وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قراءة لمباراة منتخبنا الوطني امام السودان

نشر بتاريخ: 05/06/2010 ( آخر تحديث: 05/06/2010 الساعة: 23:01 )
الخليل - معا - متابعة عبد الفتاح عرار - خاض منتخبنا الوطني مساء الجمعة مباراته الودية امام منتخب السودان على ارضه وفي درجة حرارة مرتفعة ونسبة رطوبة عالية وهي تجربة جيدة للمنتخب بان يلعب في مثل هذه الاجواء التي تبين مدى قدرة اللاعبين على التحمل وقدرتهم على الاحتفاظ باللياقة البدنية وتوزيعها على شوطي المباراة. ورغم ان المباراة لم ترتقي الى المستوى المتوقع من الفريقين وربما الاجواء كانت سببا لذلك الا اننا نعتبرها تجربة جيدة نجح من خلالها اتحاد الكرة لزيادة الاحتكاك مع مدارس مختلفة وفي اجواء صعبة ليساهم ذلك في بناء شخصية المنتخب التي اصبحت تتسم بالاداء الرجولي. ورغم اننا كنا نلعب خارج ارضنا وفي اجواء لم نتعود عليها وحققنا نتيجة طيبة وهي التعادل مع منتخب افريقي لا يستهان به يلعب على ارضه وبين جمهوره، الا اننا كنا الاخطر والاقرب للفوز واضعنا فرصا سهلة سببها لا زال يلازم المنتخب وهو رعونة التهديف التي لا بد من الوقوف عندها وقفة جادة قبل خوض اية منافسات رسمية.

شخصية المنتخب
كان منتخبنا الوطني قد بدأ ببلورة شخصية له مع الاهتمام الذي منحه اياه اتحاد الكرة بشكل عام والاهتمام الشخصي اللامحدود من اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد. والاهم من ذلك ان لاعبينا استثمروا هذا الاهتمام في تطوير شخصية المنتخب من مهنيتهم واهتمامهم بالظهور بشكل جيد والتزامهم بتعليمات الجهاز الفني الذي هو ايضا ساهم وبشكل كبير في تطوير هذه الشخصية ليصبح الوطني موضع دراسة مسبقة لاي منتخب يلعب معه. واذا استمر هذا الاهتمام في بناء كايزما الوطني فسنوفر الكثير من الوقت وسنصل الى الهدف في وقت اقل من المتوقع.

كنا الاخطر والاقرب للفوز
تلقى مرمى منتخبنا الوطني الهدف الاول في الدقيقة الثانية عشرة من كرة سهلة بعد ان تعثر البهداري امام المرمى ولم يتوقع رمزي صالح هذه الهفوة غير المقصودة من البهداري الذي كان صمام امان المنتخب مع زملائه في خط الدفاع الفدائي حاتم كريم والنجم سامر حجازي والمقاتل ماجد ابو سيدو ومن ثم ايضا بدلاء خط الدفاع احمد حربي وخالد مهدي. ورغم ان المنتخب السوداني معروف بطريقة لعبه على الاطراف الا ان الظهرين كانا على قدر من المسؤولية بمساندة من اشرف نعمان ومحمد جمال على الاطراف. وبعد هدف السودان لم تشكل اية خطورة تذكر على مرمى الوطني بل العكس تماما كنا نحن من شكل الخطورة ولو لم تخطئ راسية البهداري الشباك في كرة سهلة لانتهى الشوط الاول بتقدم منتخبنا بعد الهدف الرائع الذي سجله محمد جمال من تبادل للكرة مع البلدوزر فهد عتال. وكاد ايضا عاطف ابو بلال ان يضعنا في المقدمة مع نهاية الشوط الثاني لو انه زاد من التركيز ولم يتسرع وفوت على نفسه تحقيق الفوز للمنتخب الوطني في اول مشاركة له. وسنحت ايضا فرصة اخرى للبديل ابو صالح امام الصندوق وهو المعروف بتسديداته القوية لكنه اخفق ايضا وغيرها من الفرص التي كانت تحتاج لمزيد من التركيز ليس اكثر.

