحيدة لنا بالسجن، هو وجودنا على ارض الوطن، والتعرف على أبناء صهيون)

واكد على مقولة العديد من الاسرى (مَن لَم يَعرف عمر القاسم، لا يعرف الحركة الوطنية الأسيرة ) ،مؤكدا على سمو الرسالة التي يحملها مركز ابو جهاد على ان تكون رافدا اخر من روافد نهر الفداء للاسرى والشهداء.

من جانبه شكر قدورة فارس مركز ابو جهاد على تنظيمه للفعالية وجهده المتواصل في تأريخ وتوثيق تجارب الحركة الاسيرةمؤكداً ان من يقرء هذا التاريخ بتمعن ستستوقفه العديد من المحطات التي سجلت مزايا هامة من اهمها بصمات واثار الشهيد عمر القاسم، الذي كان ممن كتبوا الاحرف الاولى لأيات النضال داخل السحون.

وشدد فارس على الدور التأسيسي للرعيل الاول في تمهيد الطريق لبناء حركة وطنية مناضلة تتصدى لكافة برامج القمع المترجمة من قبل اداراة السجون الاسرائيلية وهذا ما سجل للرفيق عمر ورفاقه من الاسرى الفلسطينيين والعرب.

وفي مداخلة لشقيقه قدم احمد القاسم شكره وعرفانه للقائمين على الفعاليه مؤكدا ان ذكرى استشهاد اخيه القائد هي فرصة لاحياء ذكرى كافة شهداء الحركة الاسيرة وللتضامن مع الاسرى داخل السجون مشيرا الى ان الشهيد عمر القاسم كان ولا يزال من اعلى الرتب التنظيمية ومن اوائل قيادات العمل الوطني الذين استشهدوا داخل السجن وذلك لتبوئه رتبة لجنة مركزية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

بدوره اكد حلمي الاعرج على الدور الوحدوي الذي لعبه عمر القاسم خلال فترة سجنه وذلك بأجماع كامل الاسرى رغم اختلاف توجهاتهم الفكرية والسياسية،واضاف بان الحديث عن عمر القاسم يعني الحديث عن كل الحركة الاسيرة بكامل مضامينها المختلفة ونضالاتها العديدة والتي توجت بلقبه المعهود منديلا فلسطين.

واعرب الاعرج على ضرورة خلق حالة مشابهة تعود بالحركة الاسيرة الفلسطينية لماضيها المناضل وذلك تيمناً بتجربة الشهيد عمر القاسم.

وفي شهادة حية عن الدور القيادي البارز للشهيد القاسم وذلك من خلال استقطابه لعدد من السجناء اليهود وخرطهم في صفوف الثورة الفلسطينية ومنهم اودي اديب الذي التحق بصفوف الجبهة الديمقراطية، وما ميز القاسم نظرته للصراع العربي الاسرائيلي من منظور تقدمي ثوري مدركاً دموية الاحتلال ومحذرا بالوقت ذاته من التشبه به واللجوء الى اساليبه البعيدة عن القيم الانسانية.

وفي مجمل المداخلات التي قدمها المشاركون في الندوة التي ركزت على ايلاء قضية الاسرى اهمية اكبر بصفتهم يسجلون في كل لحظة تضحية ممزوجة بالدم وافتقاد الحرية

وفي مداخلة سهيل البرغوثي اسير سابق امضى 18 عام في السجون الاسيرائيلية وهو احد من عايش الشهيد عمر القاسم في سجنه فقد اكد على الدور الذي لعبه القاسم في تنشأة شخصيته وسقلها بالمفاهيم الوطنية والفدائية وتعميق نظرته للصراع .

اما الاسير المحرر نادر جفال والذي امضى 14 عام والذي يعد من الاجيال التي عاصرت الاسرى ما قبل اتفاق اوسلو وما بعده مؤكدا على ضرورة اعطاء الاهمية الاكبر لتوثيق نضالات الاسرى والاسرى الشهداء سعياً لاعطائهم حقهم وافادة الاجيال الحالية والقادمة من خلال التعريف بعلم من اعالم الثورة الفلسطينية كشهيدنا عمر القاسم وضرورة اعطاء من تبقوا بالسجون الاهمية الملحة لابقائهم في قمة الاولويات الوطنية .

واكدت الباحثة في شؤون الأسرى انعام البطل ضرورة استعراض كافة تضحيات شهداء الحركة الاسيرة ضمن سلسلة منظمة يمكن من خلالها توثيق كافة تجارب الشهداء واحتوائها في بوتقة واحدى لتكون معلم نضالي واضح وبارز.

وفي الختام اكد فهد ابو الحاج على استمرار فعاليات المركز في ايصال رسالته والتي تتلخص بنشر وتوثيق كافة نضالات الحركة الاسيرة الفلسطينية وهذا ما يثبت من خلال سلسلة الفعاليات التي يقدمها المركز على مدار العام.