وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاسرى ونقابة الصحفيين:الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لوضع الخطط

نشر بتاريخ: 06/06/2010 ( آخر تحديث: 07/06/2010 الساعة: 11:37 )
رام الله -معا- التقى وزير شؤون الاسرى والمحررين عيسى قراقع بنقيب الصحفيين الفلسطينيين عبد الناصر النجار اليوم في مقر النقابة في مدينة البيرة حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لوضع الخطط والبرامج وتنفيذ الفعاليات المشتركة لتفعيل موضوعة الاسرى على الصعيد الدولي خاصة .

وحضر الاجتماع من وزارة الاسرى كلا من مدير عام العلاقات العامة والاعلام حسن عبد ربه ومدير العلاقات الدولية عمرو ناصر ومدير دائرة الاعلام اسامة الغول اما من نقابة الصحافيين فقد حضر الاجتماع الصحافيون منتصر حمدان وراجح تلاحمة وعمر نزال وخلود عساف و وفاء ابو غوش وصالح مشارقة اعضاء مجلس النقابة ، فيما انضم في وقت لاحق محمود "ابو اسماعيل " عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية .

واستهل اللقاء نقيب الصحفيين عبد الناصر النجار بالحديث حول اهمية قضية الاسرى وضرورة تفعيلها في وسائل الاعلام المحلية والدولية، مشيرا الى ان زيارة الوزير قراقع تعد الاولى في تاريخ نقابة الصحفيين الفلسطينيين الامر الذي يدلل على اهتمام الوزير والوزارة بتفعيل موضوعة الاسرى في الاعلام .

فيما تحدث قراقع حول الاثر الكبير لموضوعة الاسرى في المجتمع المحلي الفلسطيني وما تشكله من وجدان حي لعموم الشعب الفلسطيني بحكم ان ما يقارب ربع الشعب الفلسطيني عانى مرارة الاعتقال والسجان ، ما جعل من عمليات الاعتقال المؤثر الرئيسي على الحياة واستقرارها .

واوضح قراقع ان زيارته لنقابة الصحفيين الفلسطينيين تأتي استشعارا لاهمية الاعلام في موضوعة الاسرى ولكونها قضية سياسية وقانونية تحتاج الى الة اعلامية فاعلة تؤثر في صياغة المفاهيم والرؤى والقناعات لدى الشعوب الاوروبية والاجنبية عموما والتي يكون لها وزنها في تشكيل مفاصل العمل السياسي في تلك البلدان ما يلزمنا صياغة خطاب اعلامي حضاري ذو موصفات مهنية وابداعية تراعي في خطابها العقلية الاوربية ومضامينها وبالتالي ضرورة تحديد المفاهيم والمصطلحات واللغة لتفعيل موضوعة الاسرى دوليا. حيث تبين من خلال جولات الوزراة لعديد من الدول الاوروبية وجامعاتها ان هناك فقر معلوماتي واضح بل مغيب عن النخبة المثقفة في تلك البلدان الامر الذي يتطلب خلق ماكينة اعلامية بمواصفات مهنية تعمل على رفد السفارات والسفراء والجاليات العربية بتدفق معلوماتي منتظم ومحدث يعمل على مواجهة ماكينة الدعاية الاسرائيلية في اوروبا ومواجهتها بشكل احترافي .

وتابع : كذلك الامر في مواجهة الاعلام الاسرائيلي الذي اخذ السبق في ترويج قضية شاليط دوليا باقتدار بينما اسرانا القدامى مضى على وجود بعضهم اكثر من ثلاثة وثلاثين عاما في السجون ولم تعلم عنهم الشعوب الاوروبية والاجنبية شيئا ما يدلل على ان الجهد والعمل المبذولين ما زالا في اطار الضعف والقصور في الرؤى والخطط مايدعونا الى تركيز العمل الاعلامي دوليا على موضوعة الاسرى بشكل عام والاسرى القدامى بشكل خاص لعدالة قضيتهم وانسانية وضعهم ".

واضاف قراقع ان وزارته قد بدأت فعلا بتدويل قضية الاسرى عبر زيارة العديد من الدول العربية والاجنبية كان اخرها دولة الجزائر الشقيقة التي التقى فيها وزير شؤون المجاهدين في الجزائر والتي تعد بمثابة الوزارة الشقيقة لوزارة الاسرى في الارض المحتلة .. حيث تم الاتفاق على عقد مؤتمر دولي في العاصمة الجزائر تدعى له كافة المحافل الدولية والحقوقية في العالم بما فيها المؤسسات العاملة في الارض المحتلة .. كذلك الامر بالنسبة للعديد من الدول الاوروبية والتي كان اخرها زيارته الى هولندا التي التقى فيها ناشطين في حقوق الانسان وجاليات عربية وفلسطينية مذكرا بمشاركة الوزارة في مؤتمرات دولية قادمة حول الاسرى الفلسطينيين في كل من الجزائر والمغرب والقاهرة برعاية الجامعة العربية بداية العام القادم .

واستنكر قراقع ما اسماه الخضوع لمصطلحات الاسرائيليين وقوانينهم واجراءتهم والاستسلام لها بحكم انها امر واقع وهي التي تتنكر للقوانين الدولية .. داعيا الى ضرورة بحث كل القوانين ودراستها وتفنيدها سعيا تجاه نصرة المعتقلين وتبيان المكانة القانونية لهم وفق الاتفاقيات الدولية التي تنتصر للاسرى باعتبارهم مقاتلي حرية وليسوا ارهابيين كما تروج الماكينة الاعلامية الاسرائيلية ، وبالتالي ضرورة مواجهة الماكينة الاعلامية الدولية التي يسيطر عليها اللوبي الاسرائيلي واختراقها وتحييدها او مواجهتها بحقائق مجردة وارقام وقصص وشهادات مشفوعة بالقسم مطالبا ضرورة التركيز على الجانب الانساني في مخاطبة الغربيين عموما ، وخصوصا بما نملكه من حقائق ومعاناة وآلام يعانيها الاسرى يوميا كمرضى السرطان او الامهات التي تلد في داخل السجون مقيدة اليدين والرجلين او اعتقال الاطفال وعزل الاسرى عن العالم ..

فيما ذكر قراقع ان اللوبي الاسرائيلي اصدر دليلا اعلاميا لوسائل الاعلام في الامريكيتين واوروبا وحد فيها مصطلحاته ومفاهيمه تجاه الصراع العربي الاسرائيلي مؤكدا ان هذا الكتاب بما يحويه من مصطلحات ومفردات خطير للغاية اذ انه هدفه يتلخص بتصوير الفلسطينيين ارهابيين وقتلة فضلا عن ادعائه بحق الاسرائيليين في فلسطين تاريخيا .. مضيفا معلومات حول كيفية الخروج من المواقف المحرجة ومعالجة الازمات الاعلامية بمهنية وحرفية ..

وكان قراقع قد دعا الى استخدام وتفعيل مصطلح اسرى الحرب الفلسطينيين في مختلف وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة ، داعيا الى اثارة موضوعة الاسرى القدامى والتركيز عليهم محذرا انه وخلال سنتين قادمتين سيستقبل الشعب الفلسطيني شهداءً من المعتقلات الاسرائيلية نتيجة سوء الظروف التي يحياها هؤلاء المعتقلين الذين بلغ عمر بعضهم الثامنة والسبعين كالاسير سامي يونس الذي يعد الاسير الاكبر سنا في سجون الاحتلال الاسرائيلي .. مؤكدا ان هناك اكثر من 115 معتقلا فلسطينيا مضى على اعتقالهم اكثر من عشرين عاما ما يستدعي ابراز اسمائهم وصورهم وتبيان عدالة قضيتهم سعيا لتحريرهم .

ولفت قراقع الى ضرورة ان يمثل الاسرى عبئاً ثقيلا على الاحتلال، لا ان تركن حكومة الاحتلال الى ان السلطة الوطنية الفلسطينية هي التي تقوم على حمل كافة اثقال المعتقلين والتزاماتهم وهمومهم ومشاكلهم .. مؤكدا ضرورة اغراق الاسرائيليين في مسؤولياتهم التي يتنصلون منها وفتح معارك قانونية واعلامية وحياتية مع الاحتلال وادواته .

فيما تطرق قراقع الى قانون شاليط مستغربا من ان دولة الاحتلال هي الدولة الاولى في التاريخ التي تشرع قانونا لانتهاك حقوق الانسان متمثلا بحرمان الاسرى من التعليم والزيارة والكتب والتلفاز .. داعيا الى شن حرب بلا هوادة على هذا القانون (قانون شاليط).. وقانون الشاباك الذي سمح بتعذيب الاسر الفلسطينيين جسديا بحجة ان كل معتقل فلسطيني يشكل قنبلة موقوتة حسب تفسيراتهم .. ما اعطى محققي الشاباك حصانة من الاتهام بالقتل او التعذيب !!

اما عبد الناصر النجار نقيب الصحافيين الفلسطينيين فقد تحدث حول تقصير واضح في الاداء الاعلامي وخصوصا على المستوى الدولي .. متمنيا البدء في عملية تعاون مؤسسية بين النقابة والوزارة سعيا لقولبة المعلومات بما يناسبها زمنا ومكانا وفئة مستهدفة في اطار تحديد كيفية نقل المعلومات بشكلها الجديد واضعا جل امكانات النقابة المهنية في خدمة قضية الاسرى.

فيما اضاف قراقع قائلا :" اننا قد مللنا من الشعارات والكلمات الكبيرة "داعيا للانتصار في المعركة الاعلامية بوسائل علمية بعيدة عن ردة الفعل والارتجال ، مؤكدا "اننا بمهنيتنا وعدالة قضية الاسرى ننتصر ونواجه كل الاساطير والخرافات الاعلامية التي يبنيها الاحتلال عبر اساطيله الاعلاميه في الغرب واوروبا .." مستدركا ان قصص اسرانا العادلة ومعاناة ذويهم وعذاباتهم كفيلة بقلب موازين المعركة الاعلامية والسياسية في حال احسنا الاداء والخطاب الاعلاميين ، فولادة نسائنا في السجن واغتصاب طفل معتقل ، وتعذيب اسير حتى الموت واعدام فلسطينيين في الاسر .. معالم فاضحة للانتهاكات الاسرائيلية .

واكد قراقع لنقيب الصحافيين النجار واعضاء النقابة ضرورة الخروج عن النمطية ، تجاه خلق عمل صحافي متميز وابداعي يركز على التفاصيل الانسانية لما لها من اثر في رسم صورة الانسان الفلسطيني اسيرا ومدافعا عن حريته .. قائلا :" المهم ان نقرر البدء في التغيير وتحديد اهدافنا وتوضح رؤانا وتصوراتنا المستقبلية .. ومن ثم قطف ثمار ذلك العمل في وقت قياسي باداء نوعي يكشف حقيقة وعدالة قضيتنا الوطنية "، معلنا ان نقابة الصحافيين رديف لعمل الوزارة وموجه اساسي للعمل الاعلامي المهني بما تتمتع به من خبرات وطاقات يجب ان تصب في المشروع الوطني وعلى راسه قضية الاسرى والامهم وهمومهم ..

وتحدث منتصر حمدان عضو نقابة الصحافيين الفلسطينيين داعيا الى تبني فكرة صناعة سفير للاسرى في السفارات الفلسطينية يكونا ملما ومحيطا في موضوعاتهم والامهم بعد خضوعه لدورات تدريبية في نقابة الصحافيين تؤهله للقيام بهذه المهمة وما قد تحدثه من اثارة وتوضيح لحقيقة المعاناة الفلسطينية بما يشكل رافدا مهما لدور السفارات اعلاميا وسياسيا على المستوى الدولي .

اما عن دور السفارات الفلسطينية في التواصل مع الوزارة ، فقد اكد قراقع ان وزارة الاسرى على اتصال مباشر ودائم مع وزارة الخارجية التي تقوم بتوزيع كل ما يردها من تقارير اعلامية حول الاسرى للسفراء والقناصل والجاليات العربية ، مؤكدا ضرورة اتقان فن ترجمة التقارير وتحويلها الى صور مسموعة ومرئية تخاطب الوجدان والعقلية الغربية بما تفقه ، لما في موضوعة الترجمة من نقل لحقيقة المعاناة والالام التي يعانيها اسرانا وذووهم ، بما فيها الترجمة الى اللغة العبرية في محاولة جدية لاختراق الاعلام الاسرائيلي وهذا امر ممكن حسبما قال .