غياب صانع الالعاب
بذل لاعبونا جهدا مضنيا في خط الوسط وتحركوا كثيرا وخاصة سليمان العبيد وحسام وادي مع اشرف وجمال في الشوط الاول لكن صانع الالعاب الحقيقي كان غائبا وهو ما لم يعطي الفرصة لكل من كشكش والعتال بتلقي كرات سهلة عادة ما يتوقعها المهاجم مما اضطر كل منهما الى العودة بين الفينة والاخرى لمساندة خط الوسط ومحاولة استخلاص الكرات. ومن خلال مشاهدتنا للعديد من لقاءات الوطني فاننا نعي جيدا ان النتخب الوطني بحاجة لصانع العاب بجانب كوكبة لاعبي خط الوسط الذين خاضوا الشوط الاول او التبديلات التي احدثها المدير الفني بالدفع بايمن الهندي وهشام الصالحي الى جانب العبيد وابو صالح. وكنا نتوقع ان يلعب ابو بلال مهاجم ثان بعد خروج كشكش لكنه بقي متراجعا في الوسط وبقي العتال وحيدا في الامام.

الفاعلية الهجومية ورعونة التهديف
رغم اننا نمتلك مهاجمين من طراز رفيع الا ان فاعليتهم الهجومية مع المنتخب اقل بكثير منها في فرقهم اليت يلعبون لها وربما يكون السبب في ذلك كما اشرت مسبقا لغياب صانع العاب صريح من جهة وقلة التجانس من جهة اخرى. ورغم انني اجد بعض الاسباب التي من الممكن ان تكون سببا الا انه لا بد من الاشارة لجملة فرص لا يمكن تفسيرها غير انها رعونة في التهديف مثل راسية البهداري او فرصة ابو بلال امام المرمى ونحن هنا لا نطالب بتسجيل جميع الفرص التي تسنح لنا لكن في النهاية فمن الممكن ان تقف نتيجة المباراة كلها على فرصة واحدة وعليه فان على لاعبينا ان يدركوا ان مثل هذه الفرص السهلة لا تتكرر كثيرا وخاصة في المنافسات الرسمية بسبب الحذر الشديد وعليه فيجب علينا زيادة التركيز وعدم التفريط في مثل هذه الفرص واستثمار اخطاء الخصم وتوقعها كما حدث مع السودانيين الذين استثمروا خطئ دفاعي وحيد لمنتخبنا وكان هو هدفهم الوحيد في المباراة.

تطوير التجانس للمنتخب
وان كانت ظهرت بعض الجمل المدروسة في اللقاء الا انها كانت قليلة وهذا سببه غياب التجانس الذي ياتي من خلال تكثيف اللقاءات لكي يتم خلق خطة متفاهم عليها بين جميع اللاعبين وخاصة اننا نعلم ان المنتخب يتكون من عناصر تلعب لفرق متفاوتة في المستوى وبالتالي فان الانسجام بين هذه العناصر ياتي من خلال زيادة اللقاءات وتنفيذ خطة الجهاز الفني الموحد. وما تجدر الاشارة له ان هناك تقدم ملحوظ في دقة التمريرات بين اللاعبين وهذا ما يجب علينا استثماره مستقبلا بخلق توليفة متناسقة ربما ايضا ساهم في عدم وجودها عدم الثبات على تشكيلة معينة بسبب عدم حضور بعض اللاعبين من جهة واستدعاء لاعبين جدد من ناحية اخرى وهذا طبيعي في مرحلة اعداد أي منتخب.

الاداء الرجولي سمة دائمة
ما اصبح يميز منتخبنا الوطني هو الاداء الرجولي والفدائية في الملعب فبالرغم من ارتفاع درجات الحرارة، بقي لاعبونا حتى اخر دقيقة يؤدون بشكل جيد ولم يظهر عليهم ضعف في اللياقة البدنية وكان ضغطهم على لاعب الخصم المستحوذ على الكرة ايجابي ولم يسمحوا للخصم بامتلاك مساحات واسعة في الملعب حتى انهم استطاعوا اغلاق الاطراف التي هي مفتاح لعب المنتخب السوداني.

على الطريق الصحيح
من كل ما تقدم نرى ان مسيرة الوطني تسير في الاتجاه الصحيح ما زال يظهر تطورا ولن ننسى رغم كل ذلك اننا كنا نلعب مع منتخب افريقي شاب له شخصيته ومعتاد اللعب في مثل هذه الاجواء وبالتالي فان الجهاز الفني لا زال موفقا في تنفيذ خطته وما عليه سوى تكثيف اللقاءات من ناحية والبدء بالتركيز على مجموعة معينة يتم اختيارها لخلق التجانس بينها وبالتالي هي التي ستحقق طموح الجماهير التي كانت تنتظر الفوز وكنا الاقرب له